قائمة المدونات التي اتابعها

الاثنين، 11 فبراير 2013

ماهي الكلالة دليها والخلاف والاراء فيها



بسم الله الرحمن الرحيم

ماهي الكلالة والخلاف فيها


لو مات رجل عن كلالة وترك مال مقداره ( 2 ) مليون دولار . علماً إنه ترك وصية . ويكون الجواب وفق الاحتمالات التالية :

ـ لو كان له من الورثة أخ وأخت غير شقيقين من أم.
 او ـ لو كان له من الورثة أربعة أخوات وأختين غير أشقاء.
او ـ أخت شقيقة .  او ـ ثلاث أخوات شقيقات .

فـ (اخ واخت غير شقيقين من ام ) فلهما الثلثان للذكر ضعف الانثى, بعد اخراج الوصية والباقي يرد قرابةً.
- الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ للاربعة الاخوات من الاب والام والثلث الباقي للاختين غبر الاشقاء للذكر ضعف الانثى. بعد إخراج الوصية.
ـ فلها نِصْفُ مَا تَرَكَ والباقي يرد قرابة, بعد اخراج الوصية.
ـ الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ والباقي يرد عليهن قرابةً, بعد إخراج الوصية.

توضيح ودليل الكلالة

وهي آخر آية نزلت هي آية الكلالة، أي الورثة من الأقرباء غير المباشرين، وهي الآية 176 من سورة النساء .

يَسْتَفْتُونَكَ قُلْ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنْ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالاً وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (176  النساء)

.... منها بيان حكم مجمع عليه كما في قراءة سعد بن أبي وقاص [17، ج8 ص60-62]

 في قوله تعالى: "وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ" [النساء: 12] قرأها (وله أخ أو أخت من أم) بزيادة لفظ ((من أم)) التي دلت على أن المقصود بالأخوات هنا للأم فقط وعليه أجمع العلماء [32، ص82].  

ومنها ...يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة (النساء : 176) نزلت في جابر بن عبدالله الأنصاري. وهو المستفتي.

مصيبة الكلالة أكبر من مصيبة الربا

   وذات يوم ، لم يعرف الخليفة معنى الكلالة واستعصى عليه فهمها وداخ فيها !
فقال إنها آخر آية نزلت وتوفي النبي’ولم يبينها له ، أو بينها له بياناً ناقصاً ! روى بخاري:5/115:

(عن البراء قال: آخر سورة نزلت كاملة براءة ، وآخر آية نزلت خاتمة سورة النساء:
يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ.. ونحوه:5/185. وفي الإتقان: 1/101:

 (فروى الشيخان عن البراء بن عازب قال: آخر آية نزلت: يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ، وآخر سورة نزلت براءة ).
ونحوه أحمد:4/298.
ومن يومها دخلت آية الكلالة على الخط !

وصار ختام ما نزل مردداً بين آيات الربا والكلالة ، والمائدة وإكمال الدين!

   وقد راجعت ما تيسر لي من مصادرهم في الربا والكلالة (1) ، فهالتني مشكلة الخليفة معهما وخاصةً الكلالة ، حتى أنه جعلها قضية هامة على مستوى قضايا الأمة الكبرى، وكان يطرحها على المنبر حتى آخر أيامه ويوصي المسلمين بحلها !

وهو أمر غريب يدل على شعوره العميق بالحرج أمام المسلمين لعدم تمكنه من استيعابها !

   ففي صحيح بخاري:6/242:

(عن ابن عمر قال: خطب عمر على منبر رسول الله فقال: إنه قد نزل تحريم الخمر وهي من خمسة أشياء: العنب والتمر والحنطة والشعير والعسل . والخمر ما خامر العقل .

 وثلاث وددت أن رسول الله(ص) لم يفارقنا حتى يعهد إلينا عهداً: الجد ، والكلالة ، وأبواب من أبواب الربا).
ومسلم في:2/81 ، بتفصيل ، ونحوه في:5/61 و8/245 ، ورواه ابن ماجة في:2/910  وفي الدر المنثور:2/249:

وأخرج عبد الرزاق ، والبخاري ، ومسلم ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن عمر..الخ.

ويدل هذا الصحيح المؤكد على أن عمر لم يسأل النبي’عن الكلالة، وصرح به الحاكم وصححه:2/303 ، أن عمر قال:

 ( لأن أكون سألت رسول الله عن ثلاثٍ أحب إلي من حمر النعم: عن الخليفة بعده ، وعن قوم قالوا نقرُّ بالزكاة في أموالنا ولا نؤديها إليك أيحل قتالهم ، وعن الكلالة).

   لكن صحيح مسلم المؤكد أيضاً روى قول عمر إنه سأل النبي’ عنها مراراً !

قال مسلم في:5/61:
(أن عمر بن الخطاب خطب يوم جمعة فذكر نبي الله وذكر أبا بكر ثم قال: إني لا أدع بعدي شيئاً أهم عندي من الكلالة ! ما راجعت رسول الله(ص)في شئ ما راجعته في الكلالة ، وما أغلظ لي في شئ ما أغلظ لي فيه، حتى طعن بإصبعه في صدري وقال:

يا عمر ألا تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء؟!

 وإني إن أعش أقض فيها بقضية يقضي بها من يقرأ القرآن ومن لايقرأ القرآن).انتهى.

فقد سأل النبي’عنها مراراً فوضحها له لكنه كرر سؤاله حتى غضب عليه النبي’لعدم فهمه لشرحه!

ويدل الصحيحان التاليان على أن النبي ص, أخبره أنه لن يفهم الكلالة طول عمره أو دعا عليه بذلك !

 ففي الدر المنثور:2/250: (وأخرج العدني والبزار في مسنديهما ، وأبو الشيخ في الفرائض ، بسند صحيح عن حذيفة قال:

 نزلت آية الكلالة على النبي في مسيرٍ له فوقف النبي(ص) فإذا هو بحذيفة فلقَّاها إياه ، فنظر حذيفة فإذا عمر فلقَّاها إياه ، فلما كان في خلافة عمر نظر عمر في الكلالة فدعا حذيفة فسأله عنها فقال حذيفة:
 لقد لقَّانيها رسول الله فلقَّيتك كما لقَّاني، والله لا أزيدك على ذلك شيئاً أبداً).
وفي كنز العمال:11/80  أن عمر سأل رسول الله:
كيف يورث الكلالة؟
قال: أو ليس قد بين الله ذلك ثم قرأ: وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ ، فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ .

فكأن عمر لم يفهم فأنزل الله:يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالاً وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللهُ بِكُلِّ شَئٍْ عَلِيمٌ ، فكأن عمر لم يفهم فقال لحفصة:

 إذا رأيت من رسول الله طيب نفس فاسأليه عنها !  فقال:

 أبوك ذكر لك هذا؟ ما أرى أباك يعلمها أبداً ! فكان يقول:  

ما أراني أعلمها أبداً ، وقد قال رسول الله (ص) ما قال ! وذكر صحة الحديث .

بل روى في الدر المنثور:2/249:
 أن النبي’قد كتبها لعمر في كتف، أي جلد معد للكتابة ! قال:
(وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن مردويه عن طاوس ، أن عمر أمر حفصة أن تسأل النبي عن الكلالة فسألته فأملاها عليها في كتف وقال: من أمرك بهذا أعمر، ما أراه يقيمها أوما تكفيه آية الصيف؟! قال سفيان: وآية الصيف التي في النساء: وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ.. فلما سألوا رسول الله نزلت الآية التي في خاتمة النساء).

كما رووا أن عمر ألف في الكلالة كتاباً ، ثم مزقه !

   فتأمل هذه التناقضات الصحيحة السند في حديث عمر والكلالة !

والمسائل الثلاث التي قال بخاري لم يبينها النبي’للأمة ولا سأل عمر عنها النبي’، كيف رووا أن النبي’كتبها لعمر !
dr. Sajid Sharif Atiya  اعداد  سجاد الشمري  sajidshamre@hotmail.com
المصادر ....
1-        تفسير آيات الغدير الثلاث // مركز المصطفى للدراسات الإسلامية
2-        صحيح البخاري
3-        الدر المنثور
4-        مكتبة فاعلون الثقافية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق