قائمة المدونات التي اتابعها

الخميس، 7 فبراير 2013

هذه الآيات قد نزلت في فضل (الحويني - الشامي )

بسم الله الرحمن الرحيم

الشك بجهاد أمير المؤمنين علي بن ابي طالب  (عليهم السلام )


الحويني ... ياشامي ماتقول بجهاد الخليفة علي بن ابي طالب ، وهو آية الجهاد الذي لم يشهد له التاريخ نظيرا بعد سيد البشر ، هو عند الشيخ ابن تيمية ليس بشيء ، ولم يكن علي (عليه السلام ) عنده سوى جندي قاتل كما قاتل غيره من المسلمين!
الحويني ... والخليفة الاول والثاني أعظم إيمانا وجهادا منه ، لا سيما وقد قال تعالى : ( الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله ) التوبة 9/20 .

الشامي ... نعم ياأخي الحويني , لاريب في ذلك حين نبادل الأدوار كهلا بإتقان ، فنقدم المتأخر ، ونؤخر المتقدم ، ونعمد إلى من كان في حامية الوطيس يصد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) فنضعه وراء جبل أحد ، وإلى الذين يصعدون ولا يلوون على أحد فنجعلهم محله ، ونعمد إلى صاحب لواء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) الثابت بين يديه يجندل الصناديد فنجعله مع الذين يسابقون الريح طلبا للنجاة ، وإلى من ضاقت عليهم الأرض بما رحبت فنجعلهم محله ، فحيئنذ لا ريب أبدا في أنهم أعظم جهادا وإيمانا منه !

الحويني ... استاذي الشامي حين نعمد إلى ذي الفقار المخضب بدماء الكفار ، فننتزعه من يد علي (عليه السلام ) ونضعه في يد أحدهما ، ونعطيه واحدا من سيفيهما ( النظيفين ) اللذين لم يعرف التاريخ أنهما خدشا كافرا واحدا ، فلا ريب أنه ليس جهاد أما جهادهما!
الحويني ... ألا ترى إلى هذا الذي يريد أن يمدح ، فيقدح ! فهلا ترك المقارنة حين يريد ان يطري من يطريه ! وهل نقل عند أحد من الصحابة أنه نازع عليا في هذه المنزلة ، أو عرف لغيره فضلا يدانيه ؟
إنها مرة واحدة في يوم واحد في حياة أبي بكر ، ومرة واحد في يوم واحد في حياة عمر ، حملا فيها راية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) في جهاد ، ولكن حتى هذه المرة الواحدة سلبهما إياها ابن تيمية ، فماذا أبقى لهما إذن يفضلهما به على حليف تلك الراية الذي أحبها وأحبته ؟!

الشامي ... اسمح لي ان اقول بأسف وحسرة , تلك هي راية خيبر ، حملها الخليفة الاول أبو بكر فعاد ولم يصنع شيئا ، وحملها بعده الخليفة الثاني عمر فعاد ولم يصنع شيئا ، ثم دفعها النبي ص إلى امير المؤمنين علي بن ابي طالب فكان الفتح على يديه ، تلك الراية يقول عنها الشيخ ابن تيمية : (( لم تكن الراية قبل ذلك لأبي بكر ولا لعمر ، ولا قربهما واحد منهما )) . ( منهاج السنة 4 : 98 ).
هي المرة الوحيدة التي حملا فيها راية الجهاد (الخليفة الاول والثاني) ، يقول فيها : لم تكن لهما ، ولا قربها واحد منها !
الشامي ... بعد أن رأيت كيف سلبهما (بن تيمية لابو بكر وعمر) شرف الصدارة في الجهاد ولو لمرة واحدة ياأخي الحويني .

الحويني ... وكيف رد بن تيمية على ابن المطهر بقصة راية خيبر.

الشامي ... أثناء رده (بن تيمية) على ابن المطهر بما كان ينبغي إلا يقع فيه حيث نقل ابن المطهر قصة راية خيبر ، فرد ابن تيمية قائلا :
( بعد ان يقال : لعنة الله على الكاذبين ، يقال : من ذكر هذا من علماء النقل ؟ وأين إسناده وصحته ، وهو من الكذب ) ( منهاج السنة 4 : 175).

الشامي ... فإذا شدك هذا النذير وهذا النكير ، فانظر إلى ما قاله علماء النقل ، وإلى صحة إسناده ، لترى أين هو الكذب الذي ستدور عليه تلك اللعنة :

قال علماء النقل : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعث أبا بكر بالراية يوم خيبر فعاد ولم يصنع شيئا ، فأرسل بعده عمر فعادم ولم يفتح ، فقال : (( لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، لايخزيه الله أبدا ، ولايرجع حتى يفتح عليه )) وفي بعض النقول (( كرار غير فرار )) . هذا ما نقله النسائي والحاكم والذهبي ’ ونقله كافة أصحاب التاريخ والسير ( سنن النسائي 5 : 109/8402 ، كتاب الخصائص ، المستدرك 3 : 37 ، وتلخيصه للذهبي في ذيل الصفحة ، سيرة ابن هشام 3 : 216 ، عن سيرة ابن إسحاق ، تاريخ الطبري 3 : 93 ، الكامل في التاريخ 2 : 219 ، أسد الغابة 4 : 21 ، البداية والنهاية 7 : 349 ، دلائل النبوة للبيهقي 4 : 209 ، حلية الأولياء 1 : 62 ، الروض الأنف 6 : 507 ).

فهو كالجمع عليه عندهم
 
وأما النص الذي أختاره الطبري والحاكم والذهبي ، بعد أن ذكروا أبا بكر ورجوعه بالراية ، قالوا في عمر : ( فعاد يجبن أصحابه ويجبننونه ) وقال بصحته الحاكم والذهبي ، فقد جاء بإسناده صحيح رجاله رجال الصحيح . ( المستدرك وتلخيصه 3 : 37 ، تاريخ الطبري 3 : 93 ).

الحويني ... صحيح ياشامي هذا الذي نقله أهل العلم بلا خلاف بينهم ، ولا تظن أن شيئا منه كان خافيا على الشيخ أبدا ! ولكن لأمر ما نفاه ، والأمر معلوم ليس بخفي ، فإقراره بهذا سينقض عقيدته في التفضيل راسا على عقب ، ولكن فاته كما فات الكثير ممن لا يمهمه إلا الانتصار لرأيه ، فاتهم أن الحق سيققى هو الحق سواء رضوا به أم صدوا عنه وجحدوه .
الشامي ... وهل أنكر بن تيمية كل شيء يشهد لجهاد الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام (ياحويني, كما أنكر ما نزل في ذلك في القرآن في قوله تعالى : } أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لايستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين * الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون * يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم ، خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم { .( التوبة 9 : 19 ـ 22 ).

الحويني ... أخي الشامي بل أنكر أن تكون هذه الآيات قد نزلت في فضل علي (عليه السلام ) عند تفاخره بالسبق في الإيمان والهجرة والجهاد ورده على العباس وطلحة حين افتخرا بالسقاية وسدانة الكعبة ، فقال الشيخ بن تيمية : هذا لايعرف ، ودلالات الكذب عليه ظاهرة . ( منهاج السنة 3 : 5).

الحويني ... والحديث رواه الخطيب من وراة عبد الرزاق عن معمر ( الأسماء المبهمة والانباء المحكمة للخطيب:( 473 ).
ورواه أهم أصحاب التفاسير المعتمدة ، منهم : الطبري ، والبغوي ، وكذلك القرطبي ، وابن الجوزي ، والرازي ن والخازن ، رووه جميعا عند تفسير هذه الآيات من سورة التوبة .
لكنه أنكر هذا كما أنكر جميع ما جاء في تفضيل علي (عليه السلام ) حتى المتواتر ، والمتفق على صحته ، كما رأيت .  يا اخي الشامي .

الشامي ... وازيدك أن الخليفة الاول أبو بكر في جيش أسامة فيثبت له عظمة المنزلة والايمان والجهاد.
الحويني ... لأجل أن يثبت بن تيمية أن أبا بكر هو الأعظم منزلة
والأعظم إيمانا وجهادا لابد أن ينفي عنه كل ما يبعده عن هذه المنزلة.
الشامي ... نعم فبعد أن أنكر بن تيمية كون راية خيبر كانت عنده أولا فهزم بها ، أنكر أن يكون أبو بكر جنديا في بعثة أسامة التي جهزها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) أيام مرضه (رزية الخميس) الذي توفي فيه ، وشدد على سرعة إنفاذها فقال : (( أنفذوا بعث أسامة )) فلما أحس منهم التباطؤ جعل يقول : ((أنفذوا بعث أسامة )) يكرر ذلك ( الطبقات الكبرى 4 : 68 ، المغازي 3 : 1119 ، تهذيب تاريخ دمشق 1 : 122 ، تاريخ ابن خلدون 2 : 484 ، عيون الأثر 2 : 352 ) ، وروى بعضهم أنه قال : } لعن الله من تخلف عنه { الملل والنحل 1 : 29  . ولكن توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) ولم تنفذ البعثة .

الحويني ... لكن ابن تيمية يقول : وأبو بكر لم يكن في جيس أسامة باتفاق أهل العلم ، لكن روي أن عمر كان فيهم . ( منهاج السنة 3 : 213 ) . فما هي الحقيقة بقول أهل العلم في هذا ياشامي؟

الشامي ... قال أصحاب التاريخ في ذكر أسامة : استعمله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) على جيش فيه أبو بكر وعمر ، قال ابن سعد في الطبقات ( الطبقات الكبرى 4 : 66 ترجمة أسامة بن زيد ) .
الشامي ...  وقد شهد ابن تيمية لابن سعد صاحب الطبقات أنه من أهل العلم والثقة والاطلاع والصدق في النقل (رأس الحسين:198).
وقاله ابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) وهو منقول في تهذيب تاريخ دمشق  ( تهذيب تاريخ دمشق 2 : 395 ، 3 : 218 ) . ومختصر تاريخ دمشق (مختصر تاريخ دمشق 4: 248 / 237 ، 5: 129 / 56 ). وذكره اليعقوبي في تاريخه  (تاريخ اليعقوبي 2 : 77 ) ، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ( شرح نهج البلاغة 1 : 159 ، 220 ) ، وصاحب تاريخ الخميس ( تاريخ الخميس 2 : 172 ).
هؤلاء جميعا ذكروا أن أبا بكر كان جنديا في جيش أسامة ، فعلى أي شيء إذن كان اتفاق أهل العلم ؟!!

الحويني ... اذن لقد كان اتفاقهم كما رأيت على أن أبا بكر وعمر كانا في جيش أسامة الذي أمره النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) بالخروج ، وشدد كثيرا على الإسراع بإنفاذه قبل وفاته (صلى الله عليه وآله وسلم ).
كما أتفقوا على أن رأية خيبر كانت أولا عند أبي بكر فعاد بها ولم يفتح ، ثم كانت بعده عند عمر فعاد بها ولم يصنع شيئا ، أو عاد يجبن أصحابه ويجبننونه كما رواه الطبري وصححه الحاكم والذهبي ، واتفقوا هم وأصحاب الصحاح السنن على أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) قال بعدهما : (( لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، لا يخزيه الله أبدا ، ولايعود حتى يفتح عليه )) فلما اصبحوا ،قال : } أين علي { فدعوه وكان قد أصابه رمد في عينيه ، فداواهما النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) بريقة الشريف ودعا له وأعطاه الراية فمضى بها فدك عليهم حصنهم واقتلع باب (خيبر) الحصن بيده وألقاه جانبا.

الشامي ... نعم فـ( شهد ابن تيمية هنا بصحة هذا الخبر ) ، وقتل قائدهم ( مرحبا ) واقتحم عليهم الجيش الحصن فكان الفتح على يديه (عليه السلام ).

الحويني ... على هذه الكلمات اتفقوا ، ونحن على يقين من أن الشيخ بن تيمية , لم يخف عليه شيء منها ، ولكن ما العمل وهو يريد أن ينتصر ؟ فحيث يمتنع عليه التأويل فلا بد من التكذيب بكل شيء ! فشكرا لك ياشامي على هذه المحاورة مدعومة بالادلة والبراهين لقد نورت طريقي.

الشامي .... والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله وصحبهِ.
dr. Sajid Sharif Atiya  اعداد  سجاد الشمري  sajidshamre@hotmail.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق