قائمة المدونات التي اتابعها

الاثنين، 11 فبراير 2013

الزرقاء بنت عدي و أم الخير بنت الحريش البارقية وسودة بنت عمارة وبكارة الهلالية

بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة الزرقاء بنت عدي و أم الخير بنت الحريش البارقية وسودة بنت عمارة وبكارة الهلالية

كلام الزرقاء بنت عدي

وقال عيسى بن مهران حدثني العباس بن بكار قال حدثني محمد بن عبيد الله عن الشعبي قال وحدثني أبو بكر الهذلي عن الزهري قال حدثني جماعة من بني أمية ممن كان يسمر مع معاوية وذكر أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن عبد ربه بن القاسم بن يحيى بن مقدم قال أخبرني محمد بن فضل المكي الضبي قال أخبرنا محمد الشافعي صاحب الري عن أبيه محمد بن إبراهيم عن خالد بن الوليد المخزومي عن سعد بن حذافة الجمحي قال سمر معاوية ليلة فذكر الزرقاء بنت عدي بن غالب بن قيس امرأة كانت من أهل الكوفة وكانت ممن يعين علياً عليه السلام يوم صفين.

 فقال لأصحابه أيكم يحفظ كلام الزرقاء.

 فقال القوم كلنا نحفظه يا أمير المؤمنين.

 قال فما تشيرون عليّ فيها.

 قالوا نشير عليك بقتلها.

 قال بئس ما أشرتم عليّ به أيحسن بمثلي أن يتحدث الناس أني قتلت امرأة بعدما ملكت وصار الأمر لي ثم دعا كاتبه في الليل فكتب إلى عامله في الكوفة أن أوفد إلى الزرقاء ابنة عدي مع ثقة من محرمها وعدة من فرسان قومها ومهدها وطاء ليناً واسترها بسترٍ حصيف فلما ورد عليه الكتاب ركب إليها فأقرأها الكتاب.

 فقالت أما أنا فغير زائغة عن طاعة وإن كان أمير المؤمنين جعل المشيئة إليّ لم أرم من بلدي هذا وإن كان حكم الأمر فالطاعة له أولى بي فحملها في هودج وجعل غشاءه حبراً مبطناً بعصب اليمن ثم أحسن صحبتها وفي حديث المقدمي فحملها في عمارية جعل غشاءها خزاً أدكن مبطناً بقوهى فلما قدمت على معاوية.

 قال لها مرحباً وأهلاً خير مقدم قدمه وافد كيف حالك يا خالة وكيف رأيت مسيرك.

 قالت خير مسير كأني كنت ربيبة بيت أو طفلاً ممهداً.

 قال بذلك أمرتهم فهل تعلمين لم بعثت إليك.

 قالت سبحان الله أنّى لي بعلم ما لم أعلم وهل يعلم ما في القلوب إلا الله.

 قال بعثت إليك أن أسألك ألست راكبة الجمل الأحمر يوم صفين بين الصفين توقدين الحرب وتحضين على القتال فما حملك على ذلك.

 قالت يا أمير المؤمنين أنه قد مات الرأس وبتر الذنب والدهر ذو غير ومن تفكر أبصر والأمر يحدث بعده الأمر.

 قال لها صدقت فهل تحفظين كلامك يوم صفين.

 قالت ما أحفظه.

 قال ولكني والله أحفظه لله أبوك لقد سمعتك تقولين أيها الناس إنكم في فتنة غشتكم جلابيب الظلم وجارت بكم عن قصد المحجة فيالها من فتنة عمياء صماء يسمع لقائلها ولا ينظار لسائقها أيها الناس إن المصباح لا يضيء في الشمس وإن الكوكب لا يقد في القمر وإن البغل لا يسبق الفرس وإن الزف لا يوازن الحجر ولا يقطع الحديد إلا الحديد إلا من استرشدنا أرشدناه ومن استخبرنا أخبرناه إن الحق كان يطلب ضالته فأصابها فصبراً يا معشر المهاجرين والأنصار فكان قد اندمل شعب الشتات والتأمت كلمة العدل وغلب الحق باطله فلا يعجلن أحد فيقول كيف وأنّى ليقضي الله أمراً كان مفعولاً إلا إن خضاب النساء الحناء وخضاب الرجال الدماء والصبر خيرٌ في الأمور عواقباً أيها إلى الحرب قدماً غير ناكصين فهذا يومٌ له ما بعده ثم قال معاوية والله يا زرقاء لقد شركت علياً عليه السلام في كل دم سفكه.

 فقالت أحسن الله بشارتك يا أمير المؤمنين وأدام سلامتك مثلك من بشر بخير وسر جليسه.

 قال لها وقد سرك ذلك.

 قالت نعم والله لقد سرني قولك فإني بتصديق الفعل.

 فقال معاوية والله لوفاءكم له بعد موته أحب إليّ من حبكم له في حياته أذكري حاجتك.

 قالت يا أمير المؤمنين إني قد آليت على نفسي أن لا أسأل أميراً أعنت عليه شيئاً أبداً ومثلك أعطى عن غير مسألة وجاد عن غير طلب.

 قال صدقت فاقطعها ضيعة أغلتها في أول سنة عشرة آلاف درهم وأحسن صفدها وردها والذين معها مكرمين.

       كلام أم الخير بنت الحريش البارقية

حدثني عبد الله بن سعد قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله المقدمي قال أخبرنا محمد بن الفضل المكي قال أخبرنا إبراهيم بن محمد الشافعي عن خالد بن الوليد المخزومي عن سعد بن حذافة الجمحي وحدثونيه عن العباس بن بكار عن عبيد الله بن عمر الغساني عن الشعبي.

 قال كتب معاوية إلى واليه بالكوفة أن أوفد علي أم الخير بنت الحريش بن سراقة البارقية رحلة محمودة الصحبة غير مذمومة العاقبة واعلم أني مجازيك بقولها فيك بالخير خيراً وبالشر شراً فلما ورد عليه الكتاب ركب إليها فأقرأها إياه.

 فقالت أم الخير أما أنا فغير زائغة عن طاعة ولا معتلة بكذب ولقد كنت أحب لقاء أمير المؤمنين لأمور تختلج في صدري تجري مجرى النفس يغلي بها غلي المرجل بحب البلسن يوقد بجزل السمر فلما حملها وأراد مفارقتها .

قال يا أم الخير إن معاوية قد ضمن لي عليه أن يقبل بقولك في بالخير خيراً وبالشر شراً فانظري كيف تكونين.

 قالت يا هذا لا يطعمك والله برك بي في تزويقي الباطل ولا يؤسنك معرفتك إياي أن أقول فيك غير الحق فسارت خير مسير فلما قدمت على معاوية أنزلها مع الحرم ثلاثاً ثم أذن لها في اليوم الرابع وجمع لها الناس فدخلت عليه.

 فقالت السلام عليك يا أمير المؤمنين.

 فقال وعليك السلام وبالرغم والله منك دعوتني بهذا الاسم.

 فقالت مه يا هذا فإن بديهة السلطان مدحضة لما يجب علمه.

 قال صدقت يا خالة وكيف رأيت مسيرك.

 قالت لم أزل في عافية وسلامة حتى أوفدت إلى ملك جزل وعطاء بذل فأنا في عيشٍ أنيق عند ملكٍ رفيق.

 فقال معاوية بحسن نيتي ظفرت بكم وأعنت عليكم.

 قالت مه يا هذا لك والله من دحض المقال ما تردى عاقبته.

 قال ليس لهذا أردناك.

 قالت إنما أجري في ميدانك إذا أجريت شيئاً أجريته فاسأل عما بدا لك.

 قال كيف كان كلامك يوم قتل عمار بن ياسر.

 قالت لم أكن والله رويته قبل ولا زورته بعد وإنما كانت كلمات نفثهن لساني حين الصدمة فإن شئت أن أحدث لك مقالاً غير ذلك فعلت.

 قال لا أشاء ذلك ثم التفت إلى أصحابه فقال أيكم حفظ كلام أم الخير.

 قال رجل من القوم أنا أحفظه يا أمير المؤمنين كحفظي سورة الحمد.

 قال هاته.

 قال نعم كأني بها يا أمير المؤمنين وعليها برد زيبدي كثيف الحاشية وهي على جمل أرمك وقد أحيط حولها حواء وبيدها سوط منتشر الضفر وهي كالفحل يهدر في شقشقته تقول يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيءٌ عظيم إن الله قد أوضح الحق وأبان الدليل ونوّر السبيل ورفع العلم فلم يدعكم في عمياء مبهمة ولا سوداء مدلهمة فإلى أين تريدون رحمكم الله أفراراً عن أمير المؤمنين أن فراراً من الزحف أم رغبة عن الإسلام أم ارتداداً عن الحق أما سمعتم الله عز وجل يقول ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم ثم رفعت رأسها إلى السماء وهي تقول اللهم قد عيل الصبر وضعف اليقين وانتشر الرعب وبيدك يا رب أزمَّة القلوب فاجمع إليه الكلمة على التقوى وألف القلوب على الهدى واردد الحق إلى أهله هلموا رحمكم الله إلى الإمام العادل والوصي الوفي والصديق الأكبر إنها إحن بدرية وأحقاد جاهلية وضغائن أحدية وثب بها معاوية حين الغفلة ليدرك بها ثارات بني عبد شمس ثم قالت قاتلوا أئمة الكفر إنهم لا إيمان لهم لعلهم ينتهون صبراً معشر الأنصار والمهاجرين قاتلوا على بصيرة من ربكم وثبات من دينكم وكأني بكم غداً لقد لقيتم أهل الشام كحمر مستنفرة لا تدري أين يسلك بها من فجاج الأرض باعوا الآخرة بالدنيا واشتروا الضلالة بالهدى وباعوا البصيرة بالعمى عما قليل ليصبحن نادمين حتى تحل بهم الندامة فيطلبون الإقالة إنه والله من ضل عن الحق وقع في الباطل ومن لم يسكن الجنة نزل النار أيها الناس إن الأكياس استقصروا عمر الدنيا فرفضوها واستبطأوا مدة الآخرة فسعوا لها والله أيها الناس لولا أن تبطل الحقوق وتعطل الحدود ويظهر الظالمون وتقوى كلمة الشيطان لما اخترنا ورود المنايا على خفض العيش وطيبه فإلى أين تريدون رحمكم الله عن ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم لى الله عليه وزوج ابنته وأبي ابنيه خلق من طينته وتفرع من نبعته وخصه بسره وجعله باب مدينته وعلم المسلمين وأبان ببغضه المنافقين فلم يزل كذلك يؤيده الله عز وجل بمعونته ويمضي على سنن استقامته لا يعرج لراحة الدأب ها هو مفلق الهام ومكسر الأصنام إذ صلى والناس مشركون وأطاع والناس مرتابون فلم يزل كذلك حتى قتل مبارزي بدر وأفنى أهل أحد وفرق جمع هوازن فيا لها من وقائع زرعت في قلوب قوم نفاقاً وردة وشقاقاً قد اجتهدت في القول وبالغت في النصيحة وبالله التوفيق وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

 فقال معاوية والله يا أم الخير ما أردت بهذا الكلام إلا قتلي والله لو قتلتك ما حرجت في ذلك.

 قالت والله ما يسوءني يا ابن هند أن يجري الله ذلك على يدي من يسعدني الله بشقائه.

 قال هيهات يا كثيرة الفضول ما تقولين في عثمان بن عفان.

 قالت وما عسيت أن أقول فيه استخلفه الناس وهم له كارهون وقتلوه وهم راضون.

 فقال معاوية أيها يا أم الخير هذا والله أصلك الذي تبنين عليه.

 قالت لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيداً ما أردت لعثمان نقصاً ولكن كان سباقاً إلى الخيرات وإنه لرفيع الدرجة.

 قال فما تقولين في طلحة بن عبيد الله.

 قالت وما عسى أن أقول في طلحة اغتيل من مأمنه وأوتي من حيث لم يحذر وقد وعده رسول الله صلى الله عليه وسلم لى الله عليه الجنة.

 قال فما تقولين في الزبير.

 قالت يا هذا لا تدعني كرجيع الصبيغ يعرك في المركن.

 قال حقاً لتقولن ذلك وقد عزمت عليك.

 قالت وما عسيت أن أقول في الزبير ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حواريه وقد شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنة ولقد كان سباقاً إلى كل مكرمة في الإسلام وإني أسألك بحق الله يا معاوية فإن قريشاً تحدث أنك أحملها فأنا أسألك بأن تسعني بفضل حلمك وأن تعفيني من هذه المسائل وامض لما شئت من غيرها.

 قال نعم وكرامة قد أعفيتك وردها مكرمة إلى بلدها. فلم يزل كذلك حتى قتل مبارزي بدر وأفنى أهل أحد وفرق جمع هوازن فيا لها من وقائع زرعت في قلوب قوم نفاقاً وردة وشقاقاً قد اجتهدت في القول وبالغت في النصيحة وبالله التوفيق وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

      كلام بكارة الهلالية

حدثني عبد الله بن عمرو قراءة من كتابه عليّ قال حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن المفضل قال حدثنا إبراهيم بن محمد الشافعي عن محمد بن إبراهيم عن خالد بن الوليد عمن سمعه من حذافة الجمحي قال دخلت بكارة الهلالية على معاوية بن أبي سفيان بعد أن كبرت سنها ودق عظمها ومعها خادمان لها وهي متكئة عليهما وبيدها عكاز فسلمت على معاوية بالخلافة فأحسن عليها الرد وأذن لها في الجلوس وكان عنده مروان بن الحكم وعمرو بن العاص فابتدأ مروان فقال أما تعرف هذه يا أمير المؤمنين قال ومن هي قال هي التي كانت تعين علينا يوم صفين وهي القائلة:

يا زيد دونك فاستثر من دارنا ... سيفاً حساماً في التراب دفيناً
قد كان مذخوراً لكل عظيمة ... فاليوم أبرزه الزمان مصوناً
فقال عمرو بن العاص وهي القائلة يا أمير المؤمنين:
أترى ابن هند للخلافة مالكاً ... هيهات ذاك وما أراد بعيد
منتك نفسك في الخلاء ضلالة ... أغراك عمرو للشقاء وسعيد
فارجع بأنكد طائر بنحوسها ... لاقت علياً أسعد وسعود

فقال سعيد يا أمير المؤمنين وهي القائلة:

قد كنت آمل أن أموت ولا أرى ... فوق المنابر من أمية خاطباً
فالله أخر مدتي فتطاولت ... حتى رأيت من الزمان عجائبا
في كل يوم لا يزال خطيبهم ... وسط الجموع لآل أحمد عائباً

ثم سكت القوم.

 فقالت بكارة نبحتني كلابك يا أمير المؤمنين واعتورتني فقصر محجني وكثر عجبي وعشى بصري وأنا والله قائلة ما قالوا لا أدفع ذلك بتكذيب فامض لشأنك فلا خير في العيش بعد أمير المؤمنين.

 فقال معاوية أنه لا يضعك شيء فاذكري حاجتك تُقضى فقضى حوائجها وردها إلى بلدها " وحدثني " عيسى بن مروان قال حدثني محمد بن عبد الله الخزاعي عن الشعبي قال استأذنت بكارة الهلالية على معاوية فأذن لها فدخلت وكانت امرأة قد أسنت وعشيَ بصرها وضعفت قوتها فهي ترعش بين خادمين لها فسلمت ثم جلست.

 فقال معاوية كيف أنت يا خالة.

 قالت. بخير يا أمير المؤمنين.

 قال غيرك الدهر.

 قالت كذلك هو ذو غير من عاش كبر ومن مات قبر ثم ذكر الحديث على ما رواه سعد بن حذافة.

في حديث عبد الله بن عمر ومن قول عمرو وسعيد ومروان ورواية في الحديث قالت ان عشى بصري وقصرت حجتي فأنا قائلة ما قالوا وما خفي عليك أكثر فضحك معاوية وقال ليس بما نعى من برك يا خالة غير عدم مجيئك قالت أمّا الآن فلا.

    كلام سودة بنت عمارة رحمها الله

قال أبو موسى عيسى بن مهران حدثني محمد بن عبيد الله الخزاعي يذكره عن الشعبي ورواه العباس بن بكار عن محمد بن عبيد الله قال استأذنت سودة بنت عمارة بن الأسك الهمدانية على معاوية بن أبي سفيان فأذن لها فلما دخلت عليه .

قالت هيه يا بنت الأسك ألست القائلة يوم صفين:

شمر كفعل أبيك يا ابن عمارة ... يوم الطعان وملتقى الأقران
وانصر علياً والحسين ورهطه ... واقصد لهند وابنها بهوان
إن الإمام أخوالنبي صلى الله عليه وسلم حمد ... علم الهدى ومنارة الإيمان
فقه الحتوف وسر أمام لوائه ... قدماً بأبيض صارم وسنان

قالت أي والله ما مثلي من رغب عن الحق أو اعتذر بالكذب.

 قال لها فما حملك على ذلك.

 قالت حب علي عليه السلام وأتباع الحق.

 قال فوالله ما أرى عليك من أثر علي شيئاً.

 قالت أنشدك الله يا أمير المؤمنين وإعادة ما مضى وتذكار ما قد نسى.

 قال هيهات ما مثل مقام أخيك ينسى وما لقيت من أحد ما لقيت من قومك وأخيك.

 قالت صدق قولك لم يكن أخي ذميم المقام ولا خفي المكان كان والله كقول الخنساء:

وإن صخراً لتأتم الهداة به ... كأنه علم في رأسه نار

قال صدقت لقد كان كذلك.

 فقالت مات الرأس وبتر الذنب وبالله أسأل أمير المؤمنين إعفائي مما استعفيت منه.

 قال قد فعلت فما حاجتك.

 قالت إنك أصبحت للناس سيداً ولأمرهم متقلداً والله سائلك من أمرنا وما افترض عليك من حقنا ولا يزال يقدم علينا من ينوء بعزك ويبطش بسلطانك فيحصدنا حصد السنبل ويدوسنا دوس البقر ويوسمنا الخسيسة ويسلبنا الجليلة هذا بسر بن أرطاة قدم علينا من قبلك فقتل رجالي وأخذ مالي يقول لي فوهى بما استعصم الله منه وألجأ إليه فيه ولولا الطاعة لكان فينا عز ومنعة فأما عزلته عنا فشكرناك وأما لا فعرفناك.

 فقال معاوية أتهدديني بقومك لقد هممت أن أحملك على قتب أشرس فأردك إليه ينفذ فيك حكمه فأطرقت تبكي ثم أنشأت تقول:

صلى الإله على جسم تضمنه ... قبر فأصبح فيه العدل مدفوناً
قد حالف الحق لا يبغي به بدلاً ... فصار بالحق والإيمان مقروناً

قال لها ومن ذلك.

 قالت علي بن أبي طالب عليه السلام.

 قال وما صنع بك حتى صار عندك كذلك.

 قالت قدمت عليه في رجل ولاه صدقتنا قدم علينا من قبله فكان بيني وبينه ما بين الغث والسمين فأتيت علياً عليه السلام لأشكو إليه ما صنع بنا فوجدته قائماً يصلي فلما نظر إليّ انفتل من صلاته ثم قال لي برأفة وتعطف ألك حاجة فأخبرته الخبر فبكى ثم قال اللهم إنك أنت الشاهد عليّ وعليهم أني لم آمرهم بظلم خلقك ولا بترك حقك ثم أخرج من جيبه قطعة جلد كهيئة طرف الجواب فكتب فيها بسم الله الرحمن الرحيم قد جاءتكم بيّنة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين بقية الله خيرٌ لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ إذا قرأت كتابي فاحتفظ بما في يديك من عملنا حتى يقدم عليك من يقبضه منك والسلام فأخذته منه والله ما ختمه بطين ولا خزمه بخزام فقرأته.

 فقال لها معاوية لقد لمظكم ابن أبي طالب الجرأة على السلطان فبطيأ ما تفطمون ثم قال اكتبوا لها برد مالها والعدل عليها.

 قالت إليّ خاص أم لقومي عام.

 قال ما أنت وقومك.

 قالت هي والله أذن الفحشاء واللوم إن لم يكن عدلاً شاملاً وإلاّ فأنا كسائر قومي.

 قال اكتبوا لها ولقومها.
بلاغات النساء- ابن طيفور  dr. Sajid Sharif Atiya  سجاد الشمري   sajidshamre@hotmail.com



هناك تعليق واحد:

  1. قالت وما عسى أن أقول في طلحة اغتيل من مأمنه وأوتي من حيث لم يحذر وقد وعده رسول الله صلى الله عليه وسلم( لى) الله عليه الجنة.

    مابين القوسين خطأ مطبعي واضح .. اتوقع (لله عليه الجنة ) و ليس لى
    مع اني غير مقتنع بان هذه النصوص نصوص اهل السنة لانها نبدو نصوص رافضية


    ردحذف