قائمة المدونات التي اتابعها

الجمعة، 15 فبراير 2013

نظرية كان الله ولم يكن شئ معه قدم العالم بعينه لو بنوعه



بسم الله الرحمن الرحيم

قدم العالم بعينه لو بنوعه نظرية كان الله ولم يكن شئ معه


بدأ الاستاذ بشرح تطبيقاتها فقدح بذهني معرفة راي احد  العلماء ؟

الطالب ... استاذي ماهو راي شيخ الاسلام بن تيمية في قدم العالم ,  وبهذهِ النظرية خصوصاُ .

الاستاذ ... ولدي العزيز سأسرد لك رايه من كتاب مجموع الفتاوي الذي هو من كلام شيخ الاسلام بن تيمية في مجموع الفتاوى :

1) فكان ما احتج به أئمة الفلاسفة على قدم العالم لا يدل على قدم شىء من العالم بل انما يدل على أصول أئمة السنة والحديث المعتنين بما جاء به الرسول وكان غاية تحقيق معقولات المتكلمين والمتفلسفة يوافق ويعين ويخدم ما جاءت به الرسل ومن لم يقل بذلك من المتكلمين بل قال بامتناع دوام الحوادث لم يكن عنده فرق بين قبوله لها وقدرته عليها
وكان قول الذين قالوا من هؤلاء بأنه يتكلم بمشيئته وقدرته كلاما يقوم بذاته أقرب الى المعقول والمنقول ممن يقول أن كلامه مخلوق أو أنه يقوم به كلام قديم من غير أن يمكنه أن يتكلم بقدرته أو مشيئته وكل قول يكون أقرب الى المعقول والمنقول فانه أولى بالترجيح مما هو أبعد عن ذلك من الأقوال والله تعالى أعلم [ج6 ص283]

2) ومن هنا يظهر أيضا ان ما عند المتفلسفة من الأدلة الصحيحة العقلية فانما يدل على مذهب السلف أيضا فان عمدتهم فى قدم العالم على أن الرب لم يزل فاعلا وأنه يمتنع أن يصير فاعلا بعد ان لم يكن وان يصير الفعل ممكنا له بعد ان لم يكن وأنه يمتنع أن يصير قادرا بعد ان لم يكن وهذا وجميع ما احتجوا به انما يدل على قدم نوع الفعل لا يدل على قدم شىء من العالم لا فلك ولا غيره [6/300]

3) فقد تبين ولله الحمد ان عمدتهم على قدم العالم انما تدل على نقيض قولهم وهو حدوث كل ما سوى الله ولله الحمد والمنة [6/366]

4) فقد سلم لهم ما ادعواه من قدم العالم كالأفلاك وجنس المولدات ومواد العناصر وضلوا ضلالا عظيما خالفوا به صرائح العقول وكذبوا به كل رسول فإن الرسل مطبقون على ان كل ما سوى اله محدث مخلوق كائن بعد ان لم يكن ليس مع الله شيء قديم بقدمه وانه خلق السموات والارض وما بينهما فى ستة ايام [9/281]

5) ثم يقال لهؤلاء إن كنتم تقولون بقدم السموات والارض ودوامها فهذا كفر وهو قول بقدم العالم وانكار انفطار السموات والارض وانشقاقهما وان كنتم تقولون بحدوثهما فكيف كان قبل خلقهما هل كان منتشرا متفرقا معدوما ثم لما خلقهما صار موجودا مجتمعا هل يقول هذا عاقل [2/188]

6) وكان ما علم بالشرع مع صريح العقل أيضا راد لما يقوله الفلاسفة الدهرية من قدم شىء من العالم مع الله بل القول بقدم العالم قول اتفق جماهير العقلاء على بطلانه فليس أهل الملة وحدهم تبطله بل أهل الملل كلهم وجمهور من سواهم من المجوس وأصناف المشركين مشركى العرب ومشركى الهند وغيرهم من الأمم وجماهير أساطين الفلاسفة كلهم معترفون بأن هذا العالم محدث [5/565]

7) وبين أن قو ل الفلاسفة القائلين بقدم العالم وأنه صادر عن مو جب بالذات متو لد عن العقول والنفوس الذين يعبدون الكو اكب العلوية ويصنعون لها التماثيل السفلية كأرسطو وأتباعه أعظم كفرا وضلالا من مشركى العرب الذين كانوا يقرون بأن الله خلق السموات والأرض وما بينهما فى ستة أيام بمشيئته وقدرته ولكن خرقو ا له بنين وبنات بغير علم وأشركوا به ما لم ينزل به سلطانا [8/457]

8) ثم زعم هؤلاء الفلاسفة ان العالم قديم بناء على هذه الحجة ومن سلك سبيل السلف والأئمة اثبت ما أثبتته الرسل من حدوث العالم بالدليل العقلى الذى لا يحتمل النقيض وبين خطأ المتكلمين من المعتزلة ونحوهم الذين خالفوا السلف والأئمة بابتداع بدعة مخالفة للشرع والعقل وبين أن ضلال الفلاسفة القائلين بقدم العالم ومخالفتهم العقل والشرع أعظم من ضلال أولئك وبين أن الاستدلال على حدوث العالم لا يحتاج إلى الطريق التى سلكها أولئك المتكلمون بل يمكن اثبات حدوثه بطرق اخرى عقلية صحيحة لا يعارضها عقل صريح ولا نقل صحيح وثبت بذلك ان ما سوى الله فانه محدث كأئن بعد ان لم يكن سواء سمى جسما أو عقلا أو نفسا أو غير ذلك [12/217]

9) كما أن الله اذا كفر من أثبت مخلوقا يتخذ شفيعا معبودا من دون الله فمن أثبت قديما دون الله يعبد ويتخذ شفيعا كان أولى بالكفر ومن أنكر المعاد مع قوله بحدوث هذا العالم فقد كفره الله فمن أنكره مع قوله بقدم العالم فهو اعظم كفرا عند الله تعالى [17/292]

الطالب ... الظاهر استاذي العزيز أنك لم توضح مذهب ابن تيمية في قدم العالم ، وعبرت عليك بعض عباراته !
الطالب ... إنه لا يقبل حديث ( كان الله ولم يكن شئ معه ) والشئ الذي ينفي قدمه هو هذا العالم أو فقل قدم العالم بعينه ، وليس قدمه بنوعه لانه يقول بقدم العالم النوعي لا العيني .
ومعنى هذا أن أنواع العالم تتجدد ، ولكن العالم قديم مع الله تعالى .
وسبب شبهته أن يقول إن قدرة الله لا يصح أن تكون بلا مقدور !
وكذلك مذهبه في العرش فهو بزعمه قديم مع الله ولكنه يتجدد ، فهو قائل بقدم العرش النوعي لا العيني !
الطالب ... وهذا نفس ما يقوله الفلاسفة الذين كفرهم علماء المسلمين لانهم يثبتون موجودا واجب الوجود قديما مع الله تعالى !
فتأمل في كل ما نقلته عنه ياأستاذ ، ولاحظ أن هجومه على القائلين بالقدم العيني فقط لا النوعي !

الاستاذ ... هذا صحيح . ولا ادري يابني , ماهو المصدر الذي تنتقي منه كلامك .عموما كلام الشيخ بن تيمية واضح .

الطالب ... كلام بن تيمية معروف وهو مذهب اهل السنة , وهي ان صفات الله قديمة (ازلية) , بمعنى انه خالق قبل وجود مخلوق ونحوه , وعالم قبل وجود المعلوم ونحوه , ولم يكتسب شيئا من الصفات بعد خلق الخلق .
الاستاذ ... بني باقي اقوالك , ارجوا ان تثبتها من اقوال شيخ الاسلام بن تيمية , وان كنت صادقا فيما تقول فهات دليلك على كل نقطة تدعيها , واذهب الى (المصادر) لعلها تفيدك .

الطالب ... استاذي أيها الخبير بكتب ابن تيمية كخبرة أهل مكة بشعابها , هذا الشعب لابن تيمية اسمه : شعب قدم العالم ووجوده مع الله تعالى !
قال في ( موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول ) المطبوع بهامش منهاج السنة : 1 / 245 :

الاستاذ ... قلت هذا من نمط الذي قبله ، فإن الازلي اللازم هو نوع الحادث لا عين الحادث .

الطالب ... وقال في : 2 / 5 :  وأما أكثر أهل الحديث ومن وافقهم فإنهم لايجعلون النوع حادثا بل قديما .
الطالب ... وقال في ( شرح حديث عمران بن حصين ) صفحة 193 :  وإن قدر أن نوعها لم يزل معه !! فهذه المعية لم ينفها شرع ولا عقل !! بل هي من كماله !.
الطالب ... فهل تقنع استاذي ، وعذرا ان كنت ماثبت جهلي واني أنقل ماأعلم معناه .  أتفهم معنى قدم نوع العالم ان الله خالق قبل وجود الخلق وعليم قبل وجود المعلوم وهكذا ؟

 واليك شرح شيخ الاسلام بن تيمية بالتفصيل :
( وأيضا فالأزل معناه عدم الأولية ليس الأزل شيئا محدودا فقولنا لم يزل قادرا بمنزلة قولنا هو قادر دائما وكونه قادرا وصف دائم لا إبتداء له فكذلك إذا قيل لم يزل متكلما إذا شاء ولم يزل يفعل ما شاء يقتضى دوام كونه متكلما وفاعلا بمشيئته وقدرته وإذا ظن الظان أن هذا يقتضى قدم شىء معه كان من فساد تصوره فإنه إذا كان خالق كل شىء فكل ما سواه مخلوق مسبوق بالعدم فليس معه شىء قديم بقدمه وإذا قيل لم يزل يخلق كان معناه لم يزل يخلق مخلوقا بعد مخلوق كما لا يزال فى الأبد يخلق مخلوقا بعد مخلوق تنفى ما تنفيه من الحوادث والحركات شيئا بعد شىء وليس فى ذلك إلا وصفه بدوام الفعل لا بأن معه مفعولا من المفعولات بعينه وإن قدر أن نوعها لم يزل معه فهذه المعية لم ينفها شرع ولا عقل بل هى من كماله قال تعالى أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون والخلق لا يزالون معه وليس فى كونهم لايزالون معه فى المستقبل ما ينافى كماله وبين الأزل فى المستقبل مع أنه فى الماضى حدث بعد أن لم يكن إذ كان كل مخلوق فله إبتداء ولا نجزم أن يكون له إنتهاء [18/238]

الاستاذ ... ولدي تحرير المسألة الاول : إذا كان الخلق فعله فهو بمشيئته إذ يمتنع أن يكون فعله بغير مشيئة وما كان بالمشيئة إمتنع قدم عينه بل يجوز قدم نوعه وإذا كان الخلق للحادث لابد له من مؤثر تام أوجب حدوثه لزم أنه لم يزل متصفا بما يقوم به من الأمور الإختيارية لكن إن يثبت أنه كان قبل هذا المخلوق مخلوق آخر ثبت أنه متصف بخلق بعد خلق وكذلك الكلام هو متكلم بمشيئته ويمتنع أن لا يكون متكلما ثم يصير متكلما لوجهين أحدهما أنه سلب لكماله والكلام صفة كمال .
الاستاذ ... والثاني أنه يمتنع حدوث ذلك فإن من لا يكون متكلما يمتنع أن يجعل نفسه متكلما ومن لا يكون عالما يمتنع أن يجعل نفسه عالما ومن لا يكون حيا يمتنع أن يجعل نفسه حيا فهذه الصفات من لوازم ذاته وكذلك من لا يكون خالقا يمتنع أن يجعل نفسه خالقا فإنه إذا لم يكن قادرا على أن يخلق فجعله خالقة أعظم فيكون هذا ممتنعا بطريق الأولى فإن جعل نفسه خالقة يستلزم وجود المخلوق .
ولهذا لما كان قادرا على جعل الإنسان فاعلا كان هو الخالق لما يفعله الإنسان فلو جعل نفسه خالقة كان هو الخالق لما جعلها تخلقه فإذا فرض أنه يمتنع أن يكون خالقا فى الأزل إمتنع أن يجعل نفسه خالقة بوجه من الوجوه ويلزم من القول بإمتناع الفعل عليه في الأزل إمتناعه دائما وقد دلت الآية على أنه خلق فعلم أنه ما زال قادرا على الخلق ما زال يمكنه أن يخلق وما زال الخلق ممكنا مقدورا وهذا يبطل أصل الجهمية
وهذا مما يدل على أنه لم يزل حيا عليما قديرا مريدا متكلما فاعلا إذ لا مقتضى لهذه الأشياء إلا ذاته وذاته وحدها كافية في ذلك فيلزم قدم النوع وأنه لم يزل متكلما إذا شاء لكن أفراد النوع تحصل شيئا بعد شيء بحسب الإمكان والحكمة [مجموع الفتاوى ج16/366]
والحمد لله العالمين وصلى الله على محمد واله وصحبه الى يوم الدين.
dr. Sajid Sharif Atiya  اعداد  سجاد الشمري  sajidshamre@hotmail.com



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق