قائمة المدونات التي اتابعها

الجمعة، 15 فبراير 2013

مصادر حديث وسد الأبواب إلا باب علي بن ابي طالب


بسم الله الرحمن الرحيم

مصادر حديث وسد الأبواب إلا باب علي بن ابي طالب

أنكر الشيخ بن تيمية في منهاح السنة الحديث (وسد الأبواب إلا باب علي) وقال : فإن هذا مما وضعته الشيعة على طريق المقابلة.. إلخ.
 نقول ـ لا نجد لنسبة وضع هذا الحديث إلى الشيعة فقط لدفع الحقايق الثابتة فقد كتب الأئمة من قومه وفيها مسند إمام مذهبه أحمد، قد أخرجوه فيها بأسانيد جمة صحاح وحسان عن جمع من الصحابة تربو عدتهم على عدد ما يحصل به التواتر عندهم منهم :

1 ـ زيد بن أرقم قال : كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبواب شارعة في المسجد قال : فقال يوما سدوا هذه الأبواب إلا باب علي. قال : فتكلم في ذلك الناس قال : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه، قال :
 أما بعد : فاني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي. فقال فيه قائلكم، وأني ما سددت شيئا ولا فتحته و لكني أمرت بشئ فاتبعته.
سند الحديث في مسند الإمام أحمد 4 ص 369 :
ثنا محمد بن جعفر ثنا عوف عن ميمون أبي عبد الله عن زيد بن أرقم.رجاله رجال الصحيح غير أبي عبد الله ميمون وهو ثقة، فالحديث بنص الحفاظ صحيح رجاله ثقات.

 وأخرجه النسائي في السنن الكبرى والخصايص 13 عن الحافظ محمد بن بشار بندار الذي انعقد الإجماع على الاحتجاج به (قاله الذهبي) بالإسناد المذكور. والحاكم في المستدرك 3 ص 125 وصححه. والضياء المقدسي في المختارة مما ليس في الصحيحين والكلاباذي في معاني الأخبار كما في القول المسدد 17. وسعيد بن منصور في سننه. و محب الدين الطبري في الرياض 2 ص 192. والخطيب البغدادي من طريق الحافظ محمد بن بشار. والكنجي في الكفاية 88. وسبط ابن الجوزي في التذكرة 24. و ابن أبي الحديد في شرحه 2 ص 451. وابن كثير في تاريخه 7 ص 342. وابن حجر في القول المسدد ص 17 وقال : أورده ابن الجوزي في الموضوعات من طريق النسائي وأعله بميمون وأخطأ في ذلك خطأ ظاهرا، وميمون وثقه غير واحد وتكلم بعضهم في حفظه، وقد صحح له الترمذي حديثا غير هذا. ورواه في فتح الباري 7 ص 12 و قال : رجاله ثقات. والسيوطي في جمع الجوامع كما في الكنز 6 ص 152، 157 و الهيثمي في مجمع الزوائد 9 ص 114. والعيني في عمدة القاري 7 ص 592. والبدخشي في نزل الأبرار وقال : أخرجه أحمد والنسائي والحاكم والضياء بإسناد رجاله ثقات.

2 ـ عبد الله بن عمر بن الخطاب قال: لقد أوتي ابن أبي طالب ثلاث خصال لإن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم :
 زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته فولدت له. وسد الأبواب إلا بابه في المسجد. وأعطاه الراية يوم خيبر.
 سند الحديث في مسند أحمد 2 ص 26 :
 ثنا وكيع عن هشام بن سعد عن عمر بن أسيد عن ابن عمر قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد 9 ص 120 رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح.
 وأخرجه ابن أبي شيبة. وأبو نعيم. ومحب الدين في الرياض 2 ص 192. و شيخ الاسلام الحموي في الفرايد في الباب ال‍21. وابن حجر في فتح الباري 7 ص 12، والصواعق 76، وصححه في القول المسدد 20 وقال : حديث ابن عمر أعله ابن الجوزي بهشام بن سعد هو من رجال مسلم صدوق تكلموا في حفظه، وحديثه يقوى بالشواهد، ورواه النسائي بسند صحيح.
 والسيوطي في جمع الجوامع كما في الكنز 6 ص 391. والبدخشي في نزل الأبرار ص 35 وقال. إسناد جيد.

3 ـ عبد الله بن عمر بن الخطاب قال له العلاء بن عرار : أخبرني عن علي وعثمان. قال، أما علي فلا تسأل عنه أحدا وانظر إلى منزله من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه سد أبوابنا في المسجد وأقر بابه.
أخرجه الحافظ النسائي من طريق أبي إسحاق السبيعي، قال ابن حجر في القول المسدد ص 18، وفتح الباري 7 ص 12 :
 سند صحيح ورجاله رجال الصحيح إلا العلاء وهو ثقة وثقه يحيى بن معين وغيره.
وأخرجه الكلاباذي في معاني الأخبار كما في القول المسدد 18 والهيثمي في مجمع الزوائد 9 ص 115. والسيوطي في اللئالي 1 ص 181 عن ابن حجر مع تصحيحه وكلامه المذكور. والبدخشي في نزل الأبرار 35 وصححه مثل ما مر عن ابن حجر.

4 ـ البراء بن عازب رواه بلفظ زيد بن أرقم المذكور قال أحمد رواه أبو الأشهب (جعفر بن حيان البصري) عن عوف عن ميمون أبي عبد الله عن البراء. راجع تاريخ ابن كثير 7 ص 342، والإسناد صحيح رجاله كلهم ثقات.

5 ـ عمر بن الخطاب قال أبو هريرة : قال عمر : لقد اعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لإن تكون لي خصلة منها أحب إلي من أن أعطى حمر النعم ؟ قيل : و ما هن يا أمير المؤمنين ؟ قال : تزوجه فاطمة بنت رسول الله. وسكناه المسجد مع رسول الله، يحل له فيه ما يحل له. والراية يوم خيبر.
 أخرجه الحاكم في المستدرك 3 ص 125 وصححه. وأبو يعلى في الكبير. و ابن السمان في الموافقة. والجزري في أسنى المطالب 12 من طريق الحاكم وذكر تصحيحه له. ومحب الدين في الرياض 2 ص 192. والخوارزمي في المناقب ص 261 والهيثمي في مجمع الزوائد 9 ص 120. والسيوطي في تاريخ الخلفاء 116، والخصايص الكبرى 2 ص 234. وابن حجر في الصواعق ص 76.

6 ـ عبد الله بن عباس قال : إن النبي صلى الله عليه وآله أمر بسد الأبواب فسدت إلا باب علي. وفي لفظ له : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبواب المسجد فسدت إلا باب علي. أخرجه الترمذي في جامعه 2 ص 214 عن محمد بن حميد وإبراهيم بن المختار كلاهما عن شعبة عن أبي بلج يحيى بن سليم عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس. والإسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات.
وأخرجه النسائي في الخصائص 13. م أبو نعيم في الحلية 4 ص 153 بطريقين ] محب الدين في الرياض 2 ص 192. الكنجي في الكفاية 87 وقال : حديث حسن عال. سبط ابن الجوزي في تذكرته 25. ابن حجر في القول المسدد 17. وفي فتح الباري 7 ص 12 وقال : رجاله ثقات. الحلبي في السيرة 3 ص 373. البدخشي في نزل الأبرار 35 وقال : أخرجه أحمد والنسائي بإسناد رجاله ثقات.

 7 - عبد الله بن عباس قال : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسد أبواب المسجد غير باب علي، فكان يدخل المسجد وهو جنب ليس له طريق غيره.
 أخرجه النسائي في الخصايص ص 14 قال : أخبرنا محمد بن المثنى قال : حدثنا يحيى بن معاذ قال : حدثنا أبو وضاح (كذا في النسخة والصحيح : أبو عوانة وضاح، وثقة أحمد وأبو حاتم. راجع ج 1 : 78) قال : أخبرنا يحيى حدثنا عمرو بن ميمون قال : قال ابن عباس : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.. إلخ. والإسناد صحيح، ورجاله كلهم ثقات.
 ورواه ابن حجر في فتح الباري 7 ص 12 وقال : رجاله ثقات. والقسطلاني في إرشاد الساري 6 ص 81 عن أحمد والنسائي ووثق رجاله. ويوجد في نزل الأبرار 35.
 وفي لفظ لابن عباس قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : سدوا أبواب المسجد كلها إلا باب علي. أخرجه الكلاباذي في معاني الأخبار. وأبو نعيم وغيرهما.

8 ـ عبد الله بن عباس قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي : إن موسى سأل ربه أن يطهر مسجده لهارون وذريته وإني سألت الله أن يطهر لك ولذريتك من بعدك، ثم أرسل إلى أبي بكر أن سد بابك فاسترجع وقال : سمعا وطاعة. فسد بابه. ثم إلى عمر كذلك، ثم صعد المنبر فقال : ما أنا سددت أبوابكم ولا فتحت باب علي ولكن الله سد أبوابكم وفتح باب علي. أخرجه النسائي كما ذكره السيوطي.

9 ـ عبد الله بن عباس قال : لما أخرج أهل المسجد وترك عليا قال الناس في ذلك فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما أنا أخرجتكم من قبل نفسي ولا أنا تركته ولكن الله أخرجكم وتركه، إنما أنا عبد مأمور، ما أمرت به فعلت إن أتبع إلا ما يوحى إلي أخرجه الطبراني. والهيثمي في المجمع 9 ص 115. والحلبي في السيرة 3 ص 374.

10 ـ أبو سعيد الخدري سعد بن مالك قال عبد الله بن الرقيم الكناني : خرجنا إلى المدينة زمن الجمل فلقينا سعد بن مالك بها فقال : أمر رسول الله صلى الله عليه وآله بسد الأبواب. الشارعة في المسجد وترك باب علي.
أخرجه الإمام أحمد عن حجاج عن فطر عن عبد الله بن الرقيم. قال الهيثمي في المجمع 9 ص 114 : إسناد أحمد حسن.
 ورواه أبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط وزاد : قالوا : يا رسول الله ؟ سددت أبوابنا كلها إلا باب علي. قال : ما أنا سددت أبوابكم ولكن الله سدها.

11 ـ سعد بن مالك أبو سعيد الخدري قال :
 إن علي بن أبي طالب اعطي ثلاثا لإن أكون أعطيت إحداهن أحب إلي من الدنيا وما فيها، لقد قال له رسول الله صلى الله عليه وآله يوم غدير خم بعد حمد الله والثناء عليه (إلى أن قال) : جئ به يوم خيبر وهو أرمد ما يبصر (إلى أن قال) : وأخرج رسول الله عمه العباس وغيره من المسجد فقال له العباس : تخرجنا ونحن عصبتك وعمومتك وتسكن عليا ؟ ! فقال : ما أنا أخرجتكم وأسكنته ولكن الله أخرجكم وأسكنه.
أخرجه الحاكم في المستدرك 3 ص 117.

12 ـ أبو حازم الأشجعي قال :
 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله أمر موسى أن يبني مسجدا طاهرا لا يسكنه إلا هو وهارون، وإن الله أمرني أن أبني مسجدا طاهرا لا يسكنه إلا أنا وعلي وابنا علي. رواه السيوطي في الخصايص 2 ص 243.

13 ـ جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : سدوا الأبواب كلها إلا باب علي، وأومى بيده إلى باب علي. أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه 7 ص 205. ابن عساكر في تاريخه الكنجي في الكفاية 87. السيوطي في الجمع كما في ترتيبه 6 ص 398.

14 ـ جابر بن سمرة قال : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسد الأبواب كلها غير باب علي. فقال العباس : يا رسول الله قدر ما أدخل أنا وحدي وأخرج. قال : ما أمرت بشئ من ذلك فسدها غير باب علي قال : وربما مر وهو جنب.
 أخرجه الحافظ الطبراني في الكبير، عن إبراهيم بن نائلة الاصبهاني، عن إسماعيل بن عمرو البجلي، عن ناصح، عن سماك بن حرب عن جابر. والإسناد حسن إن لم يكن صحيحا لمكان ناصح. والهيثمي في مجمع الزوائد 9 ص 115. وابن حجر في القول المسدد 18، وفتح الباري 7 ص 12. والقسطلاني في إرشاد الساري 6 ص 81. و الحلبي في السيرة 3 ص 374. والبدخشي في نزل الأبرار ص 35.

15 - سعد بن أبي وقاص قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسد الأبواب الشارعة في المسجد وترك باب علي.
 أخرجه أحمد في المسند 1 ص 175، وقال ابن حجر في فتح الباري 7 ص 11 أخرجه أحمد والنسائي وإسناده قوي.
 وذكره العيني في عمدة القارئ 7 ص 592 وقوى إسناده.

16 ـ سعد بن أبي وقاص قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سد أبواب المسجد وفتح باب علي فقال الناس في ذلك.
 فقال : ما أنا فتحته ولكن الله فتحه. أخرجه أبو يعلى قال : ثنا موسى بن محمد بن حسان : ثنا محمد بن إسماعيل بن جعفر بن الطحان : ثنا غسان بن بسر الكاهلي عن مسلم عن خيثمة عن سعد.حكاه عنه ابن كثير في تاريخه 7 ص 342 من دون غمز في الاسناد.

17 ـ سعد بن أبي وقاص قال الحارث بن مالك : أبيت مكة فلقيت سعد بن أبي وقاص فقلت : هل سمعت لعلي بن أبي طالب منقبة ؟ قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنودي فينا ليلا : ليخرج من في المسجد إلا آل رسول الله. فلما أصبح أتاه عمه فقال : يا رسول الله ؟ أخرجت أصحابك وأعمامك وأسكنت هذا الغلام ؟ ! فقال : ما أنا الذي أمرت بإخراجكم ولا بإسكان هذا الغلام إن الله هو أمر به.
 أخرجه النسائي في الخصايص 13، وأخرج بإسناد آخر عنه وفيه : إن العباس أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : سددت أبوابنا إلا باب علي ؟ ! فقال : ما أنا فتحتها ولا أنا سددتها.

18 ـ سعد بن أبي وقاص قال : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسد الأبواب إلا باب علي فقالوا : يا رسول الله ؟ سددت أبوابنا كلها إلا باب علي. فقال : ما أنا سددت أبوابكم ولكن الله تعالى سدها.
 أخرجه أحمد والنسائي والطبراني في الأوسط عن معاوية بن الميسرة بن شريج عن الحكم بن عتيبة عن مصعب بن سعد عن أبيه. والإسناد صحيح رجاله كلهم ثقات. راجع القول المسدد 18. فتح الباري 7 ص11 وقال : رجال الرواية ثقات. إرشاد الساري 6 ص 81 وقال : وقع عند أحمد والنسائي إسناد قوي، وفي رواية الطبراني برجال ثقات، نزل الأبرار ص 34 وقال :
 أخرجه أحمد والنسائي والطبراني بأسانيد قوية عمدة القاري 7 ص 592.

19 ـ أنس بن مالك قال : لما سد النبي صلى الله عليه وسلم أبواب المسجد أتته قريش فعاتبوه فقالوا : سددت أبوابنا وتركت باب علي. فقال : ما بأمري سددتها ولا بأمري فتحتها. أخرجه الحافظ العقيلي عن محمد بن عبدوس عن محمد بن حميد عن تميم بن عبد المؤمن عن هلال بن سويد عن أنس.

20 ـ بريدة الأسلمي قال : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسد الأبواب فشق ذلك على أصحابه فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم دعى الصلاة جامعة حتى إذا اجتمعوا صعد المنبر ولم تسمع لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحميدا وتعظيما في خطبة مثل يومئذ فقال. يا أيها الناس ما أنا سددتها ولا أنا فتحتها بل الله فتحها وسدها. ثم قرأ : والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى. فقال رجل : دع لي كوة في المسجد. فأبى وترك باب علي مفتوحا، فكان يدخل ويخرج منه وهو جنب. أخرجه أبو نعيم في فضايل الصحابة.

21 ـ أمير المؤمنين عليه السلام قال : لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بسد الأبواب التي في المسجد خرج حمزة يجر قطيفة حمراء وعيناه تذرفان يبكي فقال : ما أنا أخرجتك وما أنا أسكنته ولكن الله أسكنه. أخرجه الحافظ أبو نعيم في فضايل الصحابة.

 22 - أمير المؤمنين عليه السلام قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال : إن موسى سأل ربه أن يطهر مسجده بهارون، وإني سألت ربي أن يطهر مسجدي بك وبذريتك ثم أرسل إلى أبي بكر أن سد بابك. فاسترجع، ثم قال : سمعا وطاعة.
 فسد بابه، ثم أرسل إلى عمر، ثم أرسل إلى العباس بمثل ذلك، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب علي، ولكن الله فتح باب علي وسد أبوابكم. أخرجه الحافظ البزار. راجع مجمع الزوائد 9 ص 115. كنز العمال 6 ص 408. السيرة الحلبية 3 ص 374.

23 ـ أمير المؤمنين عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنطلق فمرهم فليسدوا أبوابهم. فانطلقت فقلت لهم ففعلوا إلا حمزة فقلت : يا رسول الله ؟ فعلوا إلا حمزة. فقال رسول الله : قل لحمزة:
فليحول بابه. فقلت : إن رسول الله يأمرك أن تحول بابك فحوله فرجعت إليه وهو قائم يصلي فقال : ارجع إلى بيتك.
أخرجه البزار بإسناد رجاله ثقات. ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد 9 ص 115. والسيوطي في جمع الجوامع كما في الكنز 6 ص 408 وضعفه لمكان حبة العرني وقد مر ج 1 ص 24 : أنه ثقة. والحلبي في السيرة 3 ص 374.
 وأنت إذا أحطت خبرا بهذه الأحاديث وإخراج الأئمة لها بتلك الطرق الصحيحة وشفعتها بقول ابن حجر في فتح الباري والقسطلاني في إرشاد الساري 6 ص 81 من :
إن كل طريق منها صالح للاحتجاج فضلا عن مجموعها.
فهل تجد مساغا لما يحسبه ابن تيمية من أن الحديث من موضوعات الشيعة ؟ ! فهل في هؤلاء أحد من الشيعة ؟ !
 أو أن من المحتمل الجائز الذي يرتضيه أصحاب الرجل أن يكون في هذه الكتب شيئ من موضوعات الشيعة ؟ !
 وهل ينقم على الشيعة موافقتهم للقوم في إخراجهم الحديث بطرقهم المختصة بهم ؟ !
وأنا لا أحتمل أن الرجل لم يقف على هذه كلها غير أن الحنق قد أخذ بخناقه فلم يدع له سبيلا إلا قذف الحديث بما قذف غير مكترث لما سيلحقه من جراء ذلك الإفك من نقد ومناقشة، والمسائلة غدا عند الله أشد وأخزى م وتبعه تلميذه المغفل ابن كثير في تفسيره 1 : 501 فقال بعد ذكر [ سدوا كل خوخة في المسجد إلا خوخة أبي بكر ] :
 ومن روى إلا باب علي كما في بعض السنن فهو خطأ والصواب ما ثبت في الصحيح ].
 وقد بلغ من إخبات العلماء إلى حديث سد الأبواب أنهم تحروا (منهم: أبو جعفر الطحاوي في مشكل الآثار، ابن كثير في تاريخه، ابن حجر في غير واحد من كتبه، السيوطي في اللئالي، القسطلاني في إرشاد الساري، العيني في عمدة القاري) وجه الجمع (وإن لم يكن مرضيا عندنا) بينه وبين الحديث الذي أورده في أبي بكر ولم يقذفه أحد غير ابن الجوزي (شقيق ابن تيمية في المخاريق) بمثل ما قذفه ابن تيمية.
 وهناك لأئمة القوم وحفاظهم كلمات ضافية حول الحديث وصحته والبخوع له لا يسعنا ذكر الجميع غير أنا نقتصر منها على كلمات الحافظ ابن حجر قال في فتح الباري 7 ص 12 بعد ذكر ستة من الأحاديث المذكورة : هذه الأحاديث يقوي بعضها بعضا وكل طريق منها صالحة للاحتجاج فضلا عن مجموعها، وقد أورد ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات أخرجه من حديث سعد بن أبي وقاص، وزيد بن أرقم، وابن عمر مقتصرا على بعض طرقه عنهم، وأعله ببعض من تكلم فيه من رواته وليس ذلك بقادح لما ذكرت من كثرة الطرق، وأعله أيضا بأنه مخالف للأحاديث الصحيحة الثابتة في باب أبي بكر، وزعم أنه من وضع الرافضة قابلوا به الحديث الصحيح في باب أبي بكر إنتهى وأخطأ في ذلك خطأ شنيعا فإنه سلك في ذلك رد الأحاديث الصحيحة بتوهمه المعارضة، مع أن الجمع بين القصتين ممكن وقد أشار إلى ذلك البزار في مسنده فقال :
 ورد من روايات أهل الكوفة بأسانيد حسان في قصة علي، وورد من روايات أهل المدينة في قصة أبي بكر، فإن ثبتت روايات أهل الكوفة فالجمع بينهما بما دل عليه حديث أبي سعيد الخدري يعني الذي أخرجه الترمذي : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يحل لأحد أن يطرق هذا المسجد جنبا غيري وغيرك.
 و المعنى : إن باب علي كان إلى جهة المسجد ولم يكن لبيته باب غيره فلذلك لم يؤمر بسده، ويؤيد ذلك ما أخرجه إسماعيل القاضي في (أحكام القرآن) من طريق المطلب بن عبد الله بن حنطب : أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأذن لأحد أن يمر في المسجد وهو جنب إلا لعلي بن أبي طالب لأن بيته كان في المسجد.
 ومحصل الجمع : أن الأمر بسد الأبواب وقع مرتين ففي الأولى استثني علي لما ذكر.
وفي الأخرى استثني أبو بكر، ولكن لا يتم ذلك إلا بأن يحمل ما في قصة علي الباب الحقيقي وما في قصة أبي بكر على الباب المجازي والمراد به الخوخة كما صرح به في بعض طرقه، وكأنهم لما أمروا بسد الأبواب سدوها وأحدثوا خوخا يستقربون الدخول إلى المسجد منها فأمروا بعد ذلك بسدها، فهذه طريقة لا بأس بها في الجمع بين الحديثين، وبها جمع بين الحديثين المذكورين أبو جعفر الطحاوي في (مشكل الآثار) و وهو في أوائل الثلث الثالث منه، وأبو بكر الكلاباذي في (معاني الأخبار) وصرح بأن بيت أبي بكر كان له باب من خارج المسجد وخوخة إلى داخل المسجد، وبيت علي لم يكن له باب إلا من داخل المسجد. والله أعلم وقال في القول المسدد ص 16.
 قول ابن الجوزي في هذا الحديث : إنه باطل وإنه موضوع. دعوى لم يستدل عليها إلا بمخالفة الحديث الذي في الصحيحين، وهذا إقدام على رد الأحاديث الصحيحة بمجرد التوهم، ولا ينبغي الإقدام على الحكم بالوضع إلا عند عدم إمكان الجمع، ولا يلزم من تعذر الجمع في مثل هذا أن يحكم على الحديث بالبطلان، بل يتوقف فيه إلى أن يظهر لغيره ما لم يظهر له، وهذا الحديث من هذا الباب هو حديث مشهور له طرق متعددة كل طريق منها على انفراده لا تقصر عن رتبة الحسن، ومجموعها مما يقطع بصحته على طريقة كثير من أهل الحديث، وأما كونه معارضا لما في الصحيحين فغير مسلم ليس بينهما معارضة.
 وقال في ص 19 : هذه الطرق المتظافرة بروايات الثقات تدل على أن الحديث صحيح دلالة قوية وهذه غاية نظر المحدث.
 وقال في ص 19 بعد الجمع بين القضيتين : وظهر بهذا الجمع أن لا تعارض فكيف يدعى الوضع على الأحاديث الصحيحة بمجرد هذا التوهم، ولو فتح الباب لرد الأحاديث لادعي في كثير من الأحاديث الصحيحة البطلان لكن يأبى الله ذلك والمؤمنون. ا ه‍.
 وأما ما استصحه من حديث الخلة والخوخة فهو موضوع. تجاه هذا الحديث كما قال ابن أبي الحديد في شرحه 3 ص 17 :
 إن سد الأبواب كان لعلي عليه السلام فقلبته البكرية إلى أبي بكر. وآثار الوضع فيه لائحة لا تخفى على المنقب.
(فمنها) : أن الأخذ بمجامع هذه الأحاديث يعطي خبرا بأن سد الأبواب الشارعة في المسجد كان لتطهيره عن الأدناس الظاهرية والمعنوية فلا يمر به أحد جنبا ولا يجنب فيه أحد.
 وأما ترك بابه صلى الله عليه وآله وباب أمير المؤمنين عليه السلام فلطهارتهما عن كل رجس ودنس بنص آية التطهير، حتى أن الجنابة لا تحدث فيهما من الخبث المعنوي ما تحدث في غيرهما كما يعطي ذلك التنظير بمسجد موسى الذي سأل ربه أن يطهره لهارون وذريته، أو أن ربه أمره أن يبني مسجدا طاهرا لا يسكنه إلا هو وهارون، وليس المراد تطهيره من الأخباث فحسب فإنه حكم كل مسجد.
ويعطيك خبرا بما ذكرناه ما مر في الأحاديث من : أن أمير المؤمنين عليه السلام كان يدخل المسجد وهو جنب (حديث ابن عباس) وربما مر وهو جنب (لفظ جابر بن سمرة) وكان يدخل ويخرج منه وهو جنب (ما مر عن بريدة الأسلمي) وما ورد عن أبي سعيد الخدري من قوله صلى الله عليه وآله وسلم لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك (أخرجه الترمذي في جامعه 2 ص 214، البيهقي في سننه 7 ص 66، البزار، ابن مردويه، ابن منيع في مسنده، البغوي في المصابيح 2 ص 267، ابن عساكر في تاريخه، محب الدين في الرياض 2 ص 193، ابن كثير في تاريخه 7 ص 342، سبط ابن الجوزي في التذكرة 25، ابن حجر في الصواعق، ابن حجر في فتح الباري 7 ص 12، السيوطي في تاريخ الخلفا 115، البدخشي في نزل الأبرار 37. الحلبي في السيرة 3 ص 374).
 وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ألا إن مسجدي حرام على كل حائض من النساء وكل جنب من الرجال إلا على محمد وأهل بيته : علي وفاطمة والحسن والحسين (البيهقي في سننه 7 ص 65، الحلبي في السيرة 3 ص 375) .
م ـ وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ألا لا يحل هذا المسجد بجنب ولا لحائض إلا لرسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين، ألا قد بينت لكم الأسماء أن لا تضلوا. سنن البيهقي 7 :
 65 ] وقوله صلى الله عليه وآله لعلي : ما أنت فإنه يحل لك في مسجدي ما يحل لي ويحرم عليك ما يحرم علي.
 قال له حمزة بن عبد المطلب : يا رسول الله ؟ أنا عمك وأنا أقرب إليك من علي. قال : صدقت يا عم ؟ إنه والله ما هو عني، إنما هو عن الله تعالى (أخرجه أبو نعيم في فضايل الصحابة، ومن طريقه الحموي في الفرايد في ب 41 ).
 وقول المطلب بن عبد الله بن حنطب، إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن أذن لأحد أن يمر في المسجد ولا يجلس فيه وهو جنب إلا علي بن أبي طالب لأن بيته كان في المسجد (أخرجه الجصاص في أحكام القرآن 2 ص 248، والقاضي إسماعيل المالكي في أحكام القرآن كما في القول المسدد لابن حجر 19 وقال : مرسل قوي، ويوجد في تفسير الزمخشري 1 :366، وفتح الباري 7 ص 12، ونزل الأبرار 37 ).
 م ـ أخرجه الجصاص بالإسناد فقال :
 فأخبر في هذا الحديث بحظر النبي صلى الله عليه وسلم الاجتياز كما حظر عليهم القعود، وما ذكر من خصوصية علي رضي الله عنه فهو صحيح، و قول الراوي : لأنه كان بيته في المسجد ظن منه لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر في الحديث الأول بتوجيه البيوت الشارعة إلى غيره ولم يبح لهم المرور لأجل كون بيوتهم في المسجد وإنما كانت الخصوصية فيه لعلي رضي الله عنه دون غيره، كما خص جعفر بأن له جناحين في الجنة دون سائر الشهداء، وكما خص حنظلة بغسل الملائكة ؟ ؟ حين قتل جنبا، وخص دحية الكلبي بأن جبريل كان ينزل على صورته، وخص الزبير بإباحة ملبس الحرير لما شكا من أذى القمل، فثبت بذلك أن سائر الناس ممنوعون من دخول المسجد مجتازين وغير مجتازين. ا ه‍].
 فزبدة المخض من هذه كلها : إن إبقاء ذلك الباب والإذن لأهله بما أذن الله لرسوله مما خص به مبتن على نزول آية التطهير النافية عنهم كل نوع من الرجاسة، ويشهد لذلك حديث مناشدة يوم الشورى وفيه قال أمير المؤمنين عليه السلام : أفيكم أحد يطهره كتاب الله غيري حتى سد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبواب المهاجرين جميعا وفتح بابي إليه حتى قام إليه عماه حمزة والعباس وقالا : يا رسول الله ؟ سددت أبوابنا. وفتحت باب علي. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ما أنا فتحت بابه ولا سددت أبوابكم، بل الله فتح بابه وسد أبوابكم ؟ فقالوا : لا.
 ولم يكن أبو بكر من أهل هذه الآية حتى أن يفتح له باب أو خوخة، فالفضل مخصوص بمن طهره الكتاب الكريم.
(ومنها) : أن مقتضى هذه الأحاديث أنه لم يبق بعد قصة سد الأبواب باب يفتح إلى المسجد سوى باب الرسول العظيم وابن عمه، وحديث خوخة أبي بكر يصرح بأنه كانت هناك أبواب شارعة وسيوافيك البعد الشاسع (أن الأول في أول الأمر والآخر في مرضه حين بقي من عمره ثلاثة أيام أو أقل) بين القصتين، وما ذكروه من الجمع بحمل الباب في قصة أمير المؤمنين عليه السلام على الحقيقة، وفي قصة أبي بكر بالتجوز بإطلاقه على الخوخة، وقولهم : كأنهم (هذه العبارة في فتح الباري 7 ص 12. عمدة القاري 7 ص 592. نزل الأبرار 37) لما أمروا بسد الأبواب سدوها وأحدثوا خوخا يستقربون الدخول إلى المسجد منها فأمروا بعد ذلك بسدها.
 تبرعي لا شاهد له، بل يكذبه أن ذلك ما كان يتسنى لهم نصب عين النبي وقد أمرهم بسد الأبواب لأن لا يدخلوا المسجد منها، ولا يكون لهم ممر به، فكيف يمكنهم إحداث ما هو بمنزلة الباب في الغاية المبغوضة للشارع، ولذلك لم يترك لعميه : حمزة والعباس ممرا يدخلان منه وحدهما ويخرجان منه، ولم يترك لمن أراد كوة يشرف بها على المسجد، فالحكم الواحد لا يختلف باختلاف أسماء الموضوع مع وحدة الغاية، وإرادة الخوخة من الباب لا تبيح المحظور ولا تغير الموضوع.
 (وكذلك منها) : ما سبق من قول عمر بن الخطاب في أيام خلافته :
 لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لإن تكون لي خصلة منها أحب إلي من أن أعطى حمر النعم. الحديث.
 ومثله قول عبد الله بن عمر في صحيحته التي أسلفناها فتراهما يعدان هذه الفضايل الثلاث خاصة لأمير المؤمنين لم يحظ بهن غيره، لا سيما أن ابن عمر يرى في أول حديثه إن خير الناس بعد رسول الله أبو بكر ثم أبوه لكنه مع ذلك لا يشرك أبا بكر مع أمير المؤمنين عليه السلام في حديث الباب ولا الخوخة.
 فلو كان لحديث أبي بكر مقيل من الصحة في عصر الصحابة المشافهين لصاحب الرسالة صلى الله عليه وآله والسامعين حديثه لما تأتى منهما هذا السياق.
 على أن هذه الكلمة على فرض صدورها منه صلى الله عليه وآله وسلم صدرت أيام مرضه فما الفرق بينها وبين حديث الكتف والدواة المروي في الصحاح والمسانيد، فلماذا يؤمن ابن تيمية ببعض ويكفر ببعض ؟ وشتان بين حديث الكتف والدواة وبين فتح الخوخة لأبي بكر فإن الأول كما هو المتسالم عليه وقع يوم الخميس، وحديث ابن عباس : يوم الخميس وما يوم الخميس. لا يخفى على أي أحد. فأجازوا حوله ما قيل فيه (والنبي يخاطبهم ويقول : لا ينبغي عندي تنازع، دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه.
 وأوصى في يومه ذاك بإخراج المشركين من جزيرة العرب، وإجازة الوفد بنحو ما كان يجيزهم (طبقات ابن سعد 763) فلم يقولوا في ذلك كله ما قيل في حديث الكتف والدواة) وأما حديث سد الخوخات ففي اللمعات : لا معارضة بينه وبين حديث أبي بكر لأن الأمر بسد الأبواب وفتح باب علي كان في أول الأمر عند بناء المسجد، والأمر بسد الخوخات إلا خوخة أبي بكر كان في آخر الأمر في مرضه حين بقي من عمره ثلثة أو أقل (راجع هامش جامع الترمذي 2 ص 214).
وقال العيني في عمدة القاري 7 ص 59 : إن حديث سد الأبواب كان آخر حياة النبي في الوقت الذي أمرهم أن لا يؤمهم إلا أبو بكر. والمتفق عليه من يوم وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الاثنين فعلى هذا يقع حديث الخوخة يوم الجمعة أو السبت وبطبع الحال إن مرضه صلى الله عليه وآله كان يشتد كلما توغل فيه، فما بال حديث الخوخة لم يحظ بقسط مما حظي به حديث الكتف والدواة عند المقدسين لمن قال قوله فيه ؟ أنا أدري لم ذلك، والمنجم يدري، والمغفل أيضا يدري، وابن عباس أدرى به حيث يقول :
 الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وآله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم.
وصلى الله على محمد واله وصحبه اجمعين الى يوم الدين.
   dr. Sajid Sharif Atiya  سجاد الشمري 
sajidshamre@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق