قائمة المدونات التي اتابعها

الخميس، 7 فبراير 2013

يا فاطمة ؟ إن الله يغضب لغضبك و يرضى لرضاك

بسم الله الرحمن الرحيم

بن تيمية وكتاب الله وسنتي اهل بيتي

 ومن طريق الطبراني وغيره بإسناد صحيح قول رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم :
 أللهم وال من والاه، وعاد من عاداه (إلى قوله) : و أدر الحق معه حيث دار (وبهذا اللفظ رواه الشهرستاني في نهاية الإقدام ص 493) : وصح عنه صلى الله عليه وآله قوله : رحم الله عليا أللهم أدر الحق معه حيث دار (مستدرك الحاكم 3 ص 125، جامع الترمذي 2 ص 213، الجمع بين الصحاح لابن الأثير، كنز العمال 6 ص 157، نزل الأبرار 24).
 (وقال الرازي في تفسيره 1 ص 111. وأما أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان يجهر بالتسمية فقد ثبت بالتواتر، ومن اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب فقد اهتدى والدليل عليه قوله عليه السلام : أللهم أدر الحق مع علي حيث دار).
 وحكي الحافظ الكنجي في (الكفاية ص 135)، وأخطب خوارزم في (المناقب 77 ) عن مسند زيد قوله صلى الله عليه وآله لعلي : إن الحق معك والحق على لسانك وفي قلبك وبين عينيك، والإيمان مخالط لحمك ودمك كما خالط لحمي ودمي.
 وأخرج غير واحد عن أبي سعيد الخدري عنه صلى الله عليه وآله إنه قال مشيرا إلى علي : الحق مع ذا، الحق مع ذا (مسند أبي يعلى، سنن سعيد بن منصور، مجمع الزوائد للحافظ الهيثمي 7 ص 35 وقال : رواه أبو يعلى ورجاله ثقات) وفي لفظ ابن مردويه عن عايشة عنه صلى الله عليه وآله : الحق مع ذا يزول معه حيثما زال.
 وأخرج ابن مردويه والحافظ الهيثمي في (مجمع الزوائد 9 ص 134) عن أم سلمة أنها كانت تقول : كان علي على الحق، من اتبعه اتبع الحق، ومن تركه ترك الحق، عهدا معهودا قبل يومه هذا (في لفظ الهيثمي : عهد معهود ).
 ولا يذهب على القارئ أن هذا الحديث عبارة أخرى لما ثبتت صحته عن أم سلمة من قوله صلى الله عليه وآله وسلم :
 علي مع القرآن والقرآن معه لا يفترقان حتى يردا علي الحوض (مستدرك الحاكم 3 ص 124 صححه هو وأقره الذهبي، المعجم الأوسط للطبراني وحسن سنده، الصواعق 74، 75، الجامع الصغير 2 ص 140، تاريخ الخلفاء للسيوطي 116، فيض القدير 4 ص 358 ).
 وكلا الحديثين يرميان إلى مغزى الصحيح المتواتر الثابت عنه صلى الله عليه وآله وسلم من قوله :
 إني تارك أو : مخلف فيكم الثقلين، أو : الخليفتين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي، لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض.
 فإذا كان ما يراه ابن تيمية غير ممكن الصدور عن مبدأ الرسالة فهذه الأحاديث كلها مما يغزو مغزاه يجب أن ينزه صلى الله عليه وآله عنها، ولا أحسب أن أحدا يقتحم ذلك الثغر المخوف إلا من هو كمثال ابن تيمية لا يبالي بما يتهور فيه، فدعه وتركاضه، ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون. حديث إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يا فاطمة ؟ إن الله يغضب لغضبك و يرضى لرضاك.
 قال بن تيمية : فهذا كذب منه، ما رووا هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرف هذا في شئ من كتب الحديث المعروفة، ولا الاسناد معروف عن النبي صلى الله عليه وسلم لا صحيح ولا حسن.
 20 ص 170 ج ليتني عرفت هل المقحم للرجل في أمثال هذه الورطة جهله المطبق وضيق حيطته عن الوقوف على كتب الحديث ؟
 أما الحديث فله إسناد معروف عند الحفاظ والأعلام، صححه بعضهم وحسنه آخر، وأنهوه إلى النبي الأقدس صلوات الله عليه وآله وممن أخرجه :
1 ـ الإمام أبو الحسن الرضا سلام الله عليه في مسنده كما في (الذخاير 39).
2 ـ الحافظ أبو موسى ابن المثنى البصري المتوفى 252 كما في معجمه.
3 ـ الحافظ أبو بكر ابن أبي عاصم المتوفى 287 كما في (الإصابة) وغيره .
4 ـ الحافظ أبو يعلى الموصلي المتوفى 307 في سننه.
5 ـ الحافظ أبو القاسم الطبراني المتوفى 360 في معجمه.
6 ـ الحافظ عبد الله الحاكم النيسابوري المتوفى 405 في (المستدرك 3 ص 154 وصححه).
7 ـ الحافظ أبو سعيد الخركوشي المتوفى 406 في مؤلفه.
8 ـ الحافظ أبو نعيم الاصبهاني المتوفى 430 في (فضايل الصحابة) .
9 ـ الحافظ أبو القاسم ابن عساكر المتوفى 571 في (تاريخ الشام) .
10 ـ الحافظ أبو المظفر سبط ابن الجوزي المتوفى 654 في( تذكرته ص 175).
11 ـ الحافظ أبو العباس محب الدين الطبري المتوفى 694 في (الذخاير 39).
12 ـ الحافظ أبو الفضل ابن حجر العسقلاني المتوفى 852 في (الإصابة 4 ص 378).
13 ـ الحافظ شهاب الدين ابن حجر الهيثمي المتوفى 954 في (الصواعق 105).
14 ـ أبو عبد الله الزرقاني المالكي المتوفى 1122 في شرح (المواهب 3 ص 202).
15 ـ أبو العرفان الصبان المتوفى 1206 في (إسعاف الراغبين 171) وقال : رواه الطبراني وغيره بإسناد حسن.
16 ـ البدخشي صاحب (مفتاح النجا) في (نزل الأبرار ص 47 21) قال: حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في علي :
 هذا فاروق أمتي يفرق بين أهل الحق والباطل. وقول ابن عمر : ما كنا نعرف المنافقين على عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ببغضهم عليا. فلا يستريب أهل المعرفة بالحديث أنهما حديثان موضوعان مكذوبان على النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرو واحد منهما في كتب العلم المعتمدة ولا لواحد منهما إسناد معروف( 2 ص 179) .
 - إن أجمع كلمة تنطبق على هذا المغفل هو ما قيل في غيره قبل زمانه: اعطي مقولا ولم يعط معقولا. فتراه في أبحاث كتابه يقول ولا يعقل ما يقول، ويرد غير القول الذي قد قيل له، فهذا آية الله العلامة الحلي يروي عن ابن عمر قوله : ما كنا نعرف المنافقين، إلخ.
 وبن تيمية يقول إنه حديث مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعقل أن راويه لم يعزه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكان حق المقام أن يفند نسبته إلى ابن عمر، على أن ابن عمر لم يتفرد بهذا القول وإنما أصفق معه على ذلك لفيف من الصحابة منهم :
1 ـ أبو ذر الغفاري فإنه قال : ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا بثلاث : بتكذيبهم الله ورسوله. والتخلف عن الصلاة. وبغضهم علي بن أبي طالب.
[أخرجه الخطيب في (المتفق )، محب الدين الطبري في (الرياض 2 ص 215)، الجزري في (أسنى المطالب ص 8 ) وقال : وحكي عن الحاكم تصحيحه. السيوطي في (الجامع الكبير كما في ترتيبه 6 ص 390) ].
2 ـ أبو سعيد الخدري قال : كنا نعرف المنافقين نحن معشر الأنصار ببغضهم عليا وفي لفظ الزرندي : ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ببغضهم عليا.
 [جامع الترمذي 2 ص 299، حلية الأولياء 6 ص 295، الفصول المهمة ص 126، أسنى المطالب للجزري ص 8، مطالب السئول ص 17، نظم الدرر للزرندي، الصواعق 73].
3 ـ جابر بن عبد الله الأنصاري قال : ما كنا نعرف المنافقين إلا ببغض أو : ببغضهم علي بن أبي طالب.
[أخرجه أحمد في (المناقب )، ابن عبد البرقي (الاستيعاب 3 ص 46) هامش الإصابة، الحافظ محب الدين في (الرياض 2 ص 214)، الحافظ الهيثمي في (مجمع الزوائد 9 ص 132) ].
4 ـ أبو سعيد محمد بن الهيثم قال : إن كنا لنعرف المنافقين نحن معشر الأنصار إلا ببغضهم علي بن أبي طالب. أخرجه الحافظ الجزري في (أسنى المطالب ص 8).
 5 - أبو الدرداء قال : إن كنا نعرف المنافقين معشر الأنصار إلا ببغضهم علي بن أبي طالب. أخرجه الترمذي كما في (تذكرة سبط ابن الجوزي ص 17).
 ولم تكن هذه الكلمات دعاوي مجردة من القوم وإنما هي مدعومة بما وعوه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في علي عليه السلام وإليك نصوصه :
1 ـ عن أمير المؤمنين أنه قال : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي إلي : أنه لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق.
 مصادره :
أخرجه مسلم في صحيحه كما في (الكفاية )، الترمذي في جامعه 2 ص 299 من غير قسم وقال : حسن صحيح، (أحمد في مسنده 1 ص 84)، (ابن ماجة في سننه 1 ص 55)، (النسائي في سننه 8 ص 117 وفي خصايصه 27)، (أبو حاتم في مسنده)، (الخطيب في تاريخه 2 ص 255)، (البغوي في المصابيح 2 ص 199)، (محب الدين الطبري في رياضه 2 ص 214)، (ابن عبد البر في الاستيعاب 3 ص 37).
و (ابن الأثير في جامع الأصول وكما في تلخيصه تيسير الوصول 3 ص 272 عن مسلم والترمذي والنسائي)، (سبط ابن الجوزي في تذكرته 17)، ابن طلحة في مطالب السئول 17).
و ((ابن كثير في تاريخه 7 ص 354 عن الحافظ عبد الرزاق وأحمد ومسلم وعن سبعة أخرى وقال : هذا هو الصحيح، شيخ الاسلام الحموي في فرايده في الباب ال‍22 بطرق أربعة، الجزري في أسنى المطالب 7 وصححه)).
 و (ابن الصباغ المالكي في الفصول 124)، (ابن حجر الهيثمي في الصواعق 73)، (ابن حجر العسقلاني في فتح الباري 7 ص 57).
و ((السيوطي في جمع الجوامع كما في ترتيبه 6 ص 394 عن الحميدي. وابن أبي شيبة. وأحمد. والعدني. والترمذي والنسائي. وابن ماجة. وابن حبان في صحيحه. وأبي نعيم في الحلية. وابن أبي عاصم في سننه)).
و (القرماني في تاريخه هامش الكامل 1 ص 216)، (الشنقيطي في الكفاية 35 وصححه).
 و (( العجلي في كشف الخفاء 2 ص 382 عن مسلم. والترمذي. والنسائي. وابن ماجة، وقد صدقه بدر الدين بن جماعة حين قال ابن حيان أبو حيان الأندلسي : قد روى علي قال : عهد إلي النبي.. الخ. هل صدق في هذه الرواية ؟ ! فقال له ابن جماعة : نعم. فقال : فالذين قاتلوه وسلوا السيوف في وجهه كانوا يحبونه أو يبغضونه ؟ الدرر الكامنة 4 ص 208 )).
 صورة أخرى من الحديث :
 عن أمير المؤمنين : لعهد النبي صلى الله عليه وسلم إلي : لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق.
 مصادره :
( أخرجه أحمد في مسنده 1 ص 95، 138). (الخطيب في تاريخه 14 ص 426). (النسائي في سننه 8 ص 117وفي خصايصه 27).
و (أبو نعيم في الحلية 4 ص 185 بعدة طرق وفي إحدى طرقه : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة وتردى بالعظمة أنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلي... إلخ. وقال : هذا حديث صحيح متفق عليه).
و( ابن عبد البر في الاستيعاب 3 ص 37 وقال : روته طائفة من الصحابة)، (ابن أبي الحديد في شرحه 2 ص 284 وقال : هذا الخبر مروي في الصحاح).
و (وقال في ج 1 ص 364 : قد اتفقت الأخبار الصحيحة التي لا ريب فيها عند المحدثين على أن النبي قال له : لا يبغضك إلا منافق، ولا يحبك إلا مؤمن)، (شيخ الاسلام الحموي في الباب ال‍22، الهيثمي في مجمع الزوائد 9 ص 133). (السيوطي في جامعه الكبير كما في ترتيبه 6 ص 152، 408 من عدة طرق)، (ابن حجر في الإصابة 2 ص 509).
صورة ثالثة للحديث :
قال أمير المؤمنين عليه السلام : لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني، ولو صببت الدنيا بجماتها على المنافقين على أن يحبني ما أحبني، وذلك أنه قضي فانقضى على لسان النبي الأمي صلى الله عليه وآله أنه قال : يا علي ؟ لا يبغضك مؤمن، ولا يحبك منافق.
المصدر , تجدها في نهج البلاغة، وقال ابن أبي الحديد في شرحه 4 ص 264 : مراده عليه السلام من هذا الفصل إذكار الناس ما قاله فيه رسول الله صلى الله عليه وآله.
 صورة رابعة للحديث :
في خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام: قضاء قضاه الله عز وجل على لسان نبيكم النبي الأمي أن لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق.
المصادر : (أخرجه الحافظ ابن فارس)، (وحكاه عنه الحافظ محب الدين في الرياض 2 ص 214).
و ((وذكره الزرندي في نظم درر السمطين وفي آخره : وقد خاب من افترى. - صدر الحديث- عن أبي الطفيل قال : سمعت عليا عليه السلام وهو يقول : لو ضربت خياشيم المؤمن بالسيف ما أبغضني، ولو نثرت على المنافق ذهبا وفضة ما أحبني، إن الله أخذ ميثاق المؤمنين بحبي وميثاق المنافقين ببغضي، فلا يبغضني مؤمن، ولا يحبني منافق أبدا)).
 و ((عن حبة العرني عن علي عليه السلام إنه قال : إن الله عز وجل أخذ ميثاق كل مؤمن على حبي، وميثاق كل منافق على بغضي، فلو ضربت وجه المؤمن بالسيف ما أبغضني، ولو صببت الدنيا على المنافق ما أحبني. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1 ص 364)).
 2 - عن أم سلمة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : لا يحب عليا المنافق، و لا يبغضه مؤمن.
 المصادر : الترمذي في جامعه 2 ص 213 وصححه. ابن أبي شيبة. الطبراني. (البيهقي في المحاسن والمساوي 1 ص 29). (محب الدين في رياضه 2 ص 214). (سبط ابن الجوزي في تذكرته 15). (ابن طلحة في مطالب السئول 17). (الجزري في أسنى المطالب 7). (السيوطي في الجامع الكبير كما في ترتيبه 6 ص 152، 158).
 صورة أخرى للحديث :
عن أم سلمة قالت : إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي : لا يبغضك مؤمن، ولا يحبك منافق.
المصادر (الإمام أحمد في المناقب )، (محب الدين في الرياض 2 ص 214)، (ابن كثير في تاريخه 7 ص 354).
صورة ثالثة للحديث :
أخرج ابن عدي في كامله عن البغوي بإسناده عن أم سلمة قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي لعلي:
 لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق.
3 ـ في خطبة للنبي صلى الله عليه وآله : يا أيها الناس ؟ أوصيكم بحب ذي قرنيها أخي وابن عمي علي بن أبي طالب فإنه لا يحبه إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا منافق. [مناقب أحمد، الرياض النضرة 2 ص 214، شرح ابن أبي الحديد 2 ص 451، تذكرة السبط 17].
 4 - عن ابن عباس قال : نظر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى علي فقال : لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق.
 أخرجه الحافظ الهيثمي في (مجمع الزوائد) 9 ص 133.
 وهذا الحديث مما احتج به أمير المؤمنين عليه السلام يوم الشورى فقال: أنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له صلى الله عليه وآله وسلم : لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق، غيري! قالوا : أللهم لا ؟ (حديث المناشدة).
هذا ما عثرنا عليه وما فاتنا منها أكثر، ولعلك بعد هذه كلها لا تستريب في أنه لو كان هناك حديث متواتر يقطع بصدوره عن مصدر الرسالة فهو هذا الحديث أو أنه من أظهر مصاديقه؟
 كما أنك لا تستريب بعد ذلك كله أن أمير المؤمنين عليه السلام بحكم هذا الحديث الصادر ميزان الإيمان ومقياس الهدى بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وهذه صفة مخصوصة به عليه السلام وهي لا تبارحها الإمامة المطلقة، فإن من المقطوع به أن أحدا من المؤمنين لم يتحل بهذه المكرمة، فليس حب أي أحد منهم شارة إيمان ولا بغضه سمة نفاق، وإنما هو نقص في الأخلاق وإعواز في الكمال ما لم تكن البغضاء لإيمانه، وأما إطلاق القول بذلك مشفوعا بتخصيصه بأمير المؤمنين فليس إلا ميزة الإمامة ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
 لولاك يا علي : ما عرف المؤمنون بعدي. (مناقب ابن المغازلي، شمس الأخبار 37، الرياض 2 ص 202، كنز العمال 6 ص 402)
 وقال : والله لا يبغضه أحد من أهل بيتي ولا من غيرهم من الناس إلا وهو خارج من الإيمان (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2 ص 78).
 ـ ألا ترى كيف حكم عمر بن الخطاب بنفاق رجل رثاه يسب عليا وقال: إني أظنك منافقا ! [أخرجه الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخه 7 ص 453 ].
 أخرج عن هؤلاء جمع كثير من الحفاظ والأعلام منهم : الحاكم أبو نعيم الطبراني البيهقي العدني البزار العقيلي المحاملي الحاكمي ابن عساكر الكنجي محب الدين الحموي القرشي الأيجي ابن أبي الحديد الهيثمي السيوطي المتقي الهندي الصفوري ولفظ الحديث عندهم:
ستكون بعدي فتنة فإذا كان ذلك فألزموا علي بن أبي طالب فإنه أول من يصافحني يوم القيامة، وهو الصديق الأكبر، وهو فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين  .
وبعد هذا كله تعرف قيمة ما يقوله أو يتقوله (ابن تيمية) من [ أن الحديثين لم يرو واحد منهما في كتب العلم المعتمدة، ولا لواحد منهما إسناد معروف ] فإذا كان لا يرى الصحاح والمسانيد من كتب العلم المعتمدة، وما أسنده الحفاظ والأئمة وصححوه إسنادا معروفا ؟
فحسبه ذلك جهلا شائنا، وعلى قومه عارا وشنارا؟
وصلى الله على محمد واله وصحبه اجمعين الى يوم الدين.
   dr. Sajid Sharif Atiya  سجاد الشمري 
sajidshamre@hotmail.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق