قائمة المدونات التي اتابعها

السبت، 9 فبراير 2013

مصادر أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي

بسم الله الرحمن الرحيم
هذا وضعته الشيعة عشر فضايل ليست لغيره


قال الشيخ بن تيمية في منهاج السنة : قال الرافضي (يعني العلامة الحلي) : وعن عمرو بن ميمون قال : لعلي بن أبي طالب عشر فضايل ليست لغيره:
-  قال النبي صلى الله عليه وسلم : لأبعثن رجلا لا يخزيه الله أبدا، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله. فاستشرف إليها من استشرف فقال : أين علي بن أبي طالب ؟ قالوا : هو أرمد في الرحا يطحن، وما كان أحدهم يطحن قال : فجاء وهو أرمد لا يكاد أن يبصر، قال : فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثا وأعطاها إياه فجاء بصفية بنت حي.
- قال : ثم بعث أبا بكر بسورة براءة فبعث عليا خلفه فأخذها منه , وقال: لا يذهب بها إلا رجل هو مني وأنا منه. 

- وقال لبني عمه : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة. قال : وعلي جالس معهم فأبوا فقال علي : أنا أواليك في الدنيا والآخرة. قال : فتركه ثم أقبل على رجل رجل منهم فقال : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة ؟ فأبوا فقال علي : أنا أواليك في الدنيا والآخرة. فقال : أنت وليي في الدنيا والآخرة.
- قال : وكان علي أول من أسلم من الناس بعد خديجة.
- قال : وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه فوضعه على علي وفاطمة والحسن والحسين فقال : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا.
- قال : وشرى علي نفسه ولبس ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نام مكانه وكان المشركون يرمونه بالحجارة.
- وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس في غزاة تبوك فقال له علي : أخرج معك ؟ فقال: لا. فبكى علي. فقال له : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ! إلا أنك لست بنبي، لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي.
- وقال له رسول الله صلى الله وعليه وسلم : أنت وليي في (والصحيح المحفوظ في أصول الحديث : أنت ولي كل مؤمن بعدي) كل مؤمن بعدي.
- قال : وسد أبواب المسجد إلا باب علي. قال : وكان يدخل المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره.
- وقال له : من كنت مولاه فعلي مولاه( ج 3 ص 8 ) ؟

ثم قال الشيخ بن تيمية ما ملخصه : 

الجواب : إن هذا ليس مسندا بل هو مرسل لو ثبت عن عمر وبن ميمون و فيه ألفاظ هي كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم كقوله : لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي فإن النبي صلى الله عليه وآله ذهب غير مرة وخليفته على المدينة غير علي. (ثم ذكر عدة من ولاته على المدينة) . فقال : وعام تبوك ما كان الاستخلاف إلا على النساء والصبيان، ومن عذر الله وعلى الثلاثة الذين خلفوا أو متهم بالنفاق وكانت المدينة آمنة لا يخاف على أهلها ولا يحتاج المستخلف إلى جهاد.
وكذلك قوله : وسد الأبواب كلها إلا باب علي. فإن هذا مما وضعته الشيعة على طريق المقابلة فإن الذي في الصحيح عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في مرضه الذي مات فيه : إن أمن الناس علي في ماله وصحبته أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن إخوة الاسلام ومودته، لا يبقين في المسجد خوخة إلا سدت إلا خوخة أبي بكر، ورواه ابن عباس أيضا في الصحيحين. ومثل قوله : أنت وليي في كل مؤمن بعدي. فإن هذا موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث. (ثم أردفه بخرافات وتافهات في بيان عدم اختصاص علي بهذه المناقب ). انتهى كلام بن تيمية ؟
نقول ـ هلموا معي نمعن النظرة في هملجته حول هذا الحديث وما له فيه من جلبة وسخب.

 فأول ما يتقول فيه : أنه مرسل وليس بمسند.

فكأن عينيه في غشاوة عن مراجعة المسند لإمام مذهبه أحمد بن حنبل فإنه أخرجه في ج 1 ص 331 عن يحيى بن حماد عن أبي عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس ورجال هذا السند رجال الصحيح غير أبي بلج وهو ثقة عند الحفاظ ؟

       وأخرجه بسند صحيح رجاله كلهم ثقات الحافظ النسائي في الخصايص7، و الحاكم في المستدرك 3 ص 132 وصححه هو والذهبي ، والطبراني كما في المجمع للحافظ الهيثمي وصححه، وأبو يعلى كما في البداية والنهاية، وابن عساكر في الأربعين الطوال، وذكره ابن حجر في الإصابة 2 ص 509 وجمع آخرون ؟ في الجزء الأول ص 51.

وإنكار سنده المتصل الصحيح الثابت !
 أهكذا يفعل بواديع النبوة !
 أهكذا تلعب يد الأمانة بالسنة والعلم والدين ! 

والأعجب :أنه عطف بعد ذلك على فقرات من الحديث وهو يحاول تفنيدها ويحسبها من الأكاذيب منها قوله صلى الله عليه وآله: لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي. فارتآه كذبا مستدلا بأن النبي صلى الله عليه وآله ذهب غير مرة وخليفته على المدينة غير علي ومن استشف الحقيقة من هذا الموقف علم أنها قضية شخصية لا تعد قصة تبوك لما كان صلى الله عليه وآله يعلمه من عدم وقوع الحرب فيها.
وكانت حاجة المدينة إلى خلافة مثل أمير المؤمنين عليها مسيسة لما تداخل القوم من عظمة ملك الروم (هرقل) و تقدم جحفله الجرار، وكانوا يحسبون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحشده الملتف به لا قبل لهم به، ومن هنا تخلف المتخلفون من المنافقين، فكان أقرب الحالات في المدينة بعد غيبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يرجف بها المنافقون للفت في عضد صاحب الرسالة، والتزلف إلى عامل بلاد الروم الزاحف، فكان من واجب الحالة عندئذ أن يخلف عليها أمير المؤمنين عليه السلام المهيب في أعين القوم، والعظيم في النفوس الجامحة، وقد عرفوه بالبأس الشديد، والبطش الصارم، إتقاء بادرة ذلك الشر المترقب.
وإلا فأمير المؤمنين عليه السلام لم يتخلف عن مشهد حضره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا تبوك وعلى هذا إتفق علماء السير كما قال سبط ابن الجوزي في التذكرة؟ (التذكرة ص 12 / الاستيعاب 3 ص 34 هامش الإصابة، شرح التقريب 1 ص 85، الرياض النضرة 2 ص 163، الصواعق 72، الإصابة 2 ص 507، السيرة الحلبية 3 ص 148، الاسعاف 149) .

 وفي وسع الباحث أن يستنتج ما بيناه من قوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي : كذبوا ولكن خلفتك لما ورائي. 

فيما أخرجه ابن إسحق بإسناده عن سعد بن أبي وقاص قال : لما نزل رسول الله الجرف طعن رجال من المنافقين في إمرة علي وقالوا : إنما خلفه استثقالا فخرج علي فحمل سلاحه حتى أتى النبي صلى الله عليه وآله بالجرف فقال : يا رسول الله ؟ ما تخلفت عنك في غزاة قط قبل هذه قد زعم المنافقون إنك خلفتني استثقالا.
 فقال : كذبوا ولكن خلفتك لما ورائي. الحديث (الرياض النضرة 2 ص 162، الامتاع للمقريزي 49 ؟ ؟، عيون الأثر 2 ص 217، السيرة الحلبية 3 ص 148، شرح المواهب للزرقاني 3 ص 69، سيرة زيني دحلان 2 ص 338) ومما صح عنه صلى الله عليه وآله حين أراد أن يغزو أنه قال : ولا بد من أن أقيم أو تقيم. فخلفه (أخرجه الطبراني بطريق صحيح كما في مجمع الزوائد 9 ص 111).
 إذا عرفت ذلك كله فلا يذهب عليك أن قوله صلى الله عليه وآله وسلم : لا ينبغي أن أذهب إلا و أنت خليفتي. ليس له مغزى إلا خصوص هذه الواقعة، وليس في لفظه عموم يستوعب كل ما غاب صلى الله عليه وآله عن المدينة، فمن الباطل نقض الرجل باستخلاف غيره على المدينة في غير هذه الواقعة، حيث لم تكن فيه ما أوعزنا إليه من الإرجاف، وكانت حاجة الحرب أمس إلى وجود أمير المؤمنين عليه السلام حيث لم يكن غيره كمثله يكسر صولة الأبطال، و يغير في وجوه الكتائب.
فكان صلى الله عليه وآله وسلم في أخذ أمير المؤمنين معه إلى الحروب واستخلافه في مغيبه يتبع أقوى المصلحتين.
 ثم : إن الرجل حاول تصغيرا لصورة هذه الخلافة فقال : وعام تبوك ما كان الاستخلاف.. إلخ. غير أن نظارة التنقيب لا تزال مكبرة لها من شتى النواحي:
 الأول : قوله : أم ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى!.
 وهو يعطي إثبات كل ما للنبي صلى الله عليه وآله من رتبة وعمل ومقام ونهضة وحكم و إمارة وسيادة لأمير المؤمنين عدا ما أخرجه الاستثناء من النبوة كما كان هارون من موسى كذلك.
فهو خلافة عنه صلى الله عليه وآله وإنزال لعلي عليه السلام منزلة نفسه لا محض استعمال كما يظنه الظانون، فقد استعمل صلى الله عليه وآله وسلم قبل هذه على البلاد أناسا، وعلى المدينة آخرين. وأمر على السرايا رجالا لم يقل في أحد منهم ما قاله في هذا الموقف، فهي منقبة تخص أمير المؤمنين فحسب.
 الثاني : قوله صلى الله عليه وآله فيما مر عن سعد بن أبي وقاص : كذبوا ولكن خلفتك لما ورائي. لما طعن رجال من المنافقين في إمرة علي عليه السلام ولا يوعز صلى الله عليه وآله به إلا إلى ما أشرنا إليه عن خشية الإرجاف بالمدينة عند مغيبه، وإن إبقاءه كان لإبقاء بيضة الدين عن أن تنتهك، وحذار أن يتسع خرقها بهملجة المنافقين، لولا هناك من يطأ فورتهم بأخمص بأسه وحجاه، فكان قد خلفه لمهمة لا ينوء بها غيره.
 الثالث : قوله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام في حديث البراء بن عازب وزيد بن أرقم قالا : قال حين أراد صلى الله عليه وآله أن يغزو : إنه لا بد من أن أقيم أو تقيم فخلفه. الحديث(أخرجه الطبراني بإسنادين أحدهما رجاله رجال الصحيح إلا ميمون البصري وهو ثقة وثقه ابن حبان كما في مجمع الزوائد 9 ص 111، راجع ما مر في الجزء الأول ص 71) .
وهو يدل على أن بقاء أمير المؤمنين عليه السلام على حد بقاء رسول الله صلى الله عليه وآله في كلائة بيضة الدين، وإرحاض معرة المفسدين، فهو أمر واحد يقام بكل منهما على حد سواء، وناهيك به من منزلة ومقام.
 الرابع : ما صح عن سعد بن أبي وقاص من قوله : والله لإن يكون لي واحدة من خلال ثلاث أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس، لإن يكون قال لي ما قال له حين رده من تبوك، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى ! إلا أنه لا نبي بعدي. أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس. الحديث (خصايص النسائي 32، مروج الذهب 2 ص 61) .
- وقال المسعودي في المروج 2 ص 61 - بعد ذكر الحديث ووجدت في وجه آخر من الروايات وذلك في كتاب علي بن محمد بن سليمان النوفلي في الإخبار عن ابن عائشة وغيره أن سعدا لما قال هذه المقالة لمعاوية ونهض ليقوم ضرط له معاوية و قال له : اقعد حتى تسمع جواب ما قلت، ما كنت عندي قط ألام منك الآن فهلا نصرته ؟ ولم قعدت عن بيعته ؟ فإني لو سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم مثل الذي سمعت فيه لكنت خادما لعلي ما عشت. فقال سعد : والله إني لأحق بموضعك منك. فقال معاوية : يأبى عليك بنو عذرة. وكان سعد فيما يقال لرجل من بني عذرة. الكلام .
وصح عند الحفاظ الاثبات أن معاوية أمر سعدا فقال : ما منعك أن تسب أبا تراب! قال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه، لإن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي وخلفه في تبوك فقال له علي: يا رسول الله ؟ تخلفني مع النساء والصبيان ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ! إلا أنه لا نبي بعدي. الحديث (جامع الترمذي 2 ص 213، مستدرك الحاكم 3 ص 108 وصححه وأقره الذهبي م وأخرجه باللفظ المذكور مسلم في صحيحه، ونقله عند الحافظ الكنجي في الكفاية 28، والبدخشاني في نزل الأبرار ص 15 عن مسلم والترمذي، وذكره بهذا اللفظ ابن حجر في الإصابة 2 ص 509 عن الترمذي، وميرزا مخدوم الجرجاني في الفصل الثاني من [نواقض الروافض] نقلا عن مسلم والترمذي ).
 ـ وورد في حديث أن سعدا دخل على معاوية فقال له : مالك لم تقاتل معنا ! فقال : إني مرت بي ريح مظلمة فقلت : اخ اخ فأنخت راحلتي حتى انجلت عني ثم عرفت الطريق فسرت. فقال معاوية : ليس في كتاب الله أخ أخ ولكن قال الله تعالى : وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيئ إلى أمر الله. فوالله ما كنت مع الباغية على العادلة ولا مع العادلة على الباغية. فقال سعد : ما كنت لأقاتل رجلا قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي. فقال معاوية : من سمع هذا معك! فقال : فلان وفلان وأم سلمة. فقال معاوية : أما إني لو سمعته منه صلى الله عليه وسلم لما قاتلت عليا. [تاريخ ابن كثير 8 ص 77 ].
 إن هذا الذي كان يستعظمه سعد في عداد حديث الراية والتزويج بالصديقة الطاهرة، بوحي من الله العزيز الذين هما من أربى الفضائل، ويراه معاوية لو كان سمعه فيه لما قاتل عليا ولكان يخدم عليا ما عاش، لا بد وأن يكون على حد ما وصفناه حتى يتسنى لسعد تفضيله على ما طلعت عليه الشمس أو حمر النعم، ولمعاوية إيجاب الخدمة له، دون الاستخلاف على العايلة لينهض بشئون حياتها كما هو شأن الخدم، أو ينصب علينا على المنافقين فحسب، ليتجسس أخبارهم كما هو وظيفة؟ من مستخدم الحكومات.
 الخامس: قول سعيد بن المسيب بعد ما سمع الحديث عن إبراهيم أو عامر ابني سعد بن أبي وقاص : فلم أرض فأحببت أن أشافه بذلك سعد ا فأتيته فقلت : ما حديث حدثني به ابنك عامر ؟ فأدخل أصبعيه في أذنيه وقال : سمعت من رسول الله وإلا فاسكتا (أخرجه النسائي في الخصايص بعدة طرق ص 15) فماذا كان سعيد يستعظمه من الحديث حتى طفق يستحفي خبره من نفس سعد بعد ما سمعه من ابنه ! فأكد له سعد ذلك التأكيد، غير أنه فهم من مؤداه ما ذكرناه من العظمة.
وصلى الله على محمد واله وصحبه اجمعين الى يوم الدين.
   dr. Sajid Sharif Atiya  سجاد الشمري 
sajidshamre@hotmail.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق