قائمة المدونات التي اتابعها

الاثنين، 11 فبراير 2013

أروى بنت الحارث بن عبد المطلب حفصة بنت عمر بن الخطاب


بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة حفصة بنت عمر بن الخطاب واروى بنت الحارث بن عبد المطلب رحمة الله عليها

كلام حفصة بنت عمر بن الخطاب

وقال العتبي قالت حفصة بنت عمر بن الخطاب في مرض أبيها عمر يا أبتاه ما يحزنك وفادتك على ربٍ رحيم ولا تبعة لأحد عندك ومعي لك بشارة لا أذيع السر مرتين ونعم الشفيع لك العدل لم تخف على الله عز وجل خشنة عيشتك وعفاف نهمتك وأخذك بأكظام المشركين والمفسدين في الأرض ثم أنشأت تقول:

أكظم الغلة المخالطة القلب ... وأعزى وفي القرآن عزائي
لم تكن بغتة وفاتك وحدا   ... ان ميعاد من ترى للفناء

ووجدت في بعض الكتب أن حفصة بنت عمر رحمه الله خطبت بعد قتل أبيها: الحمد لله الذي لا نظير له والفرد الذي لا شريك له وأما بعد فكل العجب من قومٍ زين الشيطان أفعالهم وارعوى إلى صنيعهم ورب في الفتنة لهم ونصب حبائله لختلهم حتى همّ عدوا الله بإحياء البدعة ونبش الفتنة وتجديد الجور بعد دروسه وإظهاره بعد دثوره وإراقة الدماء وإباحة الحمى وانتهاك محارم الله عز وجل بعد تحصينها فاضرى وهاج وتوغر وثار غضباً ونصرة لدين الله فأخسأ الشيطان ووقم كيده وكفف إرادته وقدع محنته وأصعر خده لسبقه إلى مشايعة أولى الناس بخلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم لى الله عليه الماضي على سنته المقتدي بدينه المقتص لأثره فلم يزل سراجه زاهراً وضوءه لامعاً ونوره ساطعاً له من الأفعال الغرر ومن الآراء المصاص ومن التقدم في طاعة الله اللباب إلى أن قبضه الله إليه قالياً لما خرج منه شانياً لما ترك من أمره شيقاً لمن كان فيه صبا إلى ما صار إليه وائلاً إلى ما دعى إليه عاشقاً لما هو فيه فلما صار إلى التي وصفت وعاين لما ذكرت أومأ بها إلى أخيه في المعدلة ونظيره في السيرة وشقيقه في الديانة ولو كان غير الله أراد لأمالها إلى ابنه ولصيرها في عقبه ولم يخرجها من ذريته فأخذها بحقها وقام فيها بقسطها لم يؤده ثقلها ولم يبهظه حفظها مشرداً للكفر عن موطنه ونافراً له عن وكره ومثيراً له من مجثمه حتى فتح الله عز وجل على يديه أقطار البلاد ونصر الله بقدمه وملائكته تكنفه وهو بالله معتصم وعليه متوكل حتى تأكدت عرى الحق عليكم عقداً واضمحلت عرى الباطل عنكم حلا نوره في الدجنات ساطع وضوءه في الظلمات لامع قالياً للدنيا إذ عرفها لافظاً لها إذ عجمها وشانياً لها إذ سبرها تخطبه ويقلاها وتريده ويأباها لا تطلب سواه بعلاً ولا تبغي سواه نحلاً أخبرها أن التي يخطب أرغد منها عيشاً وأنضر منها حبوراً وأدرم منها سروراً وأبقى منها خلوداً وأطول منها أياماً وأغدق منها أرضاً وأنعت منها جمالاً وأتم منها بلهنية وأعذب منها رفهنية فبشعت نفسه بذلك لعادتها واقشعرت منها لمخالفتها فعركها بالعزم الشديد حتى أجابت وبالرأي الجليد حتى انقادت فأقام فيها دعائم الإسلام وقواعد السنة الجارية ورواسي الآثار الماضية واعلام أخبار النبوة الطاهرة وظل خميصاً من بهجتها قالياً لأثاثها لا يرغب في زبرجها ولا تطمح نفسه إلى جدتها حتى دعى فأجاب ونودي فأطاع على تلك من الحال فاحتذى في الناس بأخيه فأخرجها من نسله وصيرها شورى بين أخوته فبأي أفعاله تتعلقون وبأي مذاهبه تتمسكون أبطرائقه القويمة في حياته أم بعدله فيكم عند وفاته ألهمنا الله وإياكم طاعته وإذا شئتم ففي جفظ وكلاأته.

كلام أروى بنت الحارث بن عبد المطلب رحمة الله عليها

روى ابن عائشة عن حماد بن سلمة عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال دخلت أروى بنت الحارث بن عبد المطلب على معاوية بن أبي سفيان بالموسم وهي عجوز كبيرة فلما رآها.
 قال مرحباً بك يا عمة .
قالت كيف أنت يا ابن أخي لقد كفرت بعدي بالنعمة وأسأت لابن عمك الصحبة وتسميت بغير اسمك وأخذت غير حقك بغير بلاء كان منك ولا من آباءك في الإسلام ولقد كفرتم بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فأتعس الله منكم الجدود وأصعر منكم الخدود حتى رد الله الحق إلى أهله وكانت كلمة الله هي العليا ونبينا محمد صلى الله عليه هو المنصور على من ناواه ولو كره المشركون فكنا أهل البيت أعظم الناس في الدين حظاً ونصيباً وقدراً حتى قبض الله نبيه صلى الله عليه وسلم مغفوراً ذنبه مرفوعاً درجته شريفاً عند الله مرضياً فصرنا أهل البيت منكم بمنزلة قوم موسى من آل فرعون يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم وصار ابن عم سيد المرسلين فيكم بعد نبينا بمنزلة هارون من موسى حيث يقول يا ابن أم أن القوم استضعفوني وكادوا يقتلوني ولم يجمع بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لى الله عليه لنا شمل ولم يسهل لنا وعر وغايتنا الجنة وغايتكم النار.
 قال عمرو بن العاص أيتها العجوز الضالة اقصري من قولك وغضي من طرفك.
 قالت ومن أنت لا أم لك.
 قال: عمرو بن العاص.

 قالت يا بن اللخناء النابغة أتكلمني أربع على ظلعك واعن بشأن نفسك فوالله ما أنت من قريش في اللباب من حسبها ولا كريم منصبها ولقد ادعاك ستة من قريش وكله يزعم أنه أبوك ولقد رأيت أمك أيام منى بمكة مع كل عبدٍ عاهر " أي فاجر " فأتم بهم فإنك بهم أشبه.
 فقال مروان بن الحكم أيتها العجوز الضالة ساخ بصرك مع ذهاب عقلك فلا يجوز شهادتك.
 قالت يا بني أتتكلم فوالله لأنت إلى سفيان بن الحارث بن كلدة أشبه منك بالحكم وإنك لشبهه في زرقة عينيك وحمرة شعرك مع قصر قامته وظاهر دمامته ولقد رأيت الحكم ماد القامة ظاهر الأمة سبط الشعر وما بينكما قرابة إلا كقرابة الفرس الضامر من الأتان المقرب فاسأل أمك عما ذكرت لك فإنها تخبرك بشأن أبيك إن صدقت ثم التفتت إلى معاوية.

 فقالت والله ما عرضني لهؤلاء غيرك وإن أمك للقائلة في يوم أحد في قتل حمزة رحمة الله عليه:

نحن جزيناكم بيوم بدر ... والحرب يوم الحرب ذات سعر
ما كان عن عتبة لي من صبر ... أبي وعمي وأخي وصهري
شفيت وحشي غليل صدري ... شفيت نفسي وقضيت نذري
فشكر وحشي علي عمري ... حتى تغيب أعظمي في قبري

" فأجيتها "

يا بنت رقاع عظيم الكفر ... خزيت في بدر وغير بدر
صبحك الله قبيل الفجر ... بالهاشميين الطوال الزهر
بكل قطاع حسام يفري ... حمزة ليثي وعلي صقري
إذ رام شبيب وأبوك غدري ... أعطيت وحشي ضمير الصدر
هتك وحشي حجاب الستر ... ما للبغايا بعدها من فخر

فقال معاوية لمروان وعمرو ويلكما أنتما عرضتماني لها وأسمعتماني ما أكره.
 ثم قال لها يا عمة أقصدي قصد حاجتك ودعي عنك أساطير النساء.

 قالت تأمر لي بألفي دينار وألفي دينار وألفي دينار قال ما تصنعين يا عمة بألفي دينار.
 قالت أشتري بها عيناً خرخارة في أرض خوارة تكون لولد الحارث بن المطلب.

 قال نعم الموضع وضعتها فما تصنعين بألفي دينار.

 قالت أزوج بها فتيان عبد المطلب من أكفائهم قال نعم الموضع وضعتها فما تصنعين بألفي دينار.
 قالت أستعين بها على عسر المدينة وزيارة بيت الله الحرام.

 قال نعم الموضع وضعتها هي لك نعم وكرامة ثم قال أما والله لو كان علي ما أمر لك بها.

 قالت صدقت، إن علياً أدى الأمانة وعمل بأمر الله وأخذ به وأنت ضيعت أمانتك وخنت الله في ماله فأعطيت مال الله من لا يستحقه وقد فرض الله في كتابه الحقوق لأهلها وبيّنها فلم تأخذ بها ودعانا " أي علي " إلى أخذ حقنا الذي فرض الله لنا فشغل بحربك عن وضع الأمور مواضعها وما سألتك من مالك شيئاً فتمن به إنما سألتك من حقنا ولا نرى أخذ شيء غير حقنا أتذكر علياً فض الله فاك وأجهد بلاءك ثم علا بكاؤها وقالت:

ألا يا عين ويحك أسعدينا ... ألا وأبكي أمير المؤمنينا
رزينا خير من ركب المطايا ... وفارسها ومن ركب السفينا
ومن لبس النعال أو احتذاها ... ومن قرأ المثاني والمئينا
إذا استقبلت وجه أبي حسين ... رأيت البدر راع الناظرينا
ولا والله لا أنسى علياً ... وحسن صلاته في الراكعينا
أفي الشهر الحرام فجعتمونا ... بخير الناس طرا أجمعينا

قال فأمر لها بستة آلاف دينار وقال لها يا عمة أنفقي هذه فيما تحبين فإذا احتجت فاكتبي إلى ابن أخيك يحسن صفدك ومعونتك إن شاء الله.
بلاغات النساء- ابن طيفور  dr. Sajid Sharif Atiya  سجاد الشمري
sajidshamre@hotmail.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق