بسبب هذا الرجل اريقت دماء وكسرت اقلام وخربت بيوت وحل الظلام

بسم الله الرحمن الرحيم

ترجمة حياة شيخ الاسلام ابن تيمية الحراني

بسبب هذا الرجل الذي مات منذ مئات السنين اريقت دماء وكسرت اقلام وخربت بيوت وحل الظلام على كثير من المبدعين .
ولد احمد تقي الدين ابو العباسي ابن شهاب الدين عبد الحليم بن عبد السلام مجد الدين ابي البركات ابن عبدالله بن تيمية ببلدة حران عام 661 هـ وحران مركزا للصابئة قبل الاسلام ثم اصبحت مركزا لانصار بني امية ثم تحولت بعد ذلك الى موطن للحنابلة .

http://www.hajr-up.info/download.php?id=12690

-  ويروى ان المامون العباسي خيّر سكانها بين الاسلام وقبول دين من الاديان المعترف بها فاختار اهلها ان يكونوا صابئة فاعفاهم من القتل . (معجم البلدان لياقوت الحموي ) وقد نشأ ابن تيمية في ظل عائلة حنبلية بزعامة والده الذي كان يقوم بالخطابة وتدريس المذهب على العامة في حران .

-  ويروي ابن الجوزي انه رأى جد ابن تيمية في حران وكان شيخ حران وخطيبها طوال حياته فقال فيه : كان ضنينا بحران متى نبغ فيها احد لا يزال وراءه حتى يخرحه منها و يبعده عنها اي انه كان حسودا يغار من المبدعين و يطردهم (وفيات الاعيان لابن خلكان ) و امام الغزو التتري لبلاد المسلمين فر ابن تيمية مع عائلته الى دمشق وهناك نشأ وترعرع وتلقى العلم على يد فقهاء الحنابلة ثم ما ان بلغ العشرين حتى توفي والده فحل محله في التدريس فكان اصغر فقهاء عصره .

كان ابن تيمية عنيدا سليط اللسان عجولا في القاء التهم على الخصوم متسرعا في احكامه كثير المرواغة معجبا بنفسه ولكننا سوف نترك معاصريه ليتحدثوا عنه :

-  يروي ابن حجر العسقلاني ان القضاة الثلاثة الشافعي و المالكي و الحنفي ارسلوا الى ابن تيمية مرات فامتنع عن الحضور اليهم ولما احضر ووقع البحث مع بعض الفقهاء فكتب عليه محضر بانه قال انا أشعري اي يلتزم بعقيدة ابي الحسن الاشعري الذي كان معتزليا ثم انشق عن المعتزلة ثم اشهدوا انه تاب .. ( الدرر الكامنة في اعيان المائة الثامنة )

-  ويروي انه تكلم في حق مشايخ الصوفية و انه قال : لا يستغاث بالنبي (ص) فقبض عليه وحبس ثم نقل جماعة يترددون عليه وانه يتكلم في نحو ما تقدم فامر بنقله من محبسه .. ( نفس المرجع السابق )

-  ويروي الذهبي عنه ( تعتريه حدة في البحث و شظف للخصم تزرع له عداوة في النفوس ) اي انه حاد في حواراته عصبي يظن ان الحق معه يسخر من الخصم لا يحترمه ، الناس جهلة في نظره فيكره من امامة (تاريخ الذهبي و الدرر الكامنة ) .

-  ويروي ابن القيم الجوزي تلميذ ابن تيمية ورفيقه عن فطنة شيخه وسرعة بدهيته انه بحث مع قوم فاحتجوا عليه بحديث انكره فلما اظهروه له بالنقل اي اتوا باسانيد تؤكد الحديث ووقف عليه ، القى المجلد من يده في غضب فقالوا له : ما انت الا جرئ ترمي المجلد من بدك وهو كتاب علم ؟ فقال سريعا ايما خير انا ام موسى و ايما خير هذا الكتاب ام الواح الجوهر ؟ ان موسى لما غضب القى الواح من يده ( الوافي بالوفيات -  الجزء السابع )

-  ويروى انه افتى مرة في مسائلة وافتى اخر بخلافه فرد عليه ابن تيمية قائلا : من قال هذا فهو كالحمار الذي في داره ( الفقيه المعذب لعبد الرحمن الشرقاوي ) .

من المسائل التى شذ بها ابن تيمية في حدود الفقه :
1) قوله بجواز طواف المرأة الحائض و لاشي عليها.
2) جواز التطهر و الوضوء بالماء المعتصر كماء الورد و نحوه وهذا يعني جواز التطهر بالخمر فهو ماء معصور
3) من اكل في رمضان معتقدا انه ليل وكان نهارا فلا قضاء عليه

 
و لقد انكر ابن تيمية المجاز لغة وشرعا وعلى اساس هذا التصور اعتبرت كل صفات الله تعالى الوارده في القران والاحاديث حقيقة ومن هنا نسب لابن تيمية قوله بالتجسيم وان الله يجوز عليه الانتقال والنزول والصعود والاستقرار وله جوارح واعضاء من يد ورجل وعين .

و ببركات النفط اصبحت اصبح لابن تيمية هيئات وجامعات ورموز تنشر افكاره وترضعه للمسلمين واصبحت كتب ابن تيمية التى لم يكن يسمع عنها احد تطبع وتوزع ولا تباع , وتهدى ولاتباع , بل توزع فتواه مجانا

ومن المعلوم ان ابن تيمية افتئ عام 704 هـ باستباحة دماء الشيعة واقنع السلطان محمد بن قلاوون بتسيير حملة اشترك فيها ابن تيمية لمقاتلة الشيعة في جبال كروان لبنان .

وكانت النتيجة ان خربت كروان وقتل النساء والشيوخ والاطفال ولم يقتصر ابن تيمية فتواه على المسلمين بل تعداهم الى المسيحين وافتى بوجوب هدم الكنائس في مصر والقاهرة وبغداد سواء كانت تلك المعابد قديمة او محدثة . (مختصرة و نقلا عن مجلة اليوسف المصرية في 26/8/1996 ).

مات ابن تيميه سنة 728 هج فحضرت جنازته خمسون ألف أمرأه ينحن عليه , ومائتا ألف رجل يرفعون أصواتهم بالتكبير مزيجا بالبكاء والعويل ، ولما غسل جمع ماء غسله فشربوه تبركا به ، واقتسم جماعة بقية السدر الذي غسل به تبركا ، ودفه بالطاقيه اتي على رأسه خمسمائة درهم ، والخيط الذي في رقبته فيه الزئبق لدفع القمل دفع فيه مائة وخمسون ديناراً ، وسارت جنازته بين الضجيج والبكاء والمنادي أماه ينادي :

هكذا تكون جنائز أهل السنه ؟

 ولما وضع على المغتسل دخل الرجال عليه يقبلونه وينوحون عليه ؟

 ثم أذن للنساء ففعلن مثل ذلك ؟

 وأقيمت عليه المآتم ودامت النياحه ورثاه خلق كثير منهم شمس الدين الذهبي ؟
(تاريخ ابن كثير ج 14 ص 138).

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله وصحبهِ ليوم الدين .

dr. Sajid Sharif Atiya  سجاد الشمري  sajidshamre@hotmail.com