قائمة المدونات التي اتابعها

الجمعة، 15 فبراير 2013

الحيوان بين القرآن والسنة


بسم الله الرحمن الرحيم

إقامة الحد على الحيوان بين القرآن والسنة


جاء في فتح الباري، شرح صحيح البخاري، الإصدار 2.05 - للإمام ابن حجر العسقلاني
 
الحديث: حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ حُصَيْنٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ رَأَيْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قِرْدَةً اجْتَمَعَ عَلَيْهَا قِرَدَةٌ قَدْ زَنَتْ فَرَجَمُوهَا فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ ؟

الشرح: قوله: (حدثنا نعيم بن حماد) في رواية بعضهم حدثنا نعيم غير منسوب، وهو المروزي نزيل مصر، وقل أن يخرج له البخاري موصولا بل عادته أن يذكر عنه بصيغة التعليق. ووقع في رواية القابسي " حدثنا أبو نعيم " وصوبه بعضهم وهو غلط.

قوله: (عن حصين) في رواية البخاري في ( التاريخ ) في هذا الحديث (حدثنا حصين) فأمن بذلك ما يخشى من تدليس هشيم الراوي عنه، وقرن فيه أيضا مع حصين أبا المليح.
 قوله: (رأيت في الجاهلية قردة) بكسر القاف وسكون الراء واحدة القرود، وقوله: (اجتمع عليها قردة) بفتح الراء جمع قرد، وقد ساق الإسماعيلي هذه القصة من وجه آخر مطولة من طريق عيسى بن حطان عن عمرو بن ميمون قال:

(كنت في اليمن في غنم لأهلي وأنا على شرف، فجاء قرد من قردة فتوسد يدها، فجاء قرد أصغر منه فغمزها، فسلت يدها من تحت رأس القرد الأول سلا رفيقا وتبعته، فوقع عليها وأنا أنظر، ثم رجعت فجعلت تدخل يدها تحت خد الأول برفق، فاستيقظ فزعا، فشمها فصاح، فاجتمعت القرود، فجعل يصيح ويومئ إليها بيده، فذهب القرود يمنة ويسرة، فجاءوا بذلك القرد أعرفه، فحفروا لهما حفرة فرجموهما،فلقد رأيت الرجم في غير بني آدم)
 قال ابن التين: لعل هؤلاء كانوا من نسل الذين مسخوا فبقي فيهم ذلك الحكم.

ثم قال: أن الممسوخ لا ينسل قلت: وهذا هو المعتمد، لما ثبت في صحيح مسلم (أن الممسوخ لا نسل له) وعنده من حديث ابن مسعود مرفوعا (إن الله لم يهلك قوما فيجعل لهم نسلا) وقد ذهب أبو إسحاق الزجاج وأبو بكر بن العربي إلى أن الموجود من القردة من نسل الممسوخ، وهو مذهب شاذ اعتمد من ذهب إليه ما ثبت أيضا في صحيح مسلم  (أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أتي بالضب قال: لعله من القرون التي مسخت) وقال في الفأر  (فقدمت أمة من بني إسرائيل لا أراها إلا الفأر)
 وأجاب الجمهور عن ذلك بأنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك قبل أن يوحى إليه بحقيقة الأمر في ذلك، ولذلك لم يأت الجزم عنه بشيء من ذلك، بخلاف النفي فإنه جزم به كما في حديث ابن مسعود.

 ولكن لا يلزم أن تكون القرود المذكورة من النسل، فيحتمل أن يكون الذين مسخوا لما صاروا على هيئة القردة مع بقاء أفهامهم عاشرتهم القردة الأصلية للمشابهة في الشكل فتلقوا عنهم بعض ما شاهدوه من أفعالهم فحفظوها وصارت فيهم، واختص القرد بذلك لما فيه من الفطنة الزائدة على غيره من الحيوان وقابلية التعليم لكل صناعة مما ليس لأكثر الحيوان، ومن خصاله أنه يضحك ويطرب ويحكي ما يراه، وفيه من شدة الغيرة ما يوازي الآدمي ولا يتعدى أحدهم إلى غير زوجته، فلا يدع في الغالب أن يحملها ما ركب فيها من غيرة على عقوبة من اعتدى إلى ما لم يختص به من الأنثى، ومن خصائصه أن الأنثى تحمل أولادها كهيئة الآدمية، وربما مشى القرد على رجليه لكن لا يستمر على ذلك، ويتناول الشيء بيده ويأكل بيده، وله أصابع مفصلة إلى أنامل وأظفار، ولشفر عينيه أهداب.

وقد استنكر ابن عبد البر قصة عمرو بن ميمون هذه وقال:
فيها إضافة الزنا إلى غير مكلف وإقامة الحد على البهائم وهذا منكر عند أهل العلم، قال:
فإن كانت الطريق صحيحة فلعل هؤلاء كانوا من الجن لأنهم من جملة المكلفين، وإنما قال ذلك لأنه تكلم على الطريق التي أخرجها الإسماعيلي حسب، وأجيب بأنه لا يلزم من كون صورة الواقعة صورة الزنا والرجم أن يكون ذلك زنا حقيقة ولا حدا، وإنما أطلق ذلك عليه لشبهه به، فلا يستلزم ذلك إيقاع التكليف على الحيوان.

وأغرب الحميدي في الجمع بين الصحيحين فزعم أن هذا الحديث وقع في بعض نسخ البخاري، وأن أبا مسعود وحده ذكره في (الأطراف) قال: وليس في نسخ البخاري أصلا فلعله من الأحاديث المقحمة في كتاب البخاري.

وما قاله مردود، فإن الحديث المذكور في معظم الأصول التي وقفنا عليها، وكفى بإيراد أبي ذر الحافظ له عن شيوخه الثلاثة الأئمة المتقنين عن الفربري حجة، وكذا إيراد الإسماعيلي وأبي نعيم في مستخرجيهما وأبي مسعود له في أطرافه، نعم سقط من رواية النسفي وكذا الحديث الذي بعده، ولا يلزم من ذلك أن لا يكون في رواية الفربري، فإن روايته تزيد على رواية النسفي عدة أحاديث قد نبهت على كثير منها فيما مضى وفيما سيأتي إن شاء الله تعالى؟
  
وأما تجويزه أن يزاد في صحيح البخاري ما ليس منه فهذا ينافي ما عليه العلماء من الحكم بتصحيح جميع ما أورده البخاري في كتابه، ومن اتفاقهم على أنه مقطوع بنسبته إليه، وهذا الذي قاله تخيل فاسد يتطرق منه عدم الوثوق بجميع ما في الصحيح، لأنه إذا جاز في واحد لا بعينه جاز في كل فرد فرد، فلا يبقى لأحد الوثوق بما في الكتاب المذكور، واتفاق العلماء ينافي ذلك، والطريق التي أخرجها البخاري دافعة لتضعيف ابن عبد البر للطريق التي أخرجها الإسماعيلي، وقد أطنبت في هذا الموضع لئلا يغتر ضعيف بكلام الحميدي فيعتمده، وهو ظاهر الفساد.
وقد ذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى في " كتاب الخيل " له من طريق الأوزاعي أن مهرا أنزي على أمه فامتنع، فأدخلت في بيت وجللت بكساء وأنزي عليها فنزى، فلما شم ريح أمه عمد إلى ذكره فقطعه بأسنانه من أصله، فإذا كان هذا الفهم في الخيل مع كونها أبعد في الفطنة من القرد فجوازها في القرد أولى.

ومن الغريب ان مثل هذه الاحاديث غنية بالتنوع، فنجد احاديث اخرى منسوبة الى النبي لاتقل سفاهة عن سابقاتها، وهنا نماذج عنها:
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فقدت أمة من بني إسرائيل لا يدري ما فعلت وإني لا أراها إلا الفأر إذا وضع لها ألبان الإبل لم تشرب وإذا وضع لها ألبان الشاء شربت فحدثت كعبا فقال:
 أنت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقوله قلت نعم قال لي مرارا فقلت أفأقرأ التوراة (البخاري)؟؟
  
وقد اشكل على ابن حجر هذا الحديث وتعارضه مع حديث أن الله لم يجعل لمسخ نسلا ، وبرر التعارض بأن الرسول قال ذلك على سبيل الظن ولكن ورد هذا في صحيح مسلم بتأكيد على أنها مسخ:

عن أبي هريرة قال الفأرة مسخ وآية ذلك أنه يوضع بين يديها لبن الغنم فتشربه ويوضع بين يديها لبن الإبل فلا تذوقه فقال له كعب أسمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أفأنزلت علي التوراة ==صحيح مسلم

وفي مسند الإمام أحمد:
قال أبو هريرة الفأر مما مسخ وسأنبئكم بآية ذلك إذا وضع بين يديها لبن اللقاح لم تصب منه وإذا وضع لبن الغنم أصابت منه قال فقال له كعب قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقال أبو هريرة إذا نزلت على التوراة.

مسند ابي يعلى عن أبي هريرة قال أن رسول الله قال:
 «الفأرة يهودية وإنها لا تشرب ألبان الإبل» قال الشيخ حسين أسد: إسناده صحيح
وهذه الأحاديث تتعارض مع الحديث الذي رواه مسلم أيضا «إن الله عز وجل لم يهلك قوما أو يعذب قوما فيجعل لهم نسلا وإن القردة والخنازير كانوا قبل ذلك» ج4،

ويقول في حديث الرسول الكريم  صلى الله عليه وسلم ورواه أبى هريرة  رضى الله عنه يقول فيه( إذا سمعتم أصوات الديكه فسلوا الله من فضله فإنها رأت ملكا وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأ ت شيطانا) الجامع الصغير للسيوطى حديث رقم 4259 صحيح

( صحيح البخاري – باب الاذان )

691 - حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ « أَمَا يَخْشَى أَحَدُكُمْ - أَوْ لاَ يَخْشَى أَحَدُكُمْ - إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ قَبْلَ الإِمَامِ أَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ صُورَتَهُ صُورَةَ حِمَارٍ » . تحفة 14380

( صحيح مسلم – باب الصلاة )

991 - حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ وَأَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِىُّ وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ كُلُّهُمْ عَنْ حَمَّادٍ - قَالَ خَلَفٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ مُحَمَّدٌ -صلى الله عليه وسلم- « أَمَا يَخْشَى الَّذِى يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَبْلَ الإِمَامِ أَنْ يُحَوِّلَ اللَّهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ ».

ويمكن مراجعة المصادر التالية :

- سنن ابي داود – باب الصلاة – حديث 623
- سنن الترمذي – باب الصلاة – حديث 585
- سنن النسائي – باب الامامه – حديث 836
- سنن ابن  ماجه   باب  اقامة  الصلاة  والسنة – حديث 1014
- مسند احمد – باب مسند ابي هريرة حديث 7745
- مسند احمد – باب مسند ابي هريرة حديث 7883
- مسند احمد – باب مسند ابي هريرة حديث 10141
- مسند احمد – باب مسند ابي هريرة حديث 10332
- مسند احمد – باب مسند ابي هريرة حديث 10370
- مسند احمد – باب مسند ابي هريرة حديث 10824


-        ولقد تكرر هذا الحديث 16 مرة بكتب السنه والصحاح .

-        و المصيبه الاكبر من هذه الاحاديث تكمن في شروحها فمن شرحوها زادو  على الطين بلة وعلى الاغلب فقد التبس على القوم، بفضل آيات قرآنية لم يستطيعوا تفسيرها بطريقة اخرى، مثل:
سورة البقرة : وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65)
سورة المائدة : قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمْ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (60)
سورة الأعراف : فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166)

واخيرا نلاحظ البخاري وبقية المؤرخين  وضعوا  كل جهودهم  لتوثيق الموضوع بدلا من التعامل معه بعيدا عن الشرع.

وبهذا وثقوا المستوى الفكري والثقافي لمراجع السلفية التي تعتمد عليهم اعتمادا مميتا في الحصول على اصول الشرع مما يجعل التساءل ايهما الاكثر .... ؟.

 إن البخاري عكس وبكل عمق الازمة التي نعيشها معتمدين على فقه سلف لم يكن لديه القدرة على التفريق فيما إذا كان الشرع للانسان ام للحيوان ولم يكن لديهم القدرة على فهم تصرفات الحيوان الى درجة حسبهم بان الله قد عاقبهم بتحويلهم الى قرود.

ولكن يبقى التساؤل مشروعا : من يتحمل مسؤولية اكبر، الجيل الحالي الذي في متناول يده كتلة من المعلومات الجديدة والمميزات ام جيل السلف الذي كان غارقاً في ضعف الإمكانيات والوسيلة، وبالرغم ذلك اعتمد على التفاعل والفكر الذاتي؟

كما نشاهد ان لغة القرآن لم تجعل مهمة الفكر سهلة، الامر الذي قد يبرر اسباب اخطاء السابقين ؟

 ولكن لا يبرر اسباب اصرار اللاحقين على التقليد الاعمى والتعصب والايمان بالسلف كحقيقة إلهية ملزمة، والإصرار على ان قراءتهم هي القراءة الملزمة ولا تقبل الاخطاء.

أن مثل هكذا خلف هل يليق بذلك السلف ويدعو للعزة والفخر.

يقول الإمام الاعظم أبو حنيفة :
لو لاط رجل بصبي وأوقبه فلا حد عليه بل يعزر . انتهى
المصدر : الفقه على المذاهب الاربعة ج 5 ص 141

ويروي البخاري قصة موسى حين نزل إليه ملك الموت لقبض روحه فصكه موسى على عينه حتى فقأها إلى أن قال:
قال الله تعالى لملك الموت ارجع إليه وقل له ليضع يده على جلد ثور فله بكل شعرة غطتها يده عمر سنة الخ .
المصدر البخاري 4/157

وفي الواقع إنّ هذه العملية طريفة فإنّ الشَّعر الذي يغطيه الكف ربما يصل إلى خمسة آلاف شعرة، وعمر نبي الله موسى معروف فإما أن نكذب الرواية أو نكذب التاريخ.

قال صاحب كتاب سبل السلام (وقد اباح الاستمناء بعض الحنابلة وبعض علماء الحنفية إذا خاف على نفسه في الوقوع في الزنى) .
والمقصود بنكاح الذكر هو الاستمناء ، ولا يوجد قائل بجوازه غير هؤلاء

هذا الرأي لا يوجد عند مسلم أبدا سواء كان من الشيعة أو السنة ولم نسمع به إلا في مذهب إبليس لعنه الله وكتاب الله تعالى حرم فاحشة اللواط وجعله من أبشع الجرائم وعاقب عليها قوم لوط بالخسف والهلكة؟

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من وجدموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به) أخرجه أحمد في مسنده والكليني في الكافي وكتب الفقه الإسلامي طافحة في كتاب الحدود بعقوبة اللواط (إتيان الذكور .....والعياذ بالله(

- قال الألباني في فتاويه ص 506 :
سؤال : حول الهرولة ، وهل أنكم تثبتون صفة الهرولة لله تعالى ؟
جواب : الهرولة كالمجيء والنزول صفات ليس يوجد عندنا ما ينفيه .

ـ وقال ابن باز في فتاويه ج 5 ص 374 :
ومن ذلك الحديث القدسي وهو قول الله سبحانه : من تقرب اليًّ شبراً تقربت إليه ذراعاً ومن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً ومن أتاني يمشي أتيته هرولة . أما التأويل للصفات وصرفها عن ظاهرها فهو مذهب أهل البدع من الجهمية والمعتزلة . انتهى .
ويقصد بذلك تحريم تفسير الهرولة بالقرب المعنوي ، ووجوب القول بأن الله تعالى يهرول حسياً !!

وادعوا أنه على صورة إنسان وله أكثر أعضائه !
ـ قال ابن باز في فتاويه ج 4 ص 368 ، فتوى رقم 2331 :
سؤال 1 : عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي( ص) أنه قال ( خلق الله آدم على صورته ستون ذراعاً ) فهل هذا الحديث صحيح ؟
الجواب : نص الحديث ( خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعاً ) ثم قال : إذهب فسلم على أولئك النفر ، وهم نفر من الملائكة جلوس ، فاستمع فما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك ، فذهب فقال : السلام عليكم ، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله ، فزادوه ورحمة الله ، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم طوله ستون ذراعاً ، فلم يزل الخلق تنقص بعده إلى الآن )
المصدر :  رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم . وهو حديث صحيح ، ولاغرابة في متنه فإن له معنيان :
 الأول : أن الله لم يخلف آدم صغيراً قصيراً كالأطفال من ذريته ثم نما وطال حتى بلغ ستين ذراعاً ، بل جعله يوم خلقه طويلا  على صورة نفسه النهائية طوله ستون ذراعاً .
والثاني : أن الضمير في قوله ( على صورته ) يعود على الله بدليل ما جاء في رواية أخرى صحيحة ( على صورة الرحمن ) وهو ظاهر السياق ولا يلزم على ذلك التشبيه ، فإن الله سمى نفسه بأسماء سمى بها خلقه ووصف نفسه بصفات وصف بها خلقه ، ولم يلزم من ذلك التشبيه وكذا الصورة ، ولا يلزم من إتيانها لله تشبيهه بخلقه ، لأن الإشتراك في الإسم وفي المعنى الكلي لايلزم منه التشبيه فيما يخص كلامنهما لقوله تعالى ( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ) .انتهى .

وهكذا تقضي فتوى الشيخ ابن باز بأن آدم على صورة الله والله على صورة آدم ، وأن هذا ليس تشبيهاً أبداً أبداً !!

وعلى هذا يمكنك أن تفتي بمثلها فتنفي شخصاً عن الشبه بأولاد آدم نهائيا فتقول : إن فلاناً على صورة آدم وآدم علىصورته ولكنه لايشبه آدم أبداً !! بل يمكنك أن تخلص بهذه الفتوى مجرماً فتقول هذه الصورة صورته ولكنها لاتشبهه أبداً أبداً !!
إن أصل مشكلة الوهابيين أنهم مضطرون في إثبات مذهبهم الى قلب معاني كلمات اللغة العربية !
لانهم اذا لم يقلبوها انقلب مذهبهم ! فهو مذهب إذا اعتدلت الكلمات انقلب، وإذا انقلبت معانيها اعتدل !
وقالوا : معبودهم له ساق حقيقية !

ـ قال ابن باز في فتاويه ج 4 ص 130 ، ونحوه في ج 5 ص 71:
الرسول (ص ) فسر ( يوم يكشف عن ساق ويدعون ) بأن المراد يوم يجئ الرب يوم القيامة ويكشف لعباده المؤمنين عن ساقه وهي العلامة بينه وبينهم سبحانه وتعالى ، فإذا كشف عن ساقه عرفوه وتبعوه ، وهذه من الصفات التي تليق بجلال الله وعظمته ! لا يشابهه فيها أحد جل وعلا! وهكذا سائر الصفات كالوجه واليدين والقدم والعين وغير ذلك من الصفات الثابتة بالنصوص ، ومن ذلك الغضب والمحبة والكراهة وسائر ماوصف به نفسه سبحانه في الكتاب العزيز وفيما أخبر به النبي (ص) كلها وصف شاهق وكلها تليق بالله جل وعلا!
أما التأويل للصفات وصرفها عن ظاهرها فهو مذهب أهل البدع من الجهمية والمعتزلة ومن سار في ركبهم ، وهو مذهب باطل أنكره أهل السنة والجماعة وتبرؤوا منه وحذروا من أهله . انتهى .

ويقصد بذلك تحريم تفسير الساق بالكناية والمجاز ، ووجوب تفسيرها بالساق المادية ، شبيهة بساق أحد علماء الوهابية مثلا! تعالى الله عما يصفون .

ـ وقال ابن باز في فتاويه ج 5 ص 371 :
طالب يسأل ويقول ما هو الحق في تفسير قوله تعالى ( يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلايستطيعون (
جواب : الرسول (ص) فسرها بأن المراد يوم يجئ الرب يوم القيامة ويكشف لعباده المؤمنين عن ساقه ، عرفوه وتبعوه . انتهى .
وتحيروا هل لمعبودهم أذن مادية
أم هو ممسوح الأذن!

وكما احتاط الألباني في هرولة الله تعالى حتى أفتى له بها الشيخ ابن باز ، كذلك احتاط في أن الله تعالى له أذن أو أن جنب رأسه ممسوح بلاأذن ، فلم يفت بالنفي ولا بالإثبات !
ويا ليتهم احتاطوا لدينهم في أصل مقولاتهم هذه لا في تفاصيلها المضحكة !

قال الألباني في فتاويه ص 344 :
سؤال : صفة الأذن لله ، موقف أهل السنة والجماعة منها ؟
جواب : لايثبتون ولاينفون بالرأي ، أما ما أثبته النص فهم يثبتونه بدون تكييف ، السلفيون مستريحون من هذه الكيفية يعني استراحوا من التشبيه عملاً بالتنزيه ، وإن العين صفة من صفاته تليق بعظمته وجلاله!
وقالوا كان الهواء قبل معبودهم أو معه !!

قال ابن تيميه في مجموعة الرسائل ج 2 جزء 4 ص 95 :
حديث أبي رزين العقيلي . . أنه سأل النبي ( ص ) فقال يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه ؟ فقال : كان في عماء ، ما فوقه هواءٌ ما تحته هواءٌ . انتهى .

وبهذا يكون مذهب ابن تيميه أن الله تعالى محدود من فوقه أيضاً ، فتحته الهواء والأرض وفوقه الهواء فقط ، ويكون الهواء موجوداً مع الله تعالى أو قبله !

وتحيروا في العرش هل هو كروي أو مسطح!

فقد ألف ابن تيميه كتاباً حاول فيه أن يثبت أن العرش مسطح وليس كروياً لأنه إذا كان كروياً فإن الله تعالى يكون كروياً مثل عرشه ! ويكون بدنه محيطاً بنا ولايكون فوقنا فقط بل يكون فوقنا وتحتنا !

قال في مجموعة الرسائل ج 2 جزء 4 ص 104 ـ 112 :
(سئل شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيميه ما تقول في العرش هل هو كري أم لا ؟ فإذا كان كرياً والله من ورائه محيط بائن عنه ، فما فائدة أن العبد يتوجه إلى الله حين دعائه وعبادته فيقصد العلو دون غيره ؟ .
والجواب عن هذا بثلاث مقامات :
 أحدها أن لقائل أن يقول لم يثبت بدليل يعتمد عليه أن العرش فلك من الأفلاك المستديرة الكرية الشكل لا بدليل شرعي ولا دليل عقلي . . فقالوا بطريق الظن إن العرش هو الفلك التاسع لاعتقادهم أن ليس وراء ذلك التاسع شئ ، إما مطلقاً وإما أنه ليس وراءه مخلوق . . وقد استدل من استدل على أن العرش مقبب . . . عن جبير بن مطعم قال أتى رسول الله (ص ) أعرابي فقال يا رسول الله جهدت الأنفس وجاع العيال . . فادع لنا فإنا نستشفع بك على الله ونستشفع بالله عليك . . وقال ويحك أتدري ماتقول ؟ إن الله لايستشفع به على أحد من خلقه . . إن الله على عرشه وأن عرشه على سماواته وأرضه لهكذا ، وقال بأصابعه مثل القبة . . .الخ .

وقالوا معبود هم موجود مادي يحويه العرش !!

ـ قال ابن باز في فتاويه ج 1 ص 317 السؤال الثالث والخامس من الفتوى رقم 7351 :
سؤال : ماذا يكون ردي إذا سألني سائل عن المكان الذي يوجد فيه الله ؟
جواب : تقول فوق عرشه كما قال تعالى الرحمن على العرش استوى.انتهى .

وينبغي الالتفات إلى أن سؤال هذا الإنسان عن المكان الذي يوجد فيه الله تعالى ، يعني عن الظرف المادي الذي يحوي وجوداً مادياً ، والذي يلزم منه أن ينحصر وجود المظروف فيه ولايوجد في غيره ، وأن يرتبط أصل وجود المظروف به ، ولايكون موجوداً قبله !

وكان على المفتي أن لايقبل صيغة السؤال ، ويبين للسائل أنه لايصح سؤال كهذا في حق الله تعالى ! ولكن المفتي جعل ربه تعالى كتلة مادية موجودة على العرش ، ولزمه أن يعترف بأن العرش كان موجوداً قبل الله تعالى ، أو موجوداً معه من الأزل كما قال ابن تيميه ، ولكنه قال إن عرشه يبلى ويتجدد !

وجعلوا حملة عرش معبودهم حيوانات!!

ـ فقد صحح مرجعهم في الحديث الشيخ ناصر الدين الألباني حديث أم الطفيل في تعليقته على سنة ابن أبي عاصم برقم ( 471 ) وجاء فيه أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر أنه رأى ربه عز وجل في المنام في أحسن صورة : شاباً ، موفراً ، رجلاه في خضرة ، عليه نعلان من ذهب ، على وجهه فراش من ذهب !

ـ وقد صحح إمام الوهابية في آخر كتابه ( التوحيد ) حديث الأوعال التي تحمل عرش الله تعالى ! ونسب إلى النبى صلى الله عليه وآله أنه قال : كم ترون بينكم وبين السماء ؟ قالوا : لاندري ، قال : فإن بينكم وبينها إما واحداً أو اثنين أو ثلاثاً وسبعين سنة ( وكأن الشك من النبي صلى الله عليه وآله حيث لم يذكر ابن عبد الوهاب أن الشك من الراوي ) والسماء فوقها كذلك حتى عدَّ سبع سموات ، ثم فوق السماء السابعة بحرٌ بين أٌعلاه وأسفله كما بين سماء إلى سماء ، ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين أظلافهن وركبهن كما بين سماء إلى سماء ، ثم على ظهورهن العرش بين أعلاه وأسفله كما بين سماء إلى سماء ، ثم الله فوق ذلك تبارك وتعالى !!

ـ قال السقاف في هامش كتاب دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه لابن الجوزي ص 259 : قلت :
وقد بين بطلان هذا الحديث الإمام المحدث الكوثري في مقالة خاصة مطبوعة ضمن كتابه ( المقالات ) ص 308 سماها ( أسطورة الأوعال)  - فراجع فإنها مهمة جداً .

وكذا أبطله الإمام المحدث عبد الله بن الصديق الغماري وذكر بطلان متنه في كتابه في سبيل التوفيق فقال ( وبينت بطلان حديث الأوعال بأن إسناده ضعيف ومعناه منكر ) . انتهى .

وانظر أيضا ماتقدم عن آخر حديث في كتاب التوحيد للشيخ محمد عبد الوهاب !!
ومادامهم  يقبلون أسطورة الأوعال التي تحمل العرش فلعلهم يقبلون مجموعة الحيوانات الأخرى التي أخذها مجسمة المسلمين من مجسمة اليهود وادعوا أنها حملة العرش !

فقد قال الدميري في حياة الحيوان ج 2 ص 428 :
عن عروة بن الزبير رضي الله عنه قال : حملة العرش أحدهم على صورة إنسان ، والثاني على صورة ثور ، والثالث على صورة نسر ، والرابع على صورة أسد !

وقال الجاحظ فى كتاب الحيوان ج 6 ص 221 : ويدل على ذلك تصديق النبى صلى الله عليه وسلم لأمية بن أبي الصلت حين أنشدوه :

رجلٌ وثورٌ تحتَ رجلِ يمينهِ
والنسرُ للأخرى وليثٌ مرصدُ

وقال في هامشه : وفي الإصابة 549 عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أُنشد هذا البيت فقال : صدق ، هكذا صفة حملة العرش .
وفي العقد الفريد عن ابن عباس قال : أنشدت النبي صلى الله عليه وسلم أبياتاً لأمية بن الصلت يذكر فيها حملة العرش وهي :

رجـلٌ وثورٌ تحـت رجـل يمينـه

والنسر للأخرى وليثٌ مرصدُ

والشمـسُ تطلـعُ كلَّ آخـر ليلـةٍ

فجراًوتصـبح لـونهـا يتوقَّدُ

تأبى فمــا تطلع لهم في وقتهـا

إلا معـــذبةً و إلا تجـــلــدُ

فتبسم النبي ( ص ) كالمصدق له؟

ـ وقال الطبري في تفسيره ج 25 ص 6 :
فقال كعب : سألت أين ربنا ؟ وهو على العرش العظيم متكئ ، واضع إحدى رجليه على الأخرى ! ومسافة هذه الأرض التي أنت عليها خمسمائة سنة ، ومن الأرض إلى الأرض مسيرة خمسمائة سنة . ثم قال: إقرأوا إن شئتم ( تكاد السموات تفطرن من فوقهن !! انتهى .

وهكذا فسر كعب الأحبار الآية بأن السموات تكاد تتشقق من ثقل الله تعالى وثقل الحيوانات التي تحمل عرشه فوقها !

وهذا ليس عجيباً من كعب لأن ثقافته وهواه يهوديان وإن أظهر الإسلام! ولكن العجيب أن يتبنى ذلك ؟ الذين يدعون أنهم وحدهم المسلمون !
وماذا نصنع لهم إذا كانوا يأخذون توحيدهم من كعب الأحبار ولا يأخذونه من أهل بيت نبيهم صلى الله عليه وآله !
ترى بعضهم يقرأون أحاديث كعب وتلاميذه بشغف سواءً تلك التي أسندوها عن النبي صلى الله عليه وآله أو التي لم يسندوها وأخذوها من التلمود وقصاصي اليهود . . ولهذا يقعون في ورطات مهلكات !
وتراهم في المقابل لايحبون أن ينظروا الى أحاديث أهل البيت حتى التي رووها عن جدهم المصطفى صلى الله عليه وآله ! مع أنهم يصححون حديث وصية النبي بالثقلين كتاب الله وأهل البيت .
ومع ذلك تراهم يدعون حب أهل البيت عليهم السلام ، ويتسمى مناظروهم بمحب أهل البيت ونصير أهل البيت ، وعملهم الهجوم على أهل البيت ومذهبهم ومحبيهم ، واتهامهم لهم بأنهم أخذوا مذهبهم من اليهود  ؟ ولو أنهم قرأوا أحاديث أهل البيت عليهم السلام بدل أحاديث كعب الاحبار والحاخامات ، لوجدوا فيها ما يخلصهم من هذه الورطات المهلكات .

ـ روى الكليني رحمه الله في الكافي ج 1 ص 93 عن الامام جعفر الصادق عليه السلام ، قال :
إن يهودياً يقال له سبحت ، جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال:  يا رسول الله جئت أسألك عن ربك، فإن أنت أجبتني عما أسألك عنه ، وإلا رجعت ؟
 قال : سل عما شئت .
 قال : أين ربك ؟
 قال : هو في كل مكان ، وليس في شئ من المكان المحدود ؟
 قال : وكيف هو ؟
قال : وكيف أصف ربي بالكيف والكيف مخلوق ، والله لا يوصف بخلقه
قال : فمن أين يعلم أنك نبي الله ؟
قال : فما بقي حوله حجر ولا غير ذلك إلا تكلم بلسان عربي مبين : يا سبحت إنه رسول الله ! فقال سبحت : ما رأيت كاليوم أمراً أبين من هذا! ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله ؟
ـ وفي نهج البلاغة ج 2 ص 116 :
186 ـ ومن خطبة له عليه السلام في التوحيد ، وتجمع هذه الخطبة من أصول العلم ما لاتجمعه خطبة :
ما وحده من كيفه ، ولاحقيقته أصاب من مثله ، ولاإياه عنى من شبهه ، ولا صمده من أشار إليه وتوهمه . كل معروف بنفسه مصنوع ، وكل قائم في سواه معلول . فاعل لا باضطراب آلة ، مقدر لا بجول فكرة ، غني لا باستفادة ، لاتصحبه الأوقات ، ولاترفده الأدوات ، سبق الأوقات كونه ، والعدم وجوده ، والابتداء أزله . بتشعيره المشاعر عرف أن لا مشعر له ، وبمضادته بين الأمور عرف أن لا ضد له ، وبمقارنته بين الأشياء عرف أن لا قرين له . ضاد النور بالظلمة ، والوضوح بالبهمة ، والجمود بالبلل ، والحرور بالصرد ، مؤلف بين متعادياتها ، مقارن بين متبايناتها ، مقرب بين متباعداتها مفرق بين متدانياتها .
لايشمل بحد ، ولايحسب ببعد ، وإنما تحد الأدوات أنفسها ، وتشير الآلة إلى نظائرها ، منعتها منذ القدمية ، وحمتها قد الأزلية ، وجنبتها لولا التكملة ، بها تجلى صانعها للعقول ، وبها امتنع عن نظر العيون ، لايجري عليه السكون والحركة ، وكيف يجري عليه ما هو أجراه ، ويعود فيه ما هو أبداه ، ويحدث فيه ما هو أحدثه ، إذن لتفاوتت ذاته ، ولتجزأ كنهه ولامتنع من الأزل معناه ، ولكان له وراء إذ وجد له أمام ، ولالتمس التمام إذ لزمه النقصان ، وإذن لقامت آية المصنوع فيه ، ولتحول دليلابعد أن كان مدلولاعليه ، وخرج بسلطان الإمتناع من أن يؤثر فيه ما يؤثر في غيره .
الذي لايحول ولايزول ، ولايجوز عليه الأفول ، ولم يلد فيكون مولوداً ، ولم يولد فيصير محدوداً ، جل عن اتخاذ الأبناء ، وطهر عن ملامسة النساء ، لاتناله الأوهام فتقدره ، ولاتتوهمه الفطن فتصوره ، ولاتدركه الحواس فتحسه ، ولا تلمسه الأيدي فتمسه .
لايتغير بحال ، ولايتبدل بالأحوال ، ولاتبليه الليالي والأيام ، ولايغيره الضياء والظلام ، ولايوصف بشيء من الأجزاء ، ولابالجوارح والأعضاء ، ولابعرض من الأعراض ، ولابالغيرية والأبعاض ، ولايقال له حد ولانهاية ، ولاانقطاع ولاغاية ، ولاأن الأشياء تحويه ، فتقله أو تهويه ، أو أن شيئاً يحمله فيميله أو يعدله ، ليس في الأشياء بوالج ، ولاعنها بخارج ، يخبر لابلسان ولهوات ، ويسمع لابخروق وأدوات ، يقول ولايلفظ ، ويحفظ ولايتحفظ ، ويريد ولايضمر ، يحب ويرضى من غير رقة ، ويبغض ويغضب من غير مشقة يقول لمن أراد كونه كن فيكون لابصوت يقرع ، ولابنداء يسمع ، وإنما كلامه سبحانه فعل منه أنشأه ، ومثله لم يكن من قبل ذلك كائناً ، ولو كان قديماً لكان إلهاً ثانياً لايقال كان بعد أن لم يكن ، فتجري عليه الصفات المحدثات ، ولايكون بينها وبينه فصل ، ولاله عليها فضل ، فيستوي الصانع والمصنوع ، ويتكافأ المبتدئ والبديع .
خلق الخلائق على غير مثال خلامن غيره ، ولم يستعن على خلقها بأحد من خلقه ، وأنشأ الأرض فأمسكها من غير اشتغال ، وأرساها على غير قرار ، وأقامها بغير قوائم ، ورفعها بغير دعائم ، وحصنها من الأود والإعوجاج ، ومنعها من التهافت والانفراج أرسى أوتادها ، وضرب أسدادها ، واستفاض عيونها ، وخد أوديتها ، فلم يَهِنْ ما بناه ، ولاضعف ما قواه ، هو الظاهر عليها بسلطانه وعظمته ، وهو الباطن لها بعلمه ومعرفته ، والعالي على كل شئ منها بجلاله وعزته ، لايعجزه شئ منها طلبه ، ولايمتنع عليه فيغلبه ، ولايفوته السريع منها فيسبقه ، ولايحتاج إلى ذي مال فيرزقه .
خضعت الأشياء له ، وذلت مستكينة لعظمته ، لاتستطيع الهرب من سلطانه إلى غيره ، فتمتنع من نفعه وضره ، ولاكفء له فيكافؤه ، ولانظير له فيساويه ، هو المفني لها بعد وجودها ، حتى يصير موجودها كمفقودها ، وليس فناء الدنيا بعد ابتداعها ، بأعجب من إنشائها واختراعها . . . انتهى

من تأثير تجسيم الوهابيين على أطفال المسلمين !

فرض علماء الوهابية مذهبهم في التجسيم على الثقافة الجينية في المملكة العربية السعودية ، وروجوا الأحاديث المتشابهة والموضوعة في التجسيم ، وكرروا ذكر أحاديث النزول وأحاديث يكشف عن ساقه في خطبهم بمناسبة وغيرها حتى فهم الناس منها النزول المادي والساق المادية ، وأن جهنم لاتمتلئ حتى يضع الله تعالى رجله فيها فتقول قط قط . . . الخ .
وكتبوها في مناهج التدريس ، فحفظها الأطفال الأبرياء ، ونشأت ناشئة من ذراري المسلمين تتصور أن التجسيم جزء من عقيدة الإسلام !
وقد حَدَّث أحد السعوديين أن معلماً في مدرسة في المملكة العربية السعودية سأل تلاميذه يوماً فقال : كيف نعرف الله ؟
فأجابه أحدهم: يا أستاذ نعرفه بأن رجله محروقة !
وهذا الطالب البريء لاذنب له لأنه تعلم أن المؤمنين لايعرفون ربهم يوم القيامة إلا بالعلامة التي بينهم وبينه وهي أنه يأتيهم ويكشف عن ساقه فيعرفونه، وتعلم أن جهنم لاتمتلئ حتى يضع الله عز وجل فيها رجله ليملأها فتقول قط قط ، فلابد أن تكون النار قد لفحتها وأن تكون رجله التي يكشفها للمؤمنين محروقة بالنار !

ومن أحاديث المدارس الوهابية في اليمن ما نقله أحد العلماء الشوافع أن المدرس ركز على تدريس الطلاب حديث الحاخام وأصابع الله تعالى ، وقد عدت روايته ست أصابع لله تعالى !
وذات يوم صعد طالب ذكي على مرتفع في الملعب وقال لطلاب المدرسة: يأولاد أنا ربكم فاعبدوني ! لاني لي ست أصابع كما قال الاستاذ !!

فما ذنب فطرة هؤلاء الاطفال الابرياء الذين فطرهم الله تعالى على تنزيهه ، حتى يخربوها ويغرسوا في أذهانهم التجسيم ؟!
   dr. Sajid Sharif Atiya  سجاد الشمري 
sajidshamre@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق