قائمة المدونات التي اتابعها

الجمعة، 15 فبراير 2013

مصادر عقيدة الشيخ بن تيمية في الله تعالى


بسم الله الرحمن الرحيم

عقيدة الشيخ بن تيمية في الله تعالى

وكم من عائب قولاً صحيحا وآفته من الفهم السقيم , لا تنقل مما في البرامج وليس من الكتب , ومن ثم لا تعرف طريقة الشيخ بن تيمية ومنهجه , فهو احيانا ينقل أقوالا لا يؤيدها ولكنه يوردها من باب التنزل في الخطاب مع المخالف ويسّلم له ظاهرا بقوله.


 ويورد الاحتمالات الممكنة لصحة القول والاحتمالات التي تقتضي بطلانه ثم يتفنن بالمعاني الصحيحة للفظ الذي يحتمل معنى باطلا كنفي الاين ويرد المعاني الباطله .

-  فلا يغرك هذا التفنن في اللعب على الالفاظ

عقيدة الشيخ ابن تيمية يرى أن الله تعالى جسم لان الصفات بزعمه لا تقوم إلا بجسم ، فهو ينفي الجسد ولا ينفي الجسم ، وينفي المثيل ولا ينفي الشبيه ، وله تصريحات بذلك ، سآتي لك ببعضها إن شاء الله !
الشيخ بن تيمية كلامه واضح , فإن اريد بالمكان ماهو خارج العالم فالله خارج العالم وفوق العرش , ومعنى ذلك ان هناك مكان يحويه ونحوه مما يجري على المخلوفات  كما في كتاب الاستقامة مايلي :   

(ومن نفى الأين قال لأن الأين سؤال عن المكان يقول والله ليس في المكان لأن المكان لا يكون إلا للجسم والله ليس بجسم لأن الجسم لا يكون إلا محدثا ممكنا .وبيان الحق في ذلك من الباطل مثل أن يقال المكان يراد به ما يحيط بالشئ والله لا يحيط به مخلوق أو يراد به ما يفتقر إليه الممكن والله لا يفتقر إلى شئ .وقد يراد بالمكان ما يكون الشئ فوقه والله فوق عرشه فوق سماواته ، فلا يسلم نفى المكان عنه بهذا التفسيرانتهى كلامه.
ونقول قد وردت الآثار الثابتة بإثبات لفظ المكان فلا يصح نفيه مطلقا) 

اما وصف الله بالاين فهذا متفق عليه عند اهل السنة والحديث صحيح ولكن يفهم منه ان الله في مكان من العالم او ان السماء تحويه ونحوه ولكن المقصود الاكثر دقة هو (العلو( .

فهل أنك تقبل كلامه في أن الله تعالى له مكان ويوصف بالاين!

اقرأ كلام ابن تيمية وافهمه وتدبر ستجد مطلوبك :

الاول : إن الشيخ ابن تيمية يصرح بأن الله تعالى جسم موجود في مكان وله أعضاء وله شبيه!

-  قال في كتاب تلبيس الجهمية ص 624- 626 :

قلت : أبو عبد الله الرازي من أعظم الناس منازعة للكرامية حتى يذكر بينه وبينهم أنواع من ذلك وميله إلى المعتزلة والمتفلسفة أكثر من ميله إليهم وقال ليس في الحنابلة من أطلق لفظ الجسم .

 لكن نفاة الصفات يسمون كل من أثبتها مجسما بطريق اللزوم إذ كانوا يقولون أن الصفات لا تقوم إلا بجسم وذلك أنهم اصطلحوا في معنى الجسم على غير المعنى المعروف في اللغة فإن الجسم في اللغة هو البد .
ان كل ما جاء به الكتاب والسنة وما فطر الله عليه عباده وما سلف الأمة وأئمتها تجسيما ، وهذا لا يختص طائفة لا الحنابلة ولا غيرهم بل يطلقون لفظ المجسمة والمشبهة على أتباع السلف كلهم !

 - وقال في تلبيس الجهمية ص 543 :

وأما التمثيل فقد نطق القرآن بنفيه عن الله في مواضع كقوله ليس كمثله شئ وقوله هل تعلم له سميا وقوله ولم يكن له كفوا أحد ، وقوله فلا تجعلوا لله أندادا ، وقوله فاعبدوا واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا أي نظيرا يستحق مثل اسمه ويقال مساميا يساميه ، وهذا معنى ما يروى عن ابن عباس هل تعلم له سميا مثيلا أو شبيها .
وموجب الأدلة السمعية يتلقى من عرف المتكلم بالخطاب لا من الوضع المحدث فليس لأحد أن يقول إن الألفاظ التي جاءت في القرآن موضوعة لمعاني ثم يريد أن يفسر مراد الله بتلك المعاني هذا من فعل أهل الالحاد المفترين .
وإن عنيت به ما يشار إليه أو يتميز منه شئ عن شئ لم نسلم أن مثل هذا ممتنع بل نقول أن كل موجود قائم بنفسه فإنه كذلك وأن ما لا يكون كذلك فلا يكون إلا عرضا قائما بغيره وأنه لا يعقل موجود إلا ما يشار إليه أو ما يقوم بما يشار إليه !

 -
وقال في تلبيس الجهمية ص 590 :

قوله لو كان الباري أزلا وأبدا مختصا بالحيز والجهة لكان الحيز والجهة موجودان في الأزل فيلزم إثبات قديم غير الله وذلك محال بإجماع المسلمين .

يقال له : هؤلاء إن قالوا بأنه مختص بحيز وجودي أزلا وأبدا فليس ذلك عندهم شيئا خارجا عن مسمى الله كما أن الحيز الذي هو نهايات المتحيز وحدوده الداخلة فيه ليس خارجا عنه بل هو منه وعلى هذا التقدير فيكون إثباتهم لقدم هذا الحيز كإثبات سائر الصفاتية للصفات القديمة من علمه وقدرته وحياته لا فرق .

-  وقال في تلبيس الجهمية : 1 \ 624 :

وإن عنيتم بالمشبه من يقول الإله جسم مختص بالمكان فلا نسلم انعقاد الإجماع على تكفير من يقول بذلك بل هو دعوى الإجماع في محل النزاع فلا يلتفت إليه !
قلت هذا الكلام منه تسليم لأن كون الله شبيها بخلقه من بعض الوجوه متفق عليه بين المسلمين لاتفاقها على أن الله تعالى موجود وشئ وعالم وقادر وعلى هذا فما من موجود إلا وله شبيه من بعض الوجوه لاشتراكها في الوجود والشبه ، فقوله بعد هذا لا يجب أن يكون لكل موجود نظير وشبيه إن عنى به شبيها به من كل وجه فقد ذكرأن أحدا من العقلاء لم يذهب الى ذلك وإن عنى به شبيها من بعض الوجوه فقد ذكر أن هذا محل وفاق بين المسلمين وإن أراد نوعا من التشبيه فهو لم يذكره في هذه المقدمة ولم يوضح سبيلا !
ومن العجب أنه ذكر في نهايته على لسان منازعيه إجماع المسلمين على تكفير المشبهة وأنه ليس هو الذي يذهب إلى كون الله تعالى وتقدس شبيها بخلقه من كل الوجوه فإن هذا لم يذهب إليه عاقل فتعين أن يكون هو الذي أثب الإله على صفة شبهه معها بخلقه ثم ذكر هو إجماع المسلمين على كون لله شبيها !
-  وقال في تلبيس الجهمية ص 814 :

لكن الاعتقاد الذي يدعوهم الى رفع ايديهم لا يجب أن يكون من التمثيل الباطل اذ لا يختص أهله بالرفع الى الله واذا كان كذلك لم يكن مستند الناس كلهم في الرفع الى الله باطلا واذا لم يكن مستندهم كلهم باطلا بل كان مستند بعضهم حقا ثبت أن الله يرفع اليه الأيدي وأن فاعل ذلك يكون اعتقاده صحيحا وذلك يقتضي صحة الاشارة الحسية اليه الى فوق وهو المطلوب.

الثاني : زعم الشيخ ابن تيمة أن النبي صلى الله عليه وآله أقر عقيدة اليهود بالله تعالى وأخذ منهم !

 - قال ص 128 من الكتيب المذكور :

وأما الرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين فيثبتون إثباتا مفصلا وينفون نفيا مجملا يثبتون لله الصفات على وجه التفصيل وينفون عنه التمثيل وقد علم أن التوراة مملوءة بإثبات الصفات التي تسميها النفاة تجسيما ومع هذا فلم ينكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه على اليهود شيئا من ذلك ولا قالوا أنتم مجسمون!
بل كان أحبار اليهود إذا ذكروا عند النبي صلى الله عليه وسلم شيئا من الصفات أقرهم الرسول على ذلك وذكر ما يصدقه كما في حديث الحبر الذي ذكر له إمساك الرب سبحانه وتعالى للسماوات والأرض المذكور في تفسير قوله تعالى وما قدروا الله حق قدره الآية.
وقد ثبت ما يوافق حديث الحبر في الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه من حديث ابن عمر وأبي هريرة وغيرهما .

الثالث : زعم الشبخ ابن تيمية أن كل السلف مجسمة مثله !

 - قال في منهاج السنة ج 2 ص 563

فهذا المصنف الإمامي ( يقصد العلامة الحلي في كتابه منهاج الكرامة الذي كتب منهاج السنة ردا عليه ) اعتمد على طريق المعتزلة ومن تابعهم من أن الإعتماد في تنزيه الرب عن النقائص على نفى كونه جسما ومعلوم أن هذه الطريقة لم عند بها كتاب ولا سنة ولا هي مأثورة عن أحد من السلف فقد علم أنه لا أصل لها في الشرع !.

فلو أراد أن ينزه الله تعالى عن الجهل والعجز والنوم وغير ذلك فإن هذه الصفات لا تكون إلا للأجسام قيل هل له وما تثبته أنت من الأسماء أو الأحكام أو الصفات لا تكون إلا للأجسام !.

وأما من قال إن هذه الأعيان المشار إليها مركبة من هذا وهذا فكثير منهم كالمعتزلة والأشعرية ينفون عن الرب تعالى هذا التركيب ولكن كثيرا من شيوخ الكلام يقولون إن الله تعالى جسم !

الرابع : صرح الشيخ بن تيمية بأن معبوده ليس جسدا ، ولكنه جسم !

-  قال في تلبيس الجهمية ص 619

وقال بعضهم قد قال الله تعالى واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا فقد ذم الله من أتخذ إلها جسدا والجسد هو الجسم فيكون الله قد ذم من اتخذ إلها هو جسم فيقال له هذا باطل من وجوه :
أحدها أن هذا إنما يدل على نفي أن يكون جسدا لا على نفي أن يكون جسما والجسم في اصطلاح نفاة الصفات أعم من الجسد ….

الخامس : معبود ابن تيمية ليس له كفؤ ومثيل ، ولكن له شبيه !

-  قال في ص 543 من تلبيس الجهمية :

وأما التمثيل فقد نطق القرآن بنفيه عن الله في مواضع كقوله ليس كمثله شئ وقوله هل تعلم له سميا وقوله ولم يكن له كفوا أحد وقوله فلا تجعلوا لله أندادا وقوله فاعبدوا واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا أي نظيرا يستحق مثل اسمه ويقال مساميا يساميه .

السادس : معبود ابن تيمية موجود في مكان معين من الكون !

 - وقال في كتاب الاستقامة ص 126 :

فإن عامة أهل السنة وسلف الأمة وأئمتها لا ينفون عنه الأين مطلقا ! لثبوت النصوص الصحيحة الصريحة عن النبي (ص) بذلك سؤالا وجوابا فقد ثبت في الصحيح عنه انه قال للجارية أين الله قالت في السماء . وكذلك قال ذلك لغيرها .
وقال له أبو رزين العقيلي أين كان ربنا قبل أن خلق السماوات والأرض؟ قال :
 في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء ، ثم خلق عرشه على الماء ومن نفى الأين عنه يحتاج إلى أن يستدل على انتفاء ذلك بدليل !.
وقال : ومن نفى الأين قال لأن الأين سؤال عن المكان يقول والله ليس في المكان لأن المكان لا يكون إلا للجسم والله ليس بجسم لأن الجسم لا يكون إلا محدثا ممكنا …..
وبيان الحق في ذلك من الباطل مثل أن يقال المكان يراد به ما يحيط بالشئ والله لا يحيط به مخلوق أو يراد به ما يفتقر إليه الممكن والله لا يفتقر إلى شئ .

وقد يراد بالمكان ما يكون الشئ فوقه والله فوق عرشه فوق سماواته ، فلا يسلم نفى المكان عنه بهذا التفسير !

ونقول قد وردت الآثار الثابتة بإثبات لفظ المكان فلا يصح نفيه مطلقا !

السابع : وهل قرأت في كتبه عن حديث العماء!

-
 قال في تلبيس الجهمية ص 154

عن وكيع بن عدس عن عمه أبي رزين قال قلت يا رسول الله : أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه ؟ قال : كان في عماء ما تحته هو وما فوقه هواء ، ثم خلق عرشه على الماء . …

قال يزيد بن هارون العماء أي ليس معه شئ !

فهذا الحديث فيه بيان أنه خلق العرش المخلوق قبل السموات والأرض وأما قوله في عماء فعلى ما ذكره يزيد بن هارون ورواه عنه أحمد بن منيع وقرره الترمذي في أن معناه ليس معه شئ فيكون فيه دلالة على أن الله تعالى كان وليس معه شئ وسيأتي الكلام على ذلك إنشاء الله تعالى .
ثم لو دل على وجود موجود على قول من يفسر العماء بالسحاب الرقيق لم يكن في ذلك دليل على قول الدهرية بقدم ما ادعوا قدمه ولا بأن مادة السموات والأرض ليستا مبتدعتين ، وذلك أن الله سبحانه وتعالى أخبر في كتابه بابتداء الخلق الذي يعيده.

الثامن : ابن تيمية يحرم التأويل ويرتكبه !

-  قال في تلبيس الجهمية ص 441 :

قال الشيخ رحمه الله وأما التأويل الثالث المذكور عن الغزالي من أن معنى قوله خلق آدم على صورته أن الإنسان ليس بجسم ولا جسماني ولا تعلق له بهذا البدن إلا على سبيل التدبير والتصرف ونسبة ذات آدم إلى هذا البدن كنسبة الباري إلى العالم من حيث أن كل منها غير حال في هذا الجسم وإن كان موجودا فيه فهذا يشبه ما ذكره الإمام أحمد عن الجهم في مناظرة المشركين السمنية إلى أن قال وهذا يشبه قول الصائبة المتفلسفة الذين اتبعهم أبو حامد حيث ادعوا أن الروح هي كذلك ليست جسما ولا يشار إليها ولا تختص بمكان دون مكان ولكنها مدبرة للجسد كما أن الرب مدبر للعالم مع أن في كلام أبي حامد من التناقض في هذه الأمور ما ليس هذا موضع استقصائه ! انتهى!
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله وصحبه اجمعين .
dr. Sajid Sharif Atiya  سجاد الشمري  sajidshamre@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق