قائمة المدونات التي اتابعها

الخميس، 21 فبراير 2013

التربية الخلقية سياسياً اقتصادياً اجتماعياً


بسم الله الرحمن الرحيم

العولمة وتأثيراها على التربية الخلقية سياسياً اقتصادياً اجتماعياً

       مهما كان التوجه للعولمة سياسياً أم اقتصادياً أو اجتماعياً أو ثقافياً وفكرياً، فلها التأثير الكبير في التربية الخلقية، وإيجاز ذلك على النحو التالي: -

الأول : التوجه السياسي 

       التوجه السياسي للعولمة هو الذي يسير بالعالم لأن يكون مسيراً بقوة أحادية، وذلك نتيجة لانهيار الاتحاد السوفيتي الذي يشكل القطب الثاني في القوى العالمية، فكان العالم إلى حد قريب يعيش متوازن بين قطبين. وأما اليوم فهو باتجاه سيادة القطب الواحد، وهي القوة التي تكون لها السيطرة في العالم ، ومن خلال تأثير التوجه السياسي على التربية الخلقية، فيمكن التعبير عنه كتالي:-

-  سلوك المجتمعات وأخلاقها تتأثر كثيراً بالقرار السياسي وضوابط الدول.

- التوجه السياسي للعولمة يسعى إلى تحقيق ما يسمى بـ (الحرية) فمعناه أن هناك الكثير من السلوك المنحرف هو في تلك النظم الدولية يعد أمراً طبيعياً لا اعتراض عليه.

- العولمة السياسية تسعى لفرض ما يسمى بـ (الديمقراطية) على دول العالم. 

- الهيمنة السياسية، فالعولمة السياسية هي في حقيقتها قهر للشعوب المستضعفة وإذلال لها مما قد يكون السبب في إيجاد أنواع من الانحراف الأخلاقي كردة فعل لذلك القهر والإذلال.

- توجيه السياسات لمناهج التربية والتعليم، فإن المناهج التربوية في كل أمة لها الأثر البالغ في صياغة أخلاق الأفراد وسلوكهم , كثقافة التكفير وزرع روح العداء في المدارس وخصوصا الدينية .

       والإسلام بسياسته -بالأصل- ذات توجه عالمي، وفي توجه الاسلام هذا جاء بالسعادة الحقة للبشرية، فجاء بالوجه المشرق للديمقراطية قبل أن تعرفها النظم البشرية، فالسياسة الإسلامية لها طابع كبير في التربية الخلقية للفرد، وعلى سبيل المثال لا الحصر بالجوانب الآتية:-

1-        فلقد جاء الإسلام بالأخلاق الفاضلة للراعي والرعية

2-        ويُعلِّم الشعب أخلاق كيفية الانقياد والتبعية التي تعود في مصلحة الأمة، كما في قوله (صلى الله عليه واله وسلم): (( على المرء المسلم السمع والطاعة، فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية، فإن أمر بمعصية، فلا سمع ولا طاعة )).


3-        وغرس بين الراعي والرعية المحبة، لقوله (صلى الله عليه واله وسلم): ((خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم)).

4-        محاربة الفساد الناتج من الراعي أو الرعية.


5-        وجود منظومة ومؤهلات وتقنين الشرع بضوابط كاملة للسياسة. 

الثاني : التوجه الاقتصادي

           العولمة الاقتصادية تؤثر في التربية الخلقية من عدة جوانب فمنها:-

1-        إن السلعة ليست هي تتحرك وحدها بين الدول، بل متحركة معها الثقافة السلوكية، فتنتقل الأخلاق من بلد إلى للاخر.

2-        الدعاية التجارية وما تحمله من السلوكيات والأخلاق تتركز في الغالب على الشهوات.


3-        ما تحمله السلع نفسها من صور الشعارات والعبارات.

4-        أخلاق من قام بترويج تلك السلع وبيعها بالأسواق العالمية.


5-        الاقتصاد المحرم شرعاً، فله رواجاً في العولمة الاقتصادية بكثرة. 

الثالث : التوجه الاجتماعي 

     العولمة الاجتماعية لها التأثير الكبير في التربية الخلقية من عدة جوانب فمنها:-

1-        محاولة هدم كيان الأسرة، وعدم التركيز على الرابط الصحيح بين اركانها وهم الأب والأم.

2-        عدم وجود التوجيهات الكافية للأب برعاية الأبناء خلقياً.

3-        عدم وجود التوجيهات الملائمة للأم في رعاية الأبناء خلقياً.

4-        عدم وجود التوجيهات الملائمة للأبناء في علاقتهم بالأباء وبقية الأفراد للأسرة.

5-        العلاقات الاجتماعية في عصر العولمة تقوم بالأساس على المصالح الدنيوية المادية .   

الرابع : التوجه الثقافي والفكري

       إن العولمة الثقافية والفكر تؤثر في التربية الخلقية من عدة جوانب فمنها:-

1-  هناك كم هائل من المعارف والمعلومات والسلوكيات يتم إنتاجه بصفة دائمة ومستمرة كل يوم، بل كل دقيقة ولحظة.

2-  القدرة الفائقة لنقل المعلومات وتداولها، قدرة تتجاوز الحدود والبيوت وكل الحواجز المتوقعة، الأمر الذي يعني في الحقيقة هو إضعاف سلطة وسيادة الدولة على حدودها.

3-  الغرب هو المنتج للمعلومات بالدرجة الأولى، فهو منتج تقنية المعلومات، فيقدر أن 80% من المعلومات التي تتداولها وسائل الإعلام في العالم الإسلامي هي منتج في الغرب، لذا نحن نقرأ واقعنا العربي والإسلامي وواقع العالم من حولنا بعين أوروبية غربية في حدود 80%.

4-  عولمة الثقافة خدمتها ثورة الاتصالات المعتمدة على الإلكترون، فهو قادر على النفاذ للأي مكان، ولا يمكن إخضاع حركته أو إخضاعه لرقابة من أي نوع كانت، وليس عابراً للقارات والحدود فحسب، وإنما يخترق الجدران للبيوت، وبالتالي يصل إلى مجالسهم ومخادعهم. ولهذا قال رئيس المخابرات الأمريكي (جون دايت) سنة 1996م: (أن الإليكترون أصبح الآن هو السلاح الأمثل لإصابة الهدف بدقة بالغة).
dr. Sajid Sharif Atiya  سجاد الشمري
sajidshamre@hotmail.com

هناك تعليق واحد: