قائمة المدونات التي اتابعها

السبت، 9 فبراير 2013

إمكانية معرفة الوقع غير المادي لكن لمن؟


بسم الله الرحمن الرحيم

دعوى علم الإمام الغيب لدى الرافضة


لو كانوا يعلمون الغيب لماذا حصل لهم ذلك الأذى . والله يقول مخاطبا نبينه محمد ا صلى الله عليه وسلم : ( ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء ) .

علم الإمام عليه السلام

- إمكان معرفة الواقع الغير مادي: قال تعالى: (كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم)، و قال تعالى: (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات و الأرض ليكون من الموقنين). من هنا وضح وضوح الشمس بان المسالة ممكنة وغير محالة بالطبع ليس لكل شخص، فمعرفة الواقع الغير مادي يعتبر من ضروريات مقام الإمامة الوجودي. وقد يتصور البعض بان ذلك علم الغيب، ولكن هو جزء منه ويعرف بالمصطلح الفلسفي بالولاية التكوينية. 

قال تعالى: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا الا من ارتضى من رسوله)، فمن الممكن أن يتعلمه الرسول من القدير (جل وعلى) ومن الممكن أن يعلمه للمختارين كما هو الحال عند الأئمة الأطهار. عن أبي عبد الله (ع): ( لايموت المعصوم حتى يعلم من يكون من بعده فيوصي إليه).

- هذا العلم الموهوب للإمام عليه السلام ليس له أثر في أعماله وتكاليفه الخاصة. وأساسا فان كل أمر مفروض من جهة تعلقه بالقضاء الحتمي لاعلاقة له بالأمر أو النهي أو أداء الإنسان أو قصده، نعم متعلق قضاء الله المحتوم ومشيئته القاطعة تكون مورد الرضا به، كما قال سيد الشهداء: (رضا الله رضانا أهل البيت)

- كون فعل الإنسان حتمي من جهة تعلقه بالقضاء الإلهي لاينافي كونه اختياريا له من جهة فعالية الاختيار حيث إن القضاء الإلهي للفعل له تعلق بجميع تفاصيله وليس بمطلق الفعل فحسب.

ما خاب والله من تمسك بحبلهم وامن من لجأ اليهم، فهم وسيلتي يوم فقري وحاجتي.؟

وأما لو أعترض أحد وقال : النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم بعض أمور الغيب كما في كثير من الأحاديث ؟ ولكن هذا لا يسمى علما للغيب ؟ فالله يخاطب نبيه صلى الله عليه وسلم :
 ( و لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء )؟
 فإذا كان الله ينفي عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم علم الغيب , مع علمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعلم بعض علوم الغيب كأشراط الساعة وغيرها , وعلمنا أن المراد ليس نفي علم بعض الغيب وإنما الإحاطة والشمولية كما تدعيها الرافضة في أئمتها , ثم لو قال لك جارك أنه يعلم الغيب واستدل عليك بمثل هذه الآية : (ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء ) هل تصدقه ؟

- وأما إمكانية معرفة الوقع غير المادي فلا ينكره مؤمن , لكن لمن؟ للأنبياء والرسل فقط , ولايحيطون بعلم هذا الواقع كله , بل يعلمون بعض جوانبه بوحي من الله.
فإذا كان النبي صلى الله عليه واله وسلم لايعلم جوانبه كله كيف يعلم الإمام الواقع كله ؟ 

ثم ادعاءهُ للامام ؟ هي مجرد دعوى ليس لها من الوقع المحسوس شيء , فالكل يستطيع أن يدعيها لعلمائه وقساوسته؟ 

- أما قولك : (هذا العلم الموهوب للإمام عليه السلام ليس له أثر في أعماله وتكاليفه الخاصة ) .

إذن كيف عرفت أنه يعلم الغيب؟ ثم ما فائدة علم الغيب إلا لم ينتفع به , فالله أخبرنا في كتابه الكريم أن الذي يعلم الغيب يستفيد منه في دفع الضر وجلب النفع وهو غير متحقق في الأمام؟

كل إنسان يستطيع أن يدعي ذلك في علمائه ثم يقول أن علمهم ليس له أثر في أعماله؟ 

أقول: الأول : لم أقل إن الرسول يعلم جزء من الغيب والإمام يعلم الغيب، فلو تأملت جيدا فأنا لم أقل إن الإمام يعلم الغيب بل قلت يعلم جزء من الغيب الذي وهبه الله إياه، كما وهب الله جزء من الغيب إلى النبي الذي لانختلف نحن الاثنان عليه -أي على إن الله تعالى وهب النبي جزء من الغيب-؟

 فالنبي ص كان عالما بموته هل استطاع اجتناب الموت! لا ؟

فكما قلت هذا العلم الموهوب للمعصوم عليه السلام ليس له أثر في أعماله وتكاليفه الخاصة. 

إذا خلاصتهُ إن الله تعالى أعطى الرسول والإمام جزء من الغيب، وعلم الرسول والأئمة -بإذن الله- بكل جزيئات الحوادث الماضية وآلاتية لاتأثير له على أعماله الاختيارية. 

الثاني : تأمل قلنا سابقا: (هذا العلم الموهوب للإمام عليه السلام ليس له أثر في أعماله و تكاليفه الخاصة). فأننا أهملنا الكلمة الأخيرة فأختل المعنى تماماً. 

وعن فائدة هذا العلم فهو مفيد للإمام كما هو مفيد للرسول ص، فهو مفيد للمعصومين (عليهم السلام) –أقصد بالمعصوم الذي طهره الله من الرجس، قال تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)، وهم الرسول والأئمة من بعده كما جاءت الأحاديث النبوية مؤكدة لذلك وعددت أسماؤهم واحدا تلو الأخر، وهذا دليل آخر على علم النبي بجزء من الغيب في جميع الأمور المتعلقة بقيادة الأمة وتسيرها. 

الثالث : وهكذا فان الإنسان يمكن أن تكون له الإرادة في الأمر الذي فيه إمكان حدوثه أو عدمه، و أن يجعل له قصدا أو هدفا يسعى جاهداً في تحقيقه لكن لا يمكن أن تكون له الإرادة في الأمر الذي هو حادث يقينا ويستحيل تغيره وتخلفه والواقع تحت القضاء الحتمي لله سبحانه وتعالى فإرادة الإنسان ليس في وسعها أن تطلب أو تهمل أمرا من ذلك النوع الذي لا بد من تحققه.
وصلى الله على محمد واله وصحبه اجمعين الى يوم الدين.
  dr. Sajid Sharif Atiya  سجاد الشمري
sajidshamre@hotmail.com
المصادر
..............
1- القران الكريم .
2 - علم الإمام ونهضة سيد الشهداء للطباطبائي ترجمة: محمد حسين بن موسى .
3- مكتبة فاعلون العالمية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق