قائمة المدونات التي اتابعها

الجمعة، 15 فبراير 2013

نشأة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وظهور أمره


بسم الله الرحمن الرحيم

تهكم المقلدين بمن ادّعى تجديد الدين المجدد الامام محمد بن عبد الوهاب النجدي

 نشأة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وظهور أمره
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعد: فهذا " بيان نشأة محمد بن عبد الوهاب وظهور أمره " نقلته حرفيًّا التزاماً بأمانة النقل من كتاب " الدرر السنية في الرد على الوهابية " من الحجم الصغير ص147/168 للشيخ العلامة / السيد أحمد بن السيد زيني دحلان .


يقول الشيخ : كان محمد بن عبد الوهاب في مبتدأ أمره يطلب العلم بالمدينة وأصله من بني تميم ، وكان من طلبة العلم بالمدينة يتردّد بينها وبين مكة ، فأخذ عن كثير من علماء المدينة منهم :
الشيخ محمد بن سليمان الكردي الشافعي والشيخ محمد حياة السند الحنفي ، وكان الشيخان المذكوران وغيرهما من أشياخه يتفرَّسون فيه الإلحاد والضلال ، ويقولون : سيضل هذا ويُضِلُّ الله به من أبعده وأشقاه ، فكان الأمر كذلك وما أخطأت فراستهم فيه .
وكان والده عبد الوهاب من العلماء الصالحين فكان أيضاَ يتفرَّس في ولده المذكور الإلحاد ويذمّه كثيراً ويحذر الناس منه ، وكذا أخوه سليمان بن عبد الوهاب فكان يُنكر ما أحدثه من البدع والضلالات والعقائد الزائغة ، وتقدم أنه ألف كتاباً في الرد عليه .

وكانت ولادة محمد بن عبد الوهاب سنة 1111 هـ ، وعاش عمراً طويلاً حتى بلغ عمره اثنين وتسعين سنة فإنه توفي سنة 1206 هـ .

ولما أراد إظهار ما زيَّنه له الشيطان من البدعة والضلالة انتقل من المدينة ورحل إلى المشرق وصار يدعو الناس إلى التوحيد وترك الشرك ، ويزخرف لهم القول ويُفهمهم أن ما عليه الناس كله شرك وضلال ويُظهر لهم عقيدته شيئاً فشيئا ، فتبعه كثير من غوغاء الناس وعوَّام البوادي .

وكان ابتداء ظهور أمره في الشرق سنة 1143 هـ واشتهر أمره بعد 1150 هـ بنجد وقراها .
 فتبعه وقام بنصرته أمير الدرعية محمد بن سعود وجعل ذلك وسيلة إلى اتساع ملكه ونفاذ أمره ، فحمل أهل الدرعية على متابعة محمد بن عبد الوهاب فيما يقول فتبعه أهل الدرعية وما حولها ، وما زال يطيعه على ذلك كثير من أحياء العرب حيّ بعد حيّ وقبيلة بعد قبيلة حتى قويَ أمره فخافته البادية .

 فكان يقول لهم : إنما أدعوكم إلى التوحيد وترك الشرك بالله ، ويزين لهم القول وهم بوادي في غاية الجهل لا يعرفون شيئاً من أمور الدين ، فاستحسنوا ما جاءهم به.

 وكان يقول لهم : إني أدعوكم إلى الدين وجميع ما هو تحت السبع الطباق مشرك على الإطلاق ومن قتل مشركاً فله الجنة ، فتابعوه وصارت نفوسهم بهذا القول مطمئنة فكان محمد بن عبد الوهاب بينهم كالنبي في أمته ، لا يتركون شيئا مما يقول ولا يفعلون شيئاً إلا بأمره ويعظمونه غاية التعظيم ، وإذا قتلوا إنساناً أخذوا ماله وأعطوا الأمير محمد بن سعود منه الخُمس واقتسموا الباقي ، وكانوا يمشون حيثما مشى ويأتمرون له بما شاء والأمير محمد بن سعود ينفِّذ كل ما يقول حتى اتسع له الملك .

وكانوا قبل اتساع ملكهم وتطاير شررهم أرادوا الحج في دولة الشريف مسعود بن سعيد بن سعد بن زيد ، وكانت ولاية الشريف مسعود إمارة مكة سنة 1146 هـ ، ووفاته سنة 1165 هـ فأرسلوا يستأذنوه في الحج وغاية مرادهم إظهار عقيدتهم وحمل أهل الحرمين عليها ، فأرسلوا قبل ذلك ثلاثين من علماءهم ظنا منهم أنهم يفسدون عقائد أهل الحرمين ويُدخِلون عليهم الكذب والمين وطلبوا الإذن في الحج ولو بشيء مقرر عليهم كل عام يدفعونه .

 وكان أهل الحرمين قد سمعوا بظهورهم في نجد وإفسادهم عقائد البوادي ولم يعرفوا حقيقة ذلك ، فلما وصل علماؤهم مكة أمر الشريف مسعود أن يناظرَ علماءُ الحرمين العلماءَ الذين بعثوهم فناظروهم فوجدوهم ضحكةً ومسخرةً كحُمُرٍ مستنفرة فرَّت من قسورة ، ونظروا إلى عقائدهم فإذا هي مشتملةٍ على كثير من المكفرات فبعد أن أقاموا عليهم الحجة والبرهان أمر الشريف مسعود قاضي الشرع أن يكتب حُجة بكفرهم الظاهر ليعلم به الأول والآخر ، وأمر بسجن أولئك الملاحدة الأنذال ووضعهم في السلاسل والأغلال ، فقبض منهم جماعة وسجنهم وفرَّ الباقون ووصلوا إلى الدرعية وأخبروا بما شاهدوا ، فعتا أميرهم واستكبر ونأى عن هذا المقصد وتأخر إلى أن مضت دولة الشريف مسعود وتوفي سنة 1165 ، ووليَ إمارة مكة أخوه الشريف مساعد بن سعيد ، فأرسلوا أيضاً يستأذنونه في الحج فأبى وامتنع من الإذن لهم فضعفت عن الوصول مطامعهم .

فلما مضت دولة الشريف مساعد وتوفي سنة 1184 ، وولي إمارة مكة أخوه الشريف أحمد بن سعيد أرسل أمير الدرعية جماعةً من علماءهم ، فأمر العلماء أن يختبروهم فاختبروهم فوجدوهم لا يتديَّنون إلا بدين الزنادقة ، فأبى أن يأذن لهم في الحج .

ثم انتزع إمارة مكة منه ابن أخيه الشريف سرور بن مساعد سنة 1186 ، فأرسلوا في مدة الشريف سرور يستأذنون في الحج ، فأجابهم بأنكم إن أردتم الوصول آخذُ منكم في كل سنة مثل ما آخذ من الرافضة والأعاجم وزيادة على ذلك مائة من الخيل الجياد فعظم عليهم دفع ذلك وأن يكونوا مثل الرافضة .

فلما توفي الشريف سرور سنة 1202 وولي إمارة مكة أخوه الشريف غالب أرسلوا أيضاً يستأذنون في الحج فمنعهم وتهددهم بالركوب عليهم وجهَّز عليهم جيشاً في ستة 1205 وتتابع بينه وبينهم القتال والحرب من سنة 1205 إلى سنة 1220 حتى دخلوا مكة بعد أن عجز عن دفعهم ووقع بينه وبينهم وقعات كثيرة قبل دخولهم مكة يطول الكلام بذكرها.

وكانوا في هذه المدة اتسع ملكهم وتطاير شررهم فملكوا جزيرة العرب ، فملكوا أولاً المشرق ثم إقليم الإحساء والبحرين .
وقَرُبَ ملكهم من بغداد والبصرة وملكوا الحرار بأسرها ثم الخيوف ذوات النخل ثم الحربية والفرع وجُهينة ثم ملكوا ما بين مدينة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والشام حتى قرب مُلكهم من الشام وحلب وملكوا العرب الذين بين الشام وحلب وبغداد وملكوا المدينة ومكة ، وقبل أن يملكوا مكة ملكوا القبائل التي حولها والطائف والقبائل التي حولها .

ولما ملكوا الطائف في ذي القعدة سنة 1217 هـ قتلوا الكبير والصغير والمأمور والآمر ، ولم ينج إلا من طال عمره ، وكانوا يذبحون الصغير على صدر أمه ونهبوا الأموال وسبوا النساء وفعلوا أشياء يطول الكلام بذكرها .

ثم قصدوا مكة في المحرَّم من سنة 1218 هـ ، ولم يكن للشريف طاقة لقتالهم ، فترك لهم مكة ونزل إلى جدة فخرج ناس من أهل مكة إليهم قبل دخولهم بمرحلتين وأخذوا منهم الأمان لأهل مكة فدخلوها بالأمان .

ثم توجهوا إلى جدة لقتال الشريف غالب فقاتلهم وأطلق عليهم المدافع فلم يستطيعوا دخول جدة ، فارتحلوا إلى ديارهم في شهر صفر من سنة 1218 وأبقوا بمكة من يقوم بحفظها من جماعتهم .

وفي شهر ربيع الأول من السنة المذكورة رجع الشريف غالب من جدة ومعه الباشا صاحب جدة وكثير من العساكر ، وأخرج من كان بمكة من جماعتهم واستولى على مكة كما كان ، ثم تتابع بينه وبينهم الحرب والغزوات إلى سنة 1220 ، فتغلبوا وملكوا جميع الأطراف وحاصروا مكة حتى اشتد البلاء وعم الغلاء وأكل الناس الكلاب والجيف ، ثم عقد الشريف غالب معهم الصلح فدخلوا مكة بالصلح واستمر ملكهم بها إلى سنة 1227 .

فأمر مولانا السلطان محمود الوزير المعظم والمشير المفخَّم بمصر محمد علي باشا فجهز عليهم الجيوش حتى أخرجهم من الحرمين ، ثم بعث الجيوش إلى قتالهم في ديارهم وسار مع بعض الجيوش حتى استأصلهم وقطع دابرهم ، وأرَّخ بعض العلماء تاريخ خروجهم من مكة بقوله قُطِع دابر الخوارج سنة 1227 .

والكلام على وقائعهم وما فعلوه بالمسلمين يطول ، فلا حاجة لذكره .

وكان الأمير الأول محمد بن سعود ، فلما مات قام أولاده بعده بما قام به ، ولما مات محمد بن عبد الوهاب قام أولاده أيضاً بما قام به ، وكان الأمير محمد بن سعود وأولاده إذا ملكوا قبيلة سلطوها على من دنا واقترب منها ، ويسلط الأخرى على ما بعدها حتى ملك جميع القبائل .

 وإذا أراد أن يغزو بلدةً من البلدان كتب لكل قبيلة يريد مسيرها معه كتاباً بقدر الخنصر يطلب منهم الحضور فيأتون إليه ومعهم جميع ما يحتاجون إليه من زاد وغيره ولا يكلفونه بشيء ، وليس له عسكر ولا جند ولا ديوان يحصيهم ، وإذا انتهبوا شيئاً يأخذون الأربعة أخماس ويعطونه الخُمس ويسيرون معه أينما يسير أُلوفاً مؤلفة لا يحصيهم إلا الله تعالى ولا يستطيعون مخالفته في نقير ولا قطمير .

وهذه بلية ابتلى الله بها عباده وهي فتنة من أعظم الفتن التي ظهرت في الإسلام ، طاشت من بلاياها العقول وحار فيها أرباب العقول ، ولبَّسوا فيها على الأغبياء ببعض الأشياء التي تُوهِمهم أنهم قائمون بأمر الدين وذلك مثل أمرهم البوادي بإقامة الصلاة والمحافظة على الجمعة والجماعات ومنعهم من الفواحش الظاهرة كالزنا واللواط وقطع الطريق فأمَّنوا الطرقات وصاروا يدعون الناس إلى التوحيد .

 فصار الأغبياء الجاهلون يستحسنون حالهم ويغفلون ويذهلون عن تكفيرهم المسلمين فإنهم كانوا يحكمون على الناس بالكفر من منذ ستمائة سنة ، وغفلوا أيضاً عن استباحتهم أموال الناس ودماءِهم ، وانتهاكهم حرمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بارتكابهم أنواع التحقير له ولمن أحبَّه ، وغير ذلك من مقابحهم التي ابتدعوها وكفَّروا الأمة بها .

وكانوا إذا أراد أحد أن يتبعهم على دينهم طوعاً أو كرهاً يأمرونه بالإتيان بالشهادتين أولاً ثم يقولون له :
 إشهد على نفسك أنك كنت كافراً واشهد على والديك أنهما ماتا كافرين ، واشهد على فلان وفلان أنه كان كافراً ويسمُّون له جماعة من أكابر العلماء الماضين فإن شهدوا بذلك قبلوهم وإلا أمروا بقتلهم .

وكانوا يصرِّحون بتكفير الأمة من منذ 332 سنة ، وأول من صرَّح بذلك محمد بن عبد الوهاب فتبعوه على ذلك ، وإذا دخل إنسان في دينهم وكان قد حجَّ حجَّة الإسلام قبل ذلك يقولون له حُجَّ ثانيا فإن حجتك الأولى فعلتها وأنت مشرك فلا يسقط عنك الحج ، ويسمُّون من اتبعهم من الخارج المهاجرين ، ومن كان من أهل بلدتهم يسمونهم الأنصار .

والظاهر من حال محمد بن عبد الوهاب أنه يدَّعي النبوة ، إلا أنه ما قدر على إظهار التصريح بذلك ، وكان في أول أمره مولعاً بمطالعة أخبار من ادَعى النبوة كاذباً كمسيلمة الكذاب وسجاح والأسود العنسي وطليحة الأسدي وأضرابهم ، فكأنه يُضمر في نفسه دعوى النبوَّة ولو أمكنه إظهار هذه الدعوة لأظهرها .

وكان يقول لأتباعه إني أتيتكم بدين جديد ويظهر ذلك من أقوله وأفعاله ، ولهذا كان يطعن في مذاهب الأئمة وأقوال العلماء ، ولم يقبل من دين نبينا صلى الله عليه وآله وسلم إلا القرآن ، ويؤوله على حسب مراده ، مع أنه إنما قَبِله ظاهراً فقط لئلا يعلم الناس حقيقة أمره فينكشفوا عنه بدليل أنه هو وأتباعه إنما يؤولونه على حسب ما يوافق أهواءهم .

 لا بحسب ما فسّره به النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه والسلف الصالح وأئمة التفسير ، فإنه كان لا يقول بذلك ولا يقول بما أمد القرآن من أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأقاويل الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين ، ولا بما استنبطه الأئمة من القرآن والحديث ولا يأخذ بالإجماع ولا بالقياس الصحيح .

وكان يدّعي الانتساب إلى مذهب الإمام أحمد رضي الله عنه كذِباً وتستراً وزوراً ، والإمام أحمد بريء منه ، ولذلك انتدب كثير من علماء الحنابلة المعاصرين له للردِّ عليه ، وألَّفوا في الردِّ عليه رسائل كثيرة ، حتى أخوه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب ألَّف رسالة في الرد عليه كما تقَّدم .

وتمسَّك في تكفير المسلمين بآيات نزلت في المشركين ، فحملها على الموحِّدين ، وقد روى البخاري عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما في وصف الخوارج أنهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفَّار فجعلوها في المؤمنين ، وفي رواية أخرى عن ابن عمر عند غير البخاري أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال :
 ( أخوف ما أخاف على أمتي رجل متأول للقرآن يضعه في غير موضعه ) ، فهذا وما قبله صادق على ابن عبد الوهاب ومن تبعه .

وأعجب من ذلك كله أنه كان يكتب إلى عمّاله الذين هم من أجهل الجاهلين اجتهدوا بحسب فهمكم وانظروا واحكموا بما ترونه مناسباً لهذا الدين ولا تلتفتوا لهذه الكتب فإن فيها الحق والباطل ، وقتل كثيراً من العلماء والصالحين وعوَّام المسلمين لكونهم لم يوافقون على ما ابتدعه ، وكان يقسِّم الزكاة على ما يأمره به شيطانه وهواه ، وكان أصحابه لا يتخذون مذهباً من المذاهب بل يجتهدون كما أمرهم ويتسترون ظاهراً بمذهب الإمام أحمد ويُلبِسون بذلك على العامة ، وكان ينهى عن الدعاء بعد الصلاة ويقول :
 إن ذلك بدعة وإنكم تطلبون بذلك أجراً .
وقد اعتنى كثير من العلماء من أهل المذاهب الأربعة للردِّ عليه في كتب مبسوطة عملاً بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
 ( إذا ظهرت البدع وسكت العالم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ) وبقوله صلى الله عليه وآله وسلم :
 ( ما ظهر أهل بدعة إلا أظهر الله فيهم حجته على لسان من شاء من خلقه ) فلذلك انتدب للردِّ عليه علماء المشرق والمغرب من جميع المذاهب ، والتزم بعضهم في الردّ عليه بأقوال الإمام أحمد وأهل مذهبه وسألوه عن مسائل يعرفها أقلّ طلبة العلم فلم يقدر على الجواب عنها لأنه لم يكن له تمكّن في العلوم وإنما عرف هذه النزعات التي زينها له الشيطان .

فممن ألف في الرد عليه وسأله عن بعض المسائل فعجز :
 العلامة الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن عفالق ، فإنه ألف كتاباً جليلاً سمّاه ( تهكم المقلدين بمن ادّعى تجديد الدين ) وردّ عليه في كل مسألة من المسائل التي ابتدعها بأبلغ رد ، ثم سأله عن أشياء تتعلق بالعلوم الشرعية والأدبية بسؤالات عن الرسالة كتبها وأرسلها له فعجز عن الجواب عن أقلها فضلاً عن أجلها .
وهذا هو قرن الشيطان الذي أخبر عنه الرسول ص يظهر من نجد .
وصلى الله عليه واله وصحبه اجمعين الى يوم الدين ؟
dr. Sajid Sharif Atiya سجاد الشمري 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق