بسم
الله الرحمن الرحيم
موقف الشيعة والسنة من روايات تحريف القران المجيد
الكافي
وصحيح البخاري وصحيح مسلم :
ان الكافي لايصل الى
درجة الصحاح عند السنة ( لأن الشيعة لايرون صحة جميع ماجاء فيه) بل يرون فيه
الصحيح والسقيم ( والضعيف والقوي والمرسل والمسند الخ). (مرآة
العقول للعلامة المجلسي)
فقام
علماء السنة بانتقاء الصحاح الستة من بين المصنفات الحديثية والمسانيد الاخرى .
وصنفوها بالدرجة الاولى من الصحة والوثاقة ومن
هذا المنطلق يقول الفضل بن روزبهان :( وليس أخبار الصحاح الستّة مثل أخبار الروافض
فقد وقع إجماع الأئمة على صحتها) (احقاق الحق ج 2 ص
235).
ومن هنا قال بعضهم
في سنن الترمذي- وهو من الصحاح - أيضاً: (من كان في بيته هذا الكتاب كأن في بيته
نبي يتكلم ) (تذكرة الخواص ج 2 ص 634) ؟
قال محمد بن يوسف
الشافعي :(إن أول من صنف في الصحيح' البخاري. وتلاه ابو الحسين مسلم بن الحجاج
القشيري. وكتابهما أصح الكتب بعد كتاب الله العزيز) (مقدمة فتح الباري ص 8)
وقال الحافظ
النيسابوري :( ما تحت أديم السماء ' أصح من كتاب مسلم ) (وفيات الاعيان ج 4 ص 208)
ويقول النووي : (
أول مصنف في الصحيح المجرّد : صحيح البخاري ثم صحيح مسلم وهما أصح الكتب
بعد القرآن : والبخاري أصحهما , اكثرهما فائدة وقيل : مسلم أصح والصواب الاول
) (التقريب للنووي ص5)
ويقول أيضاً في
مقدمة شرح صحيح مسلم : ( اتفق العلماءعلى أن أصح الكتب بعد القران العزيز
الصحيحان البخاري ومسلم وتلقتهما الأمة بالقبول) (شرح
صحيح مسلم ص 15)
ويقول ابن حجر
الهيثمي :(روى الشيخان البخاري ومسلم في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب بعد
القرآن بإجماع من يعتد به ..) (الصواعق المحرقة ص
5)
ويقول كاتب شلبي :( والكتب المصنفة في علم
الحديث أكثر من أن تحصى إلاّ أن السلف والخلف قد أطبقوا على أن أصح
الكتب بعد كتاب الله سبحانه وتعالى صحيح البخاري ثم صحيح مسلم ) (كشف الظنون ج1 ص641)
وإلتزموا بنقل
الصحاح من هؤلاء العلماء أيضاً : أحمد بن حنبل وعنه : إنه شـرط في مسنده الصحيح .
راجع طبقات الشافعية ' ترجمة أحمد .
الحاكم النيسابوري
وألف أبو عبد الله الحاكم النيسابوري كتاب (المستدرك على الصحيحين) ذكر فيه ما فات
البخاري ومسلماً ممّا على شرطهما أو شرط أحدهما أو هو صحيح.. (راجع فيض القدير في شرح الجامع الصغير ج1ص26) .
موازنة بين روايات
الشيعة والسنة :
وبعد فان الاحاديث
الكثيرة التي رواها اهل السنة في صحاحهم ومسانيدهم وكتبهم المعتبرة . والتي ملأ
المحدث النوري كتابه بها كما خدعت آخرين . إن هذه الاحاديث لايمكن أن يقاس بها
ماورد من طرق الشيعة وذلك لعدة أمور:
1- من حيث الدلالة. فان معظم مارواه الشيعة إما هو تفسير أو
تأويل أو له ظهور تام في عدم التحريف أو لغير ذلك من أمور.
بخلاف
مارواه اهل السنة فان الكثير منه هو صريح في التحريف ولايقبل التأويل ولا الحمل.
2- من حيث الكم فروايات الشيعة أقل بكثير من روايات اهل السنة.
وللحكم بصدق ما نقول راجع بنفسك وقارن !
3- من حيث السند فان
روايات اهل السنة قد وردت بأسانيد صحيحة وأخرجها أصحاب الصحاح في صحاحهم وفي
غيرهـا من الكتب المعتمدة ولاسيما البخاري ومسلم ومسند احمد والموطأ وغير ذلك. ومعلوم : انهم يحكمون بصحة جميع ماورد في البخاري ومسلم
وحتى الموطأ ومسند أحمد فضلاً عن الترمذي وأبي داود..الخ؟ بالاضافة الى ماروي في
المستدرك وغيره مما لامجال للشك في صحة ماخرجوه في كتبهم على شرط الشيخين.
أما
الشيعة فليس لديهم كتاب غير كتاب الله تعالى يُسمى بالصحيح ويوصف بالصحة كله .
وانهم لايرون صحة جميع مافي الكافي وغيره.
4- إن الشيعة يقولون : إنه لابد من عرض الحديث على كتاب الله
تعالى فما وافقه أخذوا به وما خالفه طرحوه .
واما اهل
السنة فيرون : أن السُنة قاضية على الكتاب وليس الكتاب بقاض على السنة؟ فراجع :
-
تأويل
مختلف الحديث ص199
-
وسنن
الدارمي ج1ص145
-
ومقالات
الاسلاميين ج1 ص324 وج2ص351
-
ودلائل
النبوة ج1 ص26
-
وميزان
الاعتـدال ج1 ص107
-
والجامع
لأحكام القران ج1ص38و39
-
كما ان بعض العلماء
الكبار من أهل السنة لايأبى عن الجهر بأن حديث : عرض
الحديث على الكتاب ماهو إلاّ من وضع الزنادقة راجع (جامع بيان العلم ج2ص233 ودلائل النبوة ). ومعنى ذلك هو :
لزوم الأخذ بأحاديث التحريف الكثيرة - الواردة في الصحاح وغيرها ولاتطرح - بسبب
منافاتها الظاهرة لقوله تعالى : {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}.
موقف الشيعة والسنة من روايات
التحريف
وخلاصة الامر هي ان الشيعة لايعتقدون بصحة جميع مروياتهم. ولذا ذكروا
اسناد الاحاديث لكي ينظر المدقق ويتحقق- بعد إنعام النظر في رجال الحديث أو غير
ذلك من المزايا- من صحة الحديث أو ضعفه .
وهذا ماينسحب على كتاب الكافي وغيره من كتب
الشيعة . وقد قسم كثير من علمائنا احاديث الكافي فخرج
بهذه النتيجة :
- الاحاديث الصحيحة هي 5072
- والاحاديث الحسنة 144
- والاحاديث الموثوقة 1128
- والاحاديث القوية 302
- والاحاديث الضعيفة 9485
راجع
كتاب روضات الجنات الخوانساري والحديث والمحدثون للحسني .
وقد أكد هذا المحقق
الجليل في نفس الكتاب المذكور :( ان المتقدمين لم يُجمعوا على الاعتماد على جميع
مروياته - ويقصد الكافي- جملة وتفصيلا) (صـفحة
132و134) .
بالاضافة الى ماسبق ان الكليني انما اورد جانباً
من هذا النوع من الروايات في قسم النوادر الامر الذي يُشير
الى انه يعتبرها أخبار آحاد وردت مورد الشذوذ والندرة التي يرى العلماء انها
لاتنسجم كثيراً مع ماعداها فيفردون لها باباً بهذا الاسم عادةً . وبعد هذا
نقول ان اكثر روايات التحريف روايات ضعيفة ينتهي اسنادها الى الضعاء كما ذكرها
علماؤنا في : (مجمع البيان ج1ص15وأوائل المقالات ص195
وبحار الانوار ج89 ص75) .
كما ان قسماً كبيراً من روايات التحريف تنتهي الى احمد بن محمد السياري وقد ضعفه
علماؤنا وقالوا عنه :
(ضعيف
الحديث فاسد المذهب) رجال النجاشي
ص80 وقاموس الرجال ومعجم رجال الحديث وخلاصة الرجال .
ان كلاً من (علماء
الشيعة وعلماء السنة) قد وقفوا من روايات التحريف -موقفاً سلبياً- ورفضوا القول
بمضمونها وفندوه بما لامزيد عليه .
ورأوا في هـذه
الاخبار : أخبارآحاد ( لايمكن الاعتماد عليها في أمر يمس العقيدة) التي لابد فيها
من الادلة القاطعة (والبراهين الساطعة).
ونكرر ان مـجرد الرواية لحديث لايعني : أن
الراوي يعتقد بمضمون مايرويه فمن أودع في كتابه بعض الاخبار التي قد يقال بدلالتها
على التحريف.
لايصح نسبة القول
بالتحريف إليه ( ولا يجوز أخذ عقيدة الشيعة من كتب
الحديث دون الرجوع الى ماكتبه أعلامهم في العقائد لأن الحديث المجرد بذاته لا يمثل
عقيدة) وإلاّ لكان البخاري ومسلم وأصحاب الصحاح
والمجاميع الحديثية وسائر أئمة الحديث , وجل علماء أهل السنة ( لكانوا قائلين
بالتحريف ) لأنهم جميعاً رووّا أخبار تحريف القرآن في كتبهم وصحاحهم
والروايات الموجودة عندهم أضعاف ما في كتبنا وهذا مالم يقله الشيعة على اخوانهم
السنة .
أقوال وشهادات علماء
السنة في حـق الشيعة :
وليس الشيعة الامامية وحدهم يتبرأون من القول
بالتحريف' بل غيرهم من ذوي المذاهب الاخرى أيضاً يُبرؤنهم عن مثل هذه النسبة
الظالمة.
- هذا الامام الباحث المتتبع الشيخ رحمة الله الهندي الدهلوي في
كتابه النفيس (إظهار الحق) ما هذا لفظه :( القرآن
المجيد عند جمهور الشيعة الامامية الاثني عشرية محفوظ عن التغيير والتبديل ومن قال
منهم بوقوع النقصان فيه - وهم الفئة الاخبارية - فقول مردود غير مقبول عندهم..)
ثم يستشهد الامام الهندي بكلمات أعـلام الطـائفة أمثـال : الصدوق والمرتضى والطـوسي والطبرسي وغيرهم من أعلام ومشاهير الطائفة
.. (إظهار الحق تحقيق الدسوقي ج2ص206و9)
- ومن الاساتذة المعاصرين الشيخ محمد محمد المدني عميد كلية
الشريعة في الأزهر يقول :( وأما الامامية
يعتقدون نقص القرآن فمعاذ الله وإنـما هي
روايــات رويَـت في كتبهم' كما روي مثلها في كتبنا وأهل التحقيق من الفريقين قد
زيفوها وبينوا بطلانها وليس في الشيعة الامامية أو الزيدية من يعتقد ذلك ..)
(مجلة رسالة الاسلام الصادرة عن دار التقريب في القاهرة عدد44/382و5)
- وهذا الاستاذ البهنساوي وهو أحد مفكري الاخوان المسلمين
:( ..ان الشيعة الجعفرية الاثني عشرية يرون كفر من
حرّف القرآن الذي اجمعت عليه الامة منذ صدر الاسلام..) (السنة المفترى عليها صفحة 60) .
- وهذا الشيخ محمد الغزالي رحمه الله فيقول في كتابه دفاع عن
العقيدة ضد مطاعن المستشرقين :( سمعت من هؤلاء
يقول في مجلس علم : إن للشيعة قرآناً آخر يزيد عن قرآننا المعروف . فقلت له : أين
هذا القرآن ؟ ولماذا لم يطلع الانس والجن على نسخة منه خلال هذا الدهر الطويل ؟
لماذا يُساق هذا الافتراء ؟.. فلماذا هذا الكذب على الناس وعلى الوحي ).
- وهكذا يقول الدكتور محمد عبد الله دراز أيضاً يشهد بنزاهة
الشيعة الامامية عن تهمة القول بالتحريف إطلاقاً يقول :( ومهما يكن من أمر فان هذا المصحف هو الوحيد المتداول في
العالم الاسلامي بما فيه فرق الشيعة منذ ثلاثة عشر قرناً من الزمان ) مدخل الى القرآن الكريم صفحة 29 و40 .
وبعد هذه الشهادات
النزيهة هل يبقى شك في ان الشيعة تؤمن بسلامة القرآن الكريم من الزيادة والنقصان ؟
فلماذا يصر الوهابية على أن يُفحموا أهل السنة بأن الشيعة
تؤمن بالتحريف؟
أليس ذلك من أجل بث الشحناء والفرقة فيما بينهم
؟
وصلى الله على محمد واله وصحبه اجمعين الى يوم الدين.
dr. Sajid Sharif
Atiya سجاد
الشمري
sajidshamre@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق