قائمة المدونات التي اتابعها

الخميس، 7 فبراير 2013

هذه الآية نزلت بمكة باتفاق أهل العلم

بسم الله الرحمن الرحيم

رأي بن تيمية في قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى


قال الشيخ بن تيمية في منهاج السنة : قوله (يعني العلامة الحلي) : إيجاب مودة أهل البيت بقوله تعالى : قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى. غلط ومما يدل على هذا أن الآية مكية ولم يكن علي بعد وقد تزوج بفاطمة ولا ولد لهما أولاده. 2 ص 118.
 وقال في ص 250 : أما قوله (يعني العلامة) : وأنزل الله فيهم : قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى.
 فهذا كذب فإن هذه الآية في سورة الشورى وهي مكية بلا ريب نزلت قبل أن يتزوج علي بفاطمة، وقبل أن يولد له الحسن الحسين (إلى أن قال) : وقد ذكر طائفة من المصنفين من أهل السنة والجماعة والشيعة من أصحاب أحمد وغيرهم حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم : إن هذه الآية لما نزلت قالوا : يا رسول الله ؟ من هؤلاء ؟ ! قال : علي وفاطمة وابناهما.
 وهذا كذب باتفاق أهل المعرفة بالحديث، ومما يبين ذلك أن هذه الآية نزلت بمكة باتفاق أهل العلم فإن سورة الشورى جميعها مكية بل جميع ال حميم كلهن مكيات. ثم فصل تاريخ ولادة السبطين الحسنين إثباتا لاطلاعه وعلمه بالتاريخ. انتهى كلام بن تيمية ؟
 ـ لو لم يكن في كتاب بن تيمية إلا ما في هذه الجمل من التمويه على أجر صاحب الرسالة من القول والفرية الصريحة.
لم يصرح أحد بأن الآية مكية  ؟
 فضلا عن الاتفاق المكذوب على أهل العلم ؟
 ودعوى كون جميع سورة الشورى مكية تكذبها استثنائهم قوله تعالى : أم يقولون افترى على الله كذبا , إلى قوله : خبير بصير.
وهي أربع آيات , واستثناء بعضهم قوله تعالى : والذين إذا أصابهم البغي , إلى قوله من سبيل , وهي عدة آيات ؟
المصدر :
-        (تفسير الخازن 5 ص 94 -  الاتقان 1 ص 27) فضلا عن آية المودة.
-        ونص القرطبي في تفسيره 16 ص 1
-        والنيسابوري في تفسيره
-        والخازن في تفسيره 4 ص 49
-        والشوكاني في (فتح القدير) 4 ص 510 وغيرهم عن ابن عباس و قتادة على أنها مكية إلا أربع آيات أولها : قبل لا أسألكم عيه أجرا.
 وأما حديث إن الآية نزلت في علي وفاطمة وابناهما وإيجاب مودتهم بها فليس مختصا فقط بآية الله العلامة الحلي ولا بأمته من الشيعة فقط , بل أصفق المسلمون على ذلك ؟ إلا حملة لواء بني امية نظراء ابن تيمية وابن كثير؟
 ولم يقف القارئ ؟ ولن يقف على شئ من الاتفاق المكذوب على أهل المعرفة بالحديث؟
 ليت الرجل دلنا على بعض من أولئك المجمعين ؟
 أو على شئ من تآليفهم ؟ أو على نزر من كلماتهم ؟
وما فيه بلغة وكفاية نقلا عن جمع من الحفاظ والمفسرين من أعلام القوم وهم :
[ الإمام أحمد ابن المنذر ابن أبي حاتم الطبري الطبراني ابن مردويه الثعلبي أبو عبد الله الملا أبو الشيخ النسائي الواحدي أبو نعيم البغوي البزار ابن المغازلي الحسكاني محب الدين الزمخشري ابن عساكر أبو الفرج الحموي النيسابوري ابن طلحة الرازي أبو السعود أبو حيان ابن أبي الحديد البيضاوي النسفي الهيثمي ابن الصباغ الكنجي المناوي القسطلاني الزرندي الخازن الزرقاني ابن حجر السمهودي السيوطي الصفوري الصبان الشبلنجي الحضرمي النبهاني ؟ ]
 وقول الإمام الشافعي في ذلك مشهور قال :
يـا أهل بيت رسول الله حبكم     فرض من الله في القرآن أنزله
كفاكم  من عظيم القدر  أنكم     من لم يصل عليكم لا صلاة له
المصدر :
-        ذكرهما له ابن حجر في (الصواعق) 87
-        الزرقاني في شرح (المواهب) 7 ص 7
-        الحمزاوي المالكي في (مشارق الأنوار) 88
-        الشبراوي في (الإتحاف) 29
-        الصبان في الاسعاف 119.
وقال العجلوني (الشيخ إسماعيل بن محمد العجلوني الجراحي المتوفى 1162 توجد ترجمته في - سلك الدرر- للمرادي) في (كشف الخفاء ص 19 ج 1): وفي هذا مع زيادة قلت :
لقد حاز آل المصطفى أشرف الفخر
  بنسبتهم ؟ للطاهر الطيب الذكر
فحبهم فـرض على كل مؤمن
   أشار إليه الله في محكم الذكر
ومن يدعي من غيرهم نسبة له  
فذلك ملعون أتى أقبح الوزر
وقد خص منهم نسل زهراء الأشرف
بأطراف تيجان من السندس الخضر
ويغنيهم عن لبس ما خصهم به 
وجوه لهم أبهى من الشمس والبدر
ولم يمتنع من غيرهم لبس أخضر
على رأي من يعزى لأسيوط ذي الخبر
وقد صححوا عن غيره حرمة الذي 
رآه مباحا فاعـلم الحكم بالسبر
وأما إن تزويج علي بفاطمة عليهما السلام كان من حوادث العهد المدني، و قد ماشينا بن تيمية على نزول الآية في مكة فإنه لا ملازمة بين إطباق الآية بهما وبأولادهما وبين تقدم تزويجهما على نزولها كما لا منافاة بينه وبين تأخر وجود أولادهما على فرضه؟
 فإن مما لا شبهة فيه كون كل منهما من قربى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالعمومة والنبوة.
وأما أولادهما فكان من المقدر في العلم الأزلي أن يخلقوا منهما، كما أنه كان قد قضى بعلقة التزويج بينهما، وليس من شرط ثبوت الحكم بملاك عام يشمل الحاضر والغابر وجود موضوعه الفعلي بل إنما يتسرب إليه الحكم مهما وجد ومتى وجد وأنى وجد.
على أن من الممكن أن تكون قد نزلت بمكة في حجة الوداع وعلي قد تزوج بفاطمة وولد الحسنان؟
 ولا ملازمة بين نزولها بمكة وبين كونه قبل الهجرة.
ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق.
وصلى الله على محمد واله وصحبه اجمعين الى يوم الدين.
   dr. Sajid Sharif Atiya  سجاد الشمري 
sajidshamre@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق