قائمة المدونات التي اتابعها

الجمعة، 15 فبراير 2013

مصادر الاحاديث موقف السنة والجماعة من بني امية


بسم الله الرحمن الرحيم

موقف السنة والجماعة من بني امية

في مروج الذهب للمسعودي قال :
لما وصل محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما إلى مصر كتب إلى معاوية كتابا فيه : من محمد بن أبي بكر التى الغاوي معاوية بن صخر أما بعد فان الله بعظمته وسلطانه خلق خلقه بلا عبث منه ولا ضعف في قوته ولاحاجة به إلى خلقهم لكنه خلقهم عبيدا وجعل منهم غويا ورشيدا وشقيا وسعيدا ثم اختار على علم وانتخب واصطفى منهم محمدا صلى الله عليه وآله فأتنخبه لعلمه واصطفاه لرسالته وائتمنه على وحيه وبعثه رسولا ومبشرا ونذيرا فكان اول من أجاب وأناب وآمن وصدق واسلم وسلم اخوه وابن عمه علي بن أبي طالب كرم الله وجهه صدقه بالغيب المكتوم وآثره على كل حميم ووقاه بنفسه كل هول وحارب حربه وسالم سلمه فلم يبرح مبتذلا لنفسه في ساعات الليل والنهار والخوف والجوع والخضوع حتى برز سابقا لانظير له فيمن اتبعه ولا مقارب له في فعله .
وقد رأيتك تساميه وأنت انت وهو هو اصدق الناس نية وأفضل الناس ذرية وخير الناس زوجة وافضل الناس ابن عم أخوه الشاري بنفسه يوم مؤته وعمه سيد الشهداء يوم احد وأبوه الذاب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعن حوزته وأنت اللعين ابن اللعين لم تزل أنت وأبوك تبغيان رسول الله صلى الله عليه وآله الغوائل وتجهدان في اطفاء نور الله تجمعان على ذلك الجموع وتبذلان فيه المال وتؤلبان عليه القبائل على ذلك مات ابوك وعليه خلفته والشهيد عليك من تدني ويلجأ اليك من بقية الاحزاب ورؤساء النفاق .

والشاهد لعلي مع فضله المبين القديم انصاره الذين معه الذين ذكرهم الله بفضلهم واثنى عليهم من المهاجرين والانصار وهم معه كتائب وعصائب يرون الحق في اتباعه والشقاء في خلافه .

فكيف يالك الويل تعدل نفسك بعلي وهو وارث رسول الله صلى الله عليه وآله ووصيه وابوولده وأول الناس له اتباعا وأقربهم به عهدا يخبره بسره ويطلعه على أمره .

وانت عدوه وابن عدوه فتمتع في دنياك ما استطعت بباطلك وليمددك ابن العاص في غوايتك فكأن اجلك قد انقضى وكيدك قد وهى ثم يتبين لك لمن تكون العاقبة العليا وأعلم انك انما تكايد ربك الذي آمنك كيده ويئست من روحه فهو لك بالمرصاد وأنت منه في غرور والسلام على من اتبع الهدى .
فما كان جواب معاوية عليه الا ان ادعى ان الشيخين أبا بكر وعمر سبقاه إلى ما اقترف وانه متأس بهما وحاشاهما مما ادعى فقد كذب عليهما ولعنة الله على الكاذبين .
وأخرج ابن عساكر عن اسمعيل بن رجاء عن ابيه قال كنت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله في حلقة فيها ابو سعيد الخدري وعبد الله بن عمرو بن العاص فمر بنا حسين بن علي فسلم فرد عليه القوم فقال عبد الله بن عمرو الا اخبركم باحب اهل الارض إلى اهل السماء قالوا بلى قال هو هذا الماشى ما كلمني كلمة منذ ليالي صفين ولان يرضى عني احب الي من ان يكون لي حمر النعم فقال ابوسعيد الا تعتذر اليه قال بلي فاستأذن ابوسعيد فأذن له فدخل ثم استأذن لعبد الله بن عمرو فلم يزل به حتى اذن له فأخبره ابو سعيد بقول عبد الله بن عمرو فقال له اعلمت يا عبد الله اني احب اهل الارض إلى أهل السماء .
قال أي ورب الكعبة قال فما حملك على ان قاتلتني وأبي يوم صفين فوالله لابي كان خيرا مني قال اجل ولكن عمرو شكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال يا رسول الله ان عبد الله يقوم الليل ويصوم النهار فقال رسول الله صلى الله عليه وآله :
يا عبد الله ابن عمرو صلى ونم وصم وافطر واطع عمروا . فلما كان يوم صفين اقسم علي فخرجت اما والله ما كثرت لهم سوادا ولا اخترطت لهم سيفا ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم قال فكلمه انتهى  .
فأصحاب معاوية هم الباغون بلا ريب على الامام المرتضى وهم القاسطون كما وعد بهم المصطفى قال الله تعالى : واما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا .
واخرج ابن عساكر عن أبي صادق قال : قدم علينا ابوايوب الانصاري العراق فقلت له يا أبا ايوب قد اكرمك الله بصحبة نبيه صلى الله عليه و( آله ) وسلم وبنزوله عليك فمالي أراك تستقبل الناس تقاتلهم هؤلاء مرة وهؤلاء اخرى فقال : ان رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم عهد الينا ان نقاتل مع علي الناكثين فقد قاتلناهم وعهد الينا ان نقاتل معه القاسطين فهذا وجهننا اليهم اليوم يعني معاوية واصحابه وعهد الينا ان نقاتل مع علي المارقين فلم ارهم بعد واخرج ابن جرير عن مخنف بن سليم قال أتينا أبا ايوب فقلنايا أبا ايوب قاتلت المشركين بسيفك مع رسول الله صلى الله عليه وآله ثم جئت تقاتل المسلمين فقال ان رسول الله صلى الله عليه وآله أمرنا بقتال ثلاث الناكثين والقاسطين والمارقين فقد قاتلت الناكثين والقاسطين وانا مقاتل ان شاء الله المارقين .
وأخرج البيهقي في المحاسن والمساوي ان رجلا سأل ابن عباس رضى الله عنهما من الناكثون قال الذين يبايعون عليا بالمدينة ثم نكثوا فقاتلهم بالبصرة اصحاب الجمل والقاسطون معاوية واصحابه والمارقون أهل النهروان ومن معهم فقال الشامي يا ابن عباس ملات صدري نورا وحكمة وفرجت عني فرج الله عنك اشهد ان عليا مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة .انتهى .
وأخرج ابن عبد البر في الاستيعاب عن أبي ليلى الغفاري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول ستكون بعدي فتنة فاذا كان ذلك فألزموا علي بن أبي طالب فأنه اول من يراني وأول من يصافحني يوم القيمة وهوالصديق الاكبر وهو فاروق هذه الامة يفرق بين الحق والباطل وهويعسوب الدين والمال يعسوب المنافقين وأخرج الحاكم في المستدرك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم قوله النجوم امان لاهل الارض من الغرق واهل بيتي امان لامتي من الاختلاف فاذا خالفها قبيلة اختلفت فصارت حزب ابليس .
وأخرج ابن عساكر عن حبة قال سمعت عليا عليه السلام يقول : نحن النجباء وأفرطنا افراط الانبياء وحزبنا حزب الله والفئة الباغية حزب ابليس ومن سوى بيننا وبين عدونا فليس منا ونقل ابن الاثير عن علي انه قال مخاطبا لاهل العراق يذكر معاوية وحزبه ويحرضهم على قتاله مالفظه : قاتلوا من حاد الله ورسوله وحاول ان يطفئ نور الله فقاتلوا الخاطئين الضالين القاسطين الذين ليسوا بقرآء قران ولافقهاء في الدين ولا علماء في التأول ولا لهذا الامر بأهل في سابقة الاسلام والله لو ولوا عليكم لعملوا فيكم بأعمال كسرى وهرقل ( انتهى بحروفه ) .
وهاهم قد ولوا وعملوا والله بأعمال كسرى وهرقل وصدق الله رسوله وصدق المرتضى ولكن عمي البصائر غلف القلوب يصفون معاوية وأعوانه بضد ما وصفهم به أعلم خلق الله بهم وأصداقهم فيهم ويكذبون شهادة امير المؤمنين عليه السلام .
ونقل ابن الاثير أيضا عن علي عليه السلام انه قال ان معاوية وعمروا وابن أبي معيط وحبيبا وابن أبي سرح والضحاك ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن أنا أعرف بهم منكم قد صحبتهم اطفالا ثم رجالا فكانوا شر اطفال وشر رجال .( انتهى بحروفه ) .
وجاء بسند فيه لين ان عليا عليه السلام قال انفروا إلى بقية الاحزاب انظروا إلى ما قال الله ورسوله أنا نقول صدق الله ورسوله ويقولون كذب الله ورسوله .
وفي نهج البلاغة من كلام الامام علي عليه السلام من كتاب إلى معاوية قوله مخاطبا له : دخلت في الاسلام كرها وخرجت منه طوعا .
ونقل ابن الاثير عن الامام علي عليه السلام من كلام له " لم يرعني الا انشقاق رجلين قد بايعاني وخلاف معاوية الذي لم يجعل له سابقة في الدين ولا سلف صدق في الاسلام طليق ابن طليق حزب من الاحزاب لم يزل حربا لله ولرسوله هو وابوه حتى دخلا في الاسلام كارهين " .
وذكر المسعودي في مروج الذهب وغيره ان عليا عليه السلام نزل الانبار والتأمت عليه العساكر فخطب الناس وحرضهم على الجهاد وقال : سيروا إلى قتلة المهاجرين والانصار قد طالما سعوا في اطفاء نور الله وحرضوا على قتل رسول الله صلى الله عليه وآله ومن معه الا ان رسول الله امرني بقتال القاسطين وهم هؤلاء الذين سرنا اليهم والناكثين وهم هؤلاء الدين فرغنا منهم والمارقين ولم نلقهم بعد فسيروا إلى القاسطين فهم اهم علينا من الخوارج سيروا إلى قوم يقاتلونكم كيما يكونوا جبارين يتخذهم الناس أربابا ويتخذون عبادالله خولا ومالهم دولا ( انتهى ) .
وقال : الحافظ - الشوكاني في نيل الاوطار لما كتب معاوية إلى الحسن بن علي يطلب منه ان يقاتل الخوارج اجابه لو آثرت ان اقاتل أحدا من أهل القبلة لبدأت بقتالك وقال فيه حكى في البحر عن العترة جميعا ان جهاد البغاة افضل من جهاد الكفار اذ فعلهم في دار الاسلام كفعل الفاحشة في المسجد ( انتهى ) .
قلت يستأنس لقول العترة بما أخرجه الخطيب عن المسور بن مخرمة قال: قال عمر بن الخطاب لعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما ألم يكن فيما نقرأ قاتلوا في الله في آخر مرة كما قاتلتم اول مرة قال فمتى ذلك قال اذا كانت بنو امية الامراء وبنو مخزوم الوزاء وبما أخرجه ابن جرير في تفسيره بسنده إلى ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: وجاهدوا في الله حق جهاده كما جاهدتم اول مرة فقال عمر من الذين أمرنا بجهاده قال : قبيلتان من قريش مخزوم وعبد شمس ( انتهى ) .
وأقول أيضا يؤخذ منه ان يكون سبهم للتحذير منهم وبيان حالهم افضل من سب الكافر لان الضرر يخشى منهم اكثر والعامة إلى الاغترار بهم اقرب فينبغي اعلان حالهم لتحذير الامة من الاقتداء بهم والميل إلى اكاذيبهم وتأويلاتهم .
فان قال : قائل كل مالزم معاوية في خروجه على الامام علي ومحاربته يلزم طلحة والزبير وعائشة رضوان الله عليهم وكل ما تأولتموه لهم فنحن تنأوله لمعاوية وكل جواب عنهم فهو جواب عنه .
قلت : أما مالزم معاوية من كونه مخطئا وان المصيب في جميع حروبه معه ومنازعاته له هوالامام علي المرتضى فلزومه للزبير وطلحه وعائشة رضوان الله عليهم مسلم .
فقد اجمع فقهاء الحجاز والعراق من فريقي اهل الحديث والرأي ومنهم مالك والشافعي وابوحنيفة واحمد والاوزاعي والجمهور الاعظم من المتكلمين من المسلمين على ان عليا مصيب في قتاله لاهل صفين كما هو مصيب في أهل الجمل وان الذين قاتلوه بغاة ظالمون له لكن لايكفرون بغيهم كذا ذكره الامام عبد القاهر الجرجاني في كتاب الامامة وزاد الغزالي ولم يقل بتخطئة الامام علي ذو تحصيل ( انتهى )
واما ما يلزم معاوية وأعوانه من الفسق ببغيهم ومحاربتهم لله ورسوله واقترافهم العظائم وجواز لعنهم ووجوب بغضهم فلا نسلم ذلك للزبير وطلحة وعائشة رضوان الله عليهم فان الشوط بين الفئتين بطين والمفرق بين الفريقين عظيم بل نقول ان الثلاثة انما خرجوا متأولين مجتهدين وهم من أهل الاجتهاد وكانوا مخطئين في اجتهادهم ولكنهم رجعوا عن ذلك حين ظهر لهم الحق وندموا على ما فعلوا ولم يصروا على ذلك كما اصر معاوية إلى آخر حياته كما يشهد به التواتر .
جاء الشيخ ابن حجر في كتابيه الصواعق المحرقة وتطهير الجنان بما يضحك الثكلي ويأسف له الحكيم من التحملات الفاسدة والتأويلات البعيدة والتعسفات المتناقضة وروائح النصب تفوح من صفحات ذينك الكتابين ولا غرو ان اغتر بشئ منهما بعض قاصري النظر فقد جمع جواد قلمه بما تقشعر منه الجلود وترجف منه القلوب فزعا وهو لعنه في ذينك الكتابين كل من سب معاوية ولعنه .
كأنه لم يقف على لعن النبي عليه السلام القائد والسائق ومعاوية احدهما
وكأنه لم يبلغه ما بلغ كل الناس تواترا ان عليا عليه السلام كان يقنت ويلعن معاوية واصحابه ويسبهم ، وقد فعل فعله كثير من الصحابة والتابعين وجحاجحة اهل البيت النبوي !
فما أدري اجهل هذا الشيخ أم تجاهل ؟!
واني والله مشفق عليه ان يعاتبه الله ورسوله على ذلك .
قلت يعاتبه ولم أقل يعاقبه لاني أرجو ان يسامحه الله عن صنيعه فان الشيخ من أهل الفقة في الدين وسلامة المقصد الا ان تقليده وتعصبه لمن تقدمه ونظره إلى القضية من وجهة واحدة هما اللذان اقحماه هذا المجال المخيف هو يظن انه احسن صنعا جاء في فتاويه الحديثية سئل فيمن قال صاحب العباب حاطب ليل هل يكفر اذ يفهم منه انه مستهزئ به ؟
فأجاب به فأجاب بقوله : لاكفر ، ثم قال : وانما الذي يلحقه الذم الشديد والوصف المشعر بأنه جبار عنيد او شيطان مريد .انتهى !
فليته قال في اعداء علي السابين له باشد مما قيل في صاحب العباب في السؤال نحو قوله في الجواب.
والعجب كل العجب ان هؤلاء المتمحلين قائلون بكفر الذين حاربوا ابو بكر جازمون بحل سبي نسائهم وذراريهم واغتنام أموالهم !
على ان طوائف منهم كما لك بن نويرة وقومه بني يربوع وغيرهم من قبائل العرب لم يحكم بردتهم الا لانهم امتنعوا عن اداء الزكاة إلى الخليفة وقالوا زكاة اغنيائنا نردها على فقرائنا ولم يجحدوا وجوبها وكانوا يقيمون الصلاة !
فحق عليهم ما حق بذلك الامتناع ولم يلتمس أحد لهم تأويلا بأنهم ربما كانوا ظانين جواز ذلك لدليل قام عندهم او لاجتهاد منهم !1
وهذا معاوية لم يمنع الزكاة فقط عن تسليمها إلى الخليفة كما فعلوا بل استولى على أموال بيت مال المسلمين كلها من زكاة وغيرها واصطفى بيضاءها وصفراءها ثم فعل كبائر الافاعيل المنهى عنها وعثا في الارض فسادا !
ثم تجدهم مع هذا كله يتمحلون له بأنه مجتهد وانه مثاب ايضا !
قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن . ما ضربوه لك الا جدلا بل هم قوم خصمون . رب احكم بيننا وبين قومنا بالحق .
لعمر الله ان الحيرة لتغلب على رأي الحكيم في افعال هؤلاء القوم وما ينسبون معاوية اليه من صلاح النية والاجتهاد والطلب بدم عثمان ونحو ذلك !
حتى ان العاقل ليسئ بهم الظن مغلوبا على أمره لايجد من ذلك مخرجا كيف يتصور صلاح النية وهو يقاتل المهاجرين والانصار !
وأنى يصح الاجتهاد في مقابلة النص على بغيه بقتل عمار واين الطلب بدم عثمان من الفساد في الارض وارسال السرايا والبعوث إلى كل ناحية للقتل والنهب وقتل الاطفال والضعفاء والنساء وارتكاب العظائم مما لم يجوزه النبي صلى الله عليه وآله حتى مع المشركين .
نقل ابو الفرج الاصفهاني بسنده وغيره ان معاوية بن أبي سفيان بعث بسر بن ارطاة بعد تحكيم الحكمين وعلي بن أبي طالب رضى الله عنه يومئذ حي وبعث معه جيشا ووجه الضحاك بن قيس الفهري في جيش آخر وضم جيشا آخر إلى رجل من غامد وأمرهم ان يسيروا في البلاد فيقتلوا كل من وجدوه من شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام واصحابه وان يغيروا على سائر اعماله ويقتلوا اصحابه ولا يكفوا ايديهم عن النساء والصبيان !
فمر بسر لذلك على وجهه حتى انتهى إلى المدينة فقتل بها اناسا من أصحاب علي عليه السلام وأهل هواه وهدم بها دورا ، ومضى إلى مكة وقتل نفرا من آل المهلب ، ثم إلى السراة فقتل بها من وجد من أصحابه ، واتى نجران وقتل عبد الله بن عبد المدان الحارث وابنه وكانا من اصهار ابن العباس عامل علي عليه السلام ، ثم اتى اليمن وعليها عبيد الله ابن العباس رضى الله عنهما عامل علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وكان غائبا فلم يصادفه بسر ووجد ابنين له صبيين فأخذهما بسر لعنه الله وذبحهما بيده بمدية كانت معه !
ثم انكفأ راجعا إلى معاوية !
وفعل مثل ذلك سائر من بعثه معاوية فقصد الغامدي الانبار فقتل ابن حسان البكري وقتل رجالا كثيرين ونساء من الشيعة ! انتهى .
قلت : اين يفلت معاوية وبسر كلاهما بعد ان فعلا بالمدينة ما فعلا من الوعيد الشديد الذي جاء عن الله تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وآله في حق من كاد أهل المدينة او أرادهم بسوء او ظلمهم او اخافهم ؟
وانى ينجوان من ذلك وبم يستجنان من غضب الله ولعنته وبأي تأويل يحاول انصارهما تبريرهما من ذلك فقد روي في الصحيحين وغيرهما عن سعد رضى الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول لا يكيد أهل المدينة أحد الا انماع كما ينماع الملح في الماء .زاد مسلم : ولا يريد أحد اهل المدينة بسوء الا اذا به الله في النار ذوب الرصاص او ذوب الملح في الماء .
وروى النسائي والطبراني عن السائب بن خلاد رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال : اللهم من ظلم اهل المدينة وأخافهم فاخفه وعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين لايقبل الله منه صرفا ولا عدلا .
وفي رواية للطبراني قال : من اخاف اهل المدينة اخافه الله يوم القيامة وغضب عليه ولم يقبل منه صرفا ولا عدلا .
وما فعله بسر في المدينة حال كونه عامل معاوية من القتل والتهديد والحلف على المنبر انه لو لم يمنع لما ترك بالمدينة محتلما .. مشهور مذكور لا نطيل به !
وروى أهل السير ومنهم ابن الاثير ان عمارا قال لعمرو بن العاص يا عمرو لقد بعت دينك بمصر فقال لا ولكن اطلب بدم عثمان فال انا أشهد على علمي فيك انك لا تطلب بشئ من فعلك وجه الله ( وأنا اشهد ان أبا اليقظان صادق ولعنة الله على الكاذب ) وانك ان لم تقتل اليوم تمت غدا فانظر اذا أعطي الناس على قدر نياتهم ما نيتك ؟!
لقد قاتلت صاحب هذه الراية ( يعني عليا ) ثلاثا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وهذه الرابعة . انتهى .
وما لزم عمروا من كلام عمار فهو لمعاوية الزم لانه شر منه وهو الراشي له بوعده تولية مصر والمستعين به في الحيل على الله وعلى المؤمنين !
فقوم هذا حالهم وهذا كلام عمار وامثاله فيهم يقال عنهم انهم مجتهدون؟!
لا والله ثم لا والله ليسوا بطالبي حق بل لم يزل أمرهم على ما كانوا عليه في الجاهلية من محادتهم لله ورسوله لايحبهم من خامر الايمان قلبه ولا يناضل عنهم من أخلص لله تعالى اسلامه لانهم خانوا الله ورسوله والمؤمنين ولاتكن للخائنين خصيما !
اخرج البزار بسند معتمد عن زيد بن وهب قال : كناعند حذيفة رضى الله عنه كيف انتم وقد خرج اهل دينكم يضرب بعضهم رقاب بعض قالوا فما تأمرنا قال : انظروا الفرقة التي تدعوا إلى أمر علي فألزموها فانها على الحق . ولابن أبي شيبة  بسند صحيح على شرط الائمة الستة عن أبي الرضى سمعت عمارا يوم صفين يقول من سره ان تكتنفه الحور العين فليتقدم بين الصفين محتسبا .
وله بسند معتمد انه كان يقول بين الصفين باعلى صوته روحوا إلى الجنة قد تزينت الحور العين فأني لارى صفا ليضربنكم ضربا يرتاب منه المبطلون والذي نفسي بيده لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعرفنا أنا على الحق وهم على الضلال
وقد روى ابن الاثير حديث " عمار تقتله الفئة الباغية " وزاد فيه ما لفظه : الناكبة عن الحق . انتهى.
وقال : ولما روى عمرو بن العاص هذا الحديث لذى الكلاع قال ذو الكلاع ماهذا ويحك !
وكان ذو الكلاع وعامة اهل الشام قد غرهم معاوية ووزراؤه وكذبوا عليهم واستغووهم ، فيقول عمرو أنه سيرجع الينا فقتل ذو الكلاع قبل عمار مع الفئة الباغية ، وقتل عمار رحمه الله بعد .
لإن كنت تعتقد بصحة أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وشهاداته بحق الامام الحسن عليه السلام ..فلا بد أن تقول إن عمله شرعي حيث تهيأ وعزم أن يقاتل معاوية وصرح بوجوب قتاله ، ولو استطاع لقاتله ولو تمكن منه لقتله .. فمعنى ذلك أن معاوية واجب القتل ، أو جائز القتل ودمه هدر ..
وكذلك الامر عندما لم يستطع قتاله وصالحه على شروط كثيرة نص عليها التاريخ والحديث .. فعمله صحيح شرعا ..وهو لا يغير الحكم الشرعي في معاوية !
بل يدل على جواز المصالحة مع الطاغية عند العجز عن قتاله .
ثم لو سلمنا أن صلح الامام الحسن يعني أنه قبل معاوية كحاكم مسلم ، فقد قبل ذلك بشروط ، وقد أجمع المؤرخون على أن معاوية لم يف بشئ منها .. وإذا انتفى الشرط انتفى المشروط !
من كتاب النصائح الكافية لمن يتولى معاوية  صفحة 57 :
وهناك طوائف من علماء السوء يتغافلون عن اظهار الحق وهم يعرفونه قيموهون ويغالطون ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيمة ومن اوزار الذين يضلونهم بغير علم الاساء ما يزرون !
كل ذلك خوفا من ان ينبزهم المقلدون بأنهم شيعة او رافضة !
حرصا على جاه موهوم زائل كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا ووجدالله عنده فوفاه حسابه !
قال ابن القيم في اعلام الموقعين نقلا عن شيخه ابن تيمية :
من له خبرة بما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وآله وبما كان عليه هو واصحابه رأى ان اكثر من يشار اليهم بالدين هم أقل الناس دينا والله المستعان ( انتهى بالحروف)
ان معاوية وعمرو ومن شاكلهما يقرون ويعترفون في كثير من المواطن بأنهم على غير حق وانهم انما يقاتلون للدنيا ، ولكن أنصارهم يأبون الا نسبتهم إلى الحق وتزكية اعمالهم بادعاء الاجتهاد لهم ، وإثابتهم من الله على بغيهم وعنادهم !
روى المسعودي عندما ذكر قصة قتل اللخميين اللذين اطمعهما معاوية بالمال ان قتلا العباس بن ربيعة الهاشمي في يوم من أيام صفين فخرجا فقتلهما الامام علي عليه السلام قال : رحمه الله ونما الخبر إلى معاوية فقال : قبح الله اللجاج انه لعقور ، ما ركبته قط الا خذلت !
فقال عمرو بن العاص : المخذول والله اللخميان والمغرور من غررته ، لا أنت المخذول .
قال : اسكت ايها الرجل ، فليس هذا من شأنك !
قال : وان لم يكن رحم الله اللخميين ، ولا أراه يفعل !
قال ذلك والله اضيق لحجتك واخسر لصفقتك .
قال قد علمت ذلك ولو لا مصر وولايتها لركبت المنجاة منها ، فأني اعلم ان علي بن أبي طالب على الحق ، واننا على ضده !
فقال معاوية : مصر والله اعمتك ولولا مصر لالفيتك بصيرا !
ثم ضحك معاوية ضحكا ذهب به كل مذهب ، قال : مم تضحك يا امير المؤمنين اضحك الله سنك ؟
قال : اضحك من حضور ذهنك يوم بارزت عليا وابدائك سوأتك ! أما والله يا عمرو لقد واقعت المنايا ورأيت الموت عيانا ، ولوشاء لقتلك ، ولكن ابي ابن أبي طالب في قتلك الا تكرما !
فقال عمرو : اما والله اني لعن يمينك حين دعاك إلى البراز فأحولت عيناك ، وبدأ سحرك وبدأ منك ما اكره ذكره لك من نفسك ، فاضحك اودع ( انتهى بالحرف )
وذكره البيهقي بنحو هذا في المحاسن والمساوي ، وذكر أهل السير ان عمروا قال لابنه عبد الله يوم صفين : أي عبد الله انظر أين ترى عليا ؟
قال : أراه في تلك الكتيبة القتماء .
قال : لله در ابن عمر وابن مالك .
فقال له : أي ابت فما يمنعك اذ غبطتهم ان اترجع ؟
فقال : يا بني انا ابو عبد الله اذا حككت قرحة ادميتها .
تنبيه :
أخرج ابن عدي عن أبي سعيد مرفوعا : اذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه !
وأخرجه العقيلي عن الحسن بلفظ اذا رأيتم معاوية على المنبر فاقتلوه .
ورواه سفيان بن محمد عن منصور بن سلمة ، عن سليمان بن بلال ، عن جعفر بن محمد ، عن ابيه ، عن جابر مرفوعا به .
قالوا هذا الحديث موضوع ، لان في رجال اسانيده من لايقبل ، ومن هو متهم ، وقالوا لايصح من جهة المعنى أيضا ، لان الامة رأوا معاوية يخطب على منبر النبي صلى الله عليه وآله ولم ينكروا عليه ذلك ، ولا يجوز ان يقال ان الصحابة ارتدت بعد نبيها صلى الله عليه وآله وخالفت امره نعوذ بالله من الخذلان .
هذا قول من قال : بوضع هذا الحديث .
قلت : اما دعوى وضعه من حيث رجال اسانيده وضعفهم ، فليس لنا فيه كلام ، لان القول ما قالوه ، وليسوا بمتهمين في ذلك .
واما دعوى فساده من حيث المعنى فمردودة ، لان عدم الانكار عليه وعدم قتله لايستلزم عصيان من اطلع عليه من الصحابة ، فضلا عن استلزام ارتداده كما زعموا ، بل هم معذورون في عدم قتله لعجز كل منهم عن ذلك ، ولتيقنهم عدم قبوله الحق مهما انكروا عليه باللسان ، بل تخشى منه فتنة عظيمة ، كيف وهم لا يقدرون على أزالة منكر واحد من منكراته التي يرتكبها بمرأى منهم ومسمع ، فضلا عن قدرة أحد منهم على قتله .
فلا لزوم لما ذكروا ولا فساد من جهة المعنى .
على انه لوصح ماذكروه من الاستلزام للزمهم ذلك أيضا بحديث مسلم : اذا بويع لخليفتين فأقتلوا الآخر منهما ، فهذا الحديث كالصريح في الامر بقتل معاوية ، ومؤدى الحديث الذي ذكروا انه موضوع في الامر بقتل واحد ، اذ هو منطبق تماما على معاوية ، فإنه اول من بويع له بالخلافة بالشام والخليفة الحق موجود ، والصحابة معذورون بعدم استطاعتهم ، لانه متحصن بالآلاف المؤلفة من جنود الشام ، الذين لم يفرق كثير منهم بين الجمل والناقة ، والذين يعتقد الكثير منهم - بتغرير معاوية - انه أقرب قريب إلى رسول الله ( ص )
ومن حديث مسلم في هذا المعنى ما أخرجه احمد في مسنده : من قاتل عليا على الخلافة فأقتلوه كائنا من كان .
وانما نبهت على هذا وبينته لاني رأيت كثيرا من أنصار معاوية قاموا وقعدوا وشددوا النكير والسباب والحنق على ناقلي ذلك الحديث ، استعظاما منهم للامر بقتل معاوية ، الذي أمر الله في القرآن بقتاله ، وأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث مسلم بقتله .
وقد اجمع اهل السنة والشيعة على وجوب قتال معاوية علينا لو حضرناه، وان قتله اذ ذاك حسنة ، وفضيلة يثاب فاعلها عليها .
قال ابوحنيفة اتدرون لم يبغضنا أهل الشام ؟ قالوا : لا.
قال : لانا نعتقد ان لوحضرنا عسكر علي بن أبي طالب كرم الله وجهه لكنا نعين عليا على معاوية ، وتقاتل معاوية لاجل علي . فلذلك لايحبوننا!
كذا في التمهيد في بيان التوحيد لابي شكور السلمي . انتهى .
من كتاب ( النصائح الكافية لمن يتولى معاوية ) للحافظ محمد بن عقيل بن يحي الحضرمي :
وقد كابر الشيخ ابن حجر في تطهير الجنان مكابرة عظيمة لاتليق بذوي العلم والانصاف عند ذكره فساد ذلك الحديث من جهة المعنى حتى زعم هناك ان معاوية احتال على سيدنا علي كرم الله وجهه حتى خلع نفسه عن الخلافة بخلع نائبه أبوموسى الاشعري عن الخلافة له عند تحكيمه وتحكيم عمرو بن العاص وزعم أيضا ان الصحابة كلهم اتفقوا على أنه الخليفة الحق وانه لم يطعن عليه أحد من اعدائه فضلا عن اصدقائه بقدح في خلافته بشئ مطلقا هذا كلام ابن حجر سامحه الله نترك الحكم فيه لمن له أدنى اطلاع والمام بالحديث والسير والتاريخ واستغفر الله تعالى لي وله من كل مازل به القلم عن الطريق المستقيم .
ثم نسأل هنا كيف اتفق فقهاء المذاهب الاربعة على جواز تقلد القضاء من السلطان الجائر وكلهم استدل على جواز ذلك بتقلد الصحابة رضى الله عنهم القضاء من معاوية وكتبهم شاهدة بذلك وهذا تصريح منهم بانه جائر غير محق ثم اذا باحثت اليوم أحدا من فقهاء الزمان قلب لك ظهر المجن ونسي ما صرح به أئمة المذاهب من ذلك هل هي الا اغراض نفسية ووساوس وهمية وأقول أيضا انه لم أحذ أحد من المجتهدين بحديث معاوية الذي أخرجه الترمذي وابوداود عنه انه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله من شرب الخمر فأجلدوه فان عاد في الرابعة فأقتلوه لم لم يأخذ به أحد من المجتهدين مع جودة اسناده ماذلك الا لانهم لم يأتمنوا معاوية على حديث رسول الله صلى الله عليه وآله فيما يتعلق بالدماء وهو والله احق ان لا يؤتمن نعم ذكر النووي ان الاجماع دل على نسخ هذا الحديث وأقول من المقرر ان الاجماع لايعارض المنصوص فضلا عن أن ينسخه فأن حقيقة الاجماع عبارة عن آراء مجتمعة من مجتهدي عصر واحد وآراء الرجال ليست من نسخ كلام المعصوم من شئ ولو ذكر مستند الاجماع وكان اقوى من هذا لقلنا انه الناسخ ولكن اين هو فليبد الفقيه ماعنده وليذهب في أي ترهات الطرق شاء للجواب عن هذا نسأل الله الهداية للصواب آمين .
ومن كبار فواقره وعظائم جرائره استخلافه ابنه يزيد السكير الخمير المنابذ لله ورسوله الهاتك الحرمات والمرتكب المخزيات مع انه عالم بحاله مطلع على قبيح افعاله انفق على تمهيد بيعته أموال بيت المال وارتكب من المعاصي لذلك ما يغضب ذا الجلال .
أخرج احمد في مسنده والحاكم في المستدرك عن ابي بكر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله من ولى من أمر المسلمين شيئا فأمر عليه أحدا محاباة فعليه لعنة الله لايقبل الله منه صرفا ولا عدلا حتى يدخله جهنم وأخرج الحاكم في المستدرك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله من أستعمل رجلا من عصابة وفيهم من هو ارضى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين وأخرج البخاري في صحيحه عن معقل عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال ما من وآل يلي رعية من المسلمين فيموت وهو غاش لهم الاحزم الله عليه الجنة فهل يبقى بعد سماع هذا لذي ايمان ان يصدق بما جاء به من لاينطق عن الهوى شك في استحقاقه لعنة الله وان لا يقبل منه صرفا ولا عدلا حتى يدخله جهنم وانه خان الله ورسوله والمؤمنين وانه مات غاشا للامة بيزيد ام هناك تأويل يحاول به انصاره رد الحديث الصحيح او تضعيفه اللهم غفرانك .
ربما يدعي مدع انه مجتهد رأى سكيره الرجس النجس اولى اهل زمانه بالامامة وارضى لله منهم ولا جواب عن هذا الا الاستعاذة بالله من شر هذا المدعي المكابر والاشفاق عليه ان يمقته الله ويلحقه بذينك الطاغيتين وهل منع الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه عن ابقاء معاوية عاملا عن الشام حتى يستتب له الامر كما اشار به عليه المغيرة بن شعبة الا الفرار من هذا الوعيد وان كان الرأي السياسي يقتضي ابقاءه على زعم كثيرين وقد استشهد كرم الله وجهه بقوله تعالى واما كنت متخذ المضلين عضدا كيف تسمع هذه الدعوة ومعاوية نفسه مقر ببطلانها فانه قال وهويخطب بكمة ولولا هواي في يزيد ابصرت قصدي قال ابن حجر الهيثمي فيه غاية التسجيل على نفسه بأن مزيد محبته ليزيد اعمت عليه طريق الهدى واوقعت الناس بعده مع ذلك الفاسق المارق في الردى ( انتهى )
ولربما يظهر مشاغب آخر ويقول لعله تاب ورجع والتائب من الذنب كمن لاذنب له فنقول ان التوبة لا تتحقق ولا تصح الا بالاقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم علي ان لايعود اليه كما قال الله تعالى والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعملون وكل هذه الثلاثة منتفية في معاوية فأنه اكره المسلمين على البيعة ليزيد واصر على ذلك إلى آخر نفس من انفاسه كيف ووصاياه ليزيد وتعاليمه شاهدة عليه بأصراره وعدم مبالاته .
نقل ابو جعفر الطبري في تاريخه وابن الاثير في الكامل والبيهقي في المحاسن والمساوي وغيرهم ان معاوية قال : ليزيد ان لك من أهل المدينة ليوما فان فعلوا فارمهم بمسلم بن عقبة ( هوالذي سمي مسرفا ومجرما ) فأنه رجل قد عرفت نصيحته ( انتهى )
عرف معاوية ان مسلما لا دين له فأمر يزيد ان يرمي به أهل المدينة وقد فعل يزيد ماأمره به ابوه وفعل مسلم بأهل المدينة ما اريد منه حيث قال له يزيد يامسلم لاتردن اهل الشام عن شئ يريدون بعدوهم فسار بجيوشه من أهل الشام عن شئ يريدون بعدوهم فسار بجيوشه من أهل الشام فأخاف المدينة واستباحها ثلاثة ايام بكل قبيح وافتضت فيها نحو ثلثمائة بكر وولدت فيها اكثر من الف امرأة من غير زوج وسماها تننة وقد سماها رسول الله صلى الله عليه وآله طيبة وقتل فيها من قريش والانصار والصحابة وابنائهم نحو من الف وسبعمائة وقتل اكثر من اربعة آلاف من سائر الناس وبايع المسلمين على انهم عبيد ليزيد ومن ابى ذلك امره مسلم على السيف إلى غبر ذلك من المنكرات قال : المحدث الفقيه ابن قتيبة رحمه الله في كتاب م ة والسياسة والبيهقي في المحاسن والمساويي واللفظ للاول قال :
ابومعشر دخل رجل من أهل الشام على امرأة نفساء من نساء الانصار ومعها صبي لها فقال لها هل من مال قالت لا والله ما تركوا لي شيئا فقال:
والله لتخرجن الي شيئا او لاقتلنك وصبيك هذا فقالت له ويحك انه ولد أبي كبشة الانصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله ولقد بايعت رسول الله صلى الله عليه وآله معه يوم بيعة الشجرة على ان لا أسرق ولا أزني ولا اقتل ولدي ولا آتي ببهتان افتريه فما اتيت شيئا فأتق الله ثم قالت لا يابني والله لو كان عندي شئ لافتديك به قال فأخذ برجل الصبي والثدي في فمه فجذبه من حجرها فضرب به الحائط فانتشر دماغه في الارض قال فلم يخرج من البيت حتى اسود نصف وجهه وصار مثلا وامثال هذه من أهل الشام ومن مسلم نفسه كثيرة فمسلم في هذا كله منفذ لامر يزيد ويزيد منفذ لامر معاوية فكل هذه الدماء وكل هذه المنكرات الموبقات ودم الحسين عليه السلام ومن معه في عنق معاوية اولا ثم في عنق يزيد ثانيا ثم في عنق مسلم وابن زياد ثالثا افبعد هذا يتصور ان يقال لعله تاب ورجع كلا والله ولقد صدق من قال : ابقى لنا معاوية في كل عصر فئة باغية فهاهم اشياعه وانصاره إلى يومنا هذا يقلبون الحقائق ويلبسون الحق بالباطل من يرد الله فتنته فلن تمك له من الله شيئا أخرج مسلم في صحيحه من أخاف أهل المدينة ظلما اخافه الله وعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين . والحمد لله رب العالمين
   dr. Sajid Sharif Atiya  سجاد الشمري 
sajidshamre@hotmail.com
المصادر
1 - كتاب النصائح الكافية لمن يتولى معاوية للحافظ محمد بن عقيل بن يحي الحضرمي
2- مروج الذهب - للمسعودي
3 - عبد البر – الاستيعاب
4- الشيخ ابن حجر كتابيه الصواعق المحرقة وتطهير الجنان
5 – ابو فرج الاصفهاني
6 - ابو جعفر الطبري في تاريخه وابن الاثير في الكامل والبيهقي في المحاسن والمساوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق