قائمة المدونات التي اتابعها

الاثنين، 11 فبراير 2013

ظهور رأي فصل الدين عن الحياة ومسيرتها



بسم الله الرحمن الرحيم

فصل الدين عن الحياة وعلاقته بأسس الاقتصاد


من الصعب على الباحث المفكر التعامل مع الأفكار التي لا واقع لها ، أو تفترض افتراضا، فتقحم على الواقع ، ولا علاقه إليه بصلة ، بمعنى أنها ليست بحقائق ؛ ولذلك من المستحيل أن تتحول الأفكار إلى مفاهيم ، مرتبطة بالسلوك الإنساني ، إلا أن يكون سلوكا غريزيا بهيميا ، وذلك لأنه هذه الأفكار, هي حكم على واقع .


       فبعد أن ظهور رأي فصل الدين عن الحياة ومسيرتها ، وأراد أربابها أن يشيدوا عليها كيانات سياسية ، فتعقدت أمامهم جميع الأمور ، فلجأوا إلى وضع الافتراضات ، وخططوا في أذهانهم واقعا يسمو على جمهورية السابقين؛ وقام المفكرون والفلاسفة منهم بلورة وهندسة هذه الجمهورية ووضعوا لها أصولا وفروعا ؛ وكان أبرز ما برز من النظريات لهم ماتعلق بالجانب الاقتصادي من حياة الناس ، وهو الجانب الأولى والأهم عندهم .

       وأما الاخرون فتركوا أمره إما للكنيسة ، أو لجمعيات ومؤسسات تقوم بالترقيع، والتسوية للعيوب المعترف بوجودها ، كما اعترفوا في البداية بعجزهم عن إيجاد الحلول لها .

       إن الواقع الذي عاشته أوروبا ما بعد حكم الكنيسة، ليس قيا تام على حكم او ربط الدين بالدولة,  بل كان أكثر ظلاما من عصور الظلام التي سبقته ؛ ولكن المفكرين, أتوا بفلسفات وآراء ظنوها حزما من النور ينجلي بها هذا الظلام الذي خلفته القرون الوسطى ، والممتد إلى ما بعد زوال حكم الكنيسة .

فوضعت النظريات والقواعد والقوانين التي أنتجت تفريعات وجزئيات لتشخيص الواقع ، ومحاولة علاج الواقع ، ولكن لما كانت هذه النظريات والقوانين وما تفرع عنها من جزئيات ، قد بُنيت على أصول خاطئة ، وهو عقيدة فصل الدين عن الحياة اليومية، أطلقوا لعقولهم مايشاءو نوليس مايشاء الله تعالى، واجتهدوا فأخطأوا ، وفسروا هذا الخطأ بما هو أكثر فداحة من الخطأ الأول، ووجدو تراكمات من الأخطاء، وقد بنوا عليها هذا المجتمع الذي يعيشه العالم المسيّر اليوم.

       وبالنسبة للاشتراكية فتهاوت صروحها القوية، وتفتت سريعاً وانتهى أمرها بلا رجعة، ولم يبق منها إلا الجيوب الصغيرة جدا ضمن دوائر البلدان كافة، تقول باشتراكية الدولة .
 ومن المعلوم أن اشتراكية الدولة ليست هي اشتراكية حقيقية؛ بل هي عبارة عن قوانين تشرع لترقيع نفسها وتمهد الطريق للرأسمالية ومايأتي بعدها على مرور الزمن، من باب مخادعة الشعوب وتضليلها ، ومن أراد أن يتعرف على المزيد عن اشتراكية الدولة، ولماذا وضعت ، وكيف طبقت ، فعليه بمراجعة الكتب.

       وسنتناول من الاشتراكية العلمية نظرية كارل ماركس فيما يسمى عنده (فائض القيمة) في ابحاث اخرى اشاء الله تعالى.
لكن الاقتصاد الغربي ، وهو ما أطلق عليه (الاقتصاد السياسي) ، فإن الأسس والقواعد التي قام عليها معقدة ومتداخلة .
 dr. Sajid Sharif Atiya  اعداد  سجاد الشمري  sajidshamre@hotmail.com
والحمد لله أولاً وآخراً ........



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق