قائمة المدونات التي اتابعها

الخميس، 7 فبراير 2013

الاصل هو الاطلاق في الشهادتين وعدم إضافة أي شرط اليهما

بسم الله الرحمن الرحيم

ماذا تعني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وصحبه أجمعين
الذي أدين به ويدين به كل من أسلم وجه لله, ماذا تعني هذه الكلمة , كيف شرحها العلماء , هل لها أركان , هل لها نواقض؟
من الواضح أن البحث في الشهادتين :
تارة ، يكون بحثا فقهيا في الاثر المترتب عليهما شرعا من الاسلام والكفر .. وهو محل بحثنا .
وأخرى يكون في معناهما واللوازم العقلية والنقلية التي تترتب على مدعيهما.
وهنا يأتي قوله تعالى : ياأيها الذين آمنوا ، آمنوا ..
وقوله تعالى : وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون .. .
الى آخر أنواع الايمان والكفر والشرك النظري والعملي .
وكلامنا في المستوى الاول فقط ، فهو الذي يدور مداره الحكم بالاسلام ، وتترتب على صاحبه أحكام المسلم .
الاحاديث الشريفة والسيرة النبوية تدلان على أن حكم الاسلام يدور مدار إعلان الشهادتين ظاهرا حتى لو كان ذلك تحت السيف ، وحتى لو علم أن معلنها كاذب وهدفه منها أن يحقن دمه .
فالاصل هو الاطلاق في الشهادتين وعدم إضافة أي شرط اليهما؟
وإضافة أي شرط أو قيد تحتاج الى دليل قطعي ، ومع الشك فالاصل الاطلاق والعموم .
ولكنكم ياعلماء المسلمين خرجتم عن القواعد العلمية وأضفتم شروطا ووضعتم قيودا ! وبذلك استدركتم على رسول الله صلى الله عليه وآله ، وعلى إجماع المسلمين مع الاسف !
الهواء والماء من ضروريات الحياة منذ أوجد الله الخلق والناس يتنفسون الهواء ويرتوون الماء لم يكونوا يعرفوا بأن الهواء مكون من أوكسجين ونايتروجين وثاني أكسيد الكربون .. الخ.
كيف دخل بلال الحبشيي وصهيب الرومي وياسر وسميه الإسلام ؟
قالوا أشهدأن لا إله إلا الله وأن محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم ) رسول الله فدخلوا الإسلام كان إيمانهم بقوة الجبال لم يتزحزحوا عن إيمانهم رغم التعذيب الوحشي من فراعنة قريش.
هل سألهم أحد عن شروط الشهادتين؟
هل شرحوا معناها؟
هل قرئوا المجلدات الضخمه للوصول لحقيقة الإيمان كانوا كقومهم يعبدون الأصنام ولما هداهم الله بمصباح الهدى محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبذوا عبادة الأصنام وقالوا لا إله إلا الله ، كفروا بالأصنام وأمنوا بالخالق الديان بتلك الكلمه التي أولها كفر بكل ماسوى الله وأخرها إيمان بالله.
- يحكم بالإسلام لمجرد التلفظ ما لم يقترن مع تلفظه ما يدل على بقائه على الشرك أو مظاهرة المشركين أو امتناعه عن قبول الحكم ويفترض فيه ترك الشرك والتزام الشرائع.
أي يحكم بالإسلام كل من تلفظ بالشهادين ونحن علينا الظاهر والله يتولى السرائر .
 
 - إن اقترن مع تلفظه ما يدل دلالة قطعية على الشرك أو رفض الشرائع أو مظاهرة المشركين فلا عبرة بأقوال كذبتها الأفعال فلا يحكم بالإسلام مع هذه الحال .
أي تتكلم عن من تلفظ بالإسلام لكن يأتي بنواقضه مثل من يشهد وفي نفس الوقت يسب الرسول أو الذات الإلهية.
 - إذا وجد لوث يدخل شبهة على إرادته لمدلول الشهادتين أو كان في تلفظه ما يشكل فلا بد من التبين لموضع اللوث .
أي تتكلم عن من وجد عنده بعض اللوث والذي يجب علينا أن نتبين منه قبل الحكم بإسلامه أو كفره أين الخلل هنا.
وهذا الكلام فتوى واستنتاج ، في الاول فلا يصلح أن يكون بداية البحث ؟ لماذا ؟ لترك القطعيات المتفق عليها مثل قبول النبي صلى الله عليه وآله إسلام أهل مكة وهم قادة الاحزاب وأئمة الكفر وجنودهم ، مع أنه يعلم أن كثيرا منهم كاذبون!
والثاني معارض لصحيح البخاري التي تنص على استحقاق من تشهد الشهادتين للجنة وإن زنى وإن سرق .. وعشرات الاحاديث الصحاح غيرها .
ولكن هناك أربعة آراء في المسألة:
الاول : التعبد بقول الرسول وعمله صلى الله عليه وآله بأن كل من نطق بالشهادتين حتى لو علم كذبه فهو مسلم ، وعدم الاستدراك عليه إلا ما استدرك هو بدليل قطعي .
مثل هناك شرط شرطه الله تعالى في كتابه العزيز , وهو قوله تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى وهذا الذي نعنيه , أنه من لم يكفر بالطاغوت فليس بمسلم ولن تنفعه الكلمة
والمسألة مسألة دلالة فقد تكفي الشهاديتين وقد تقوم كلمة أخرى بمقامهما.
والثاني : أن من نطق بهما وكان ظاهره الصدق ، فعلينا بالظاهر والله يتولى السرائر .
والثالث : أنا نأخذ بالظاهر بشرط عدم اللوث
 . ومثال على ذلك :
- (اليهودي لا يعتبر مسلم إلا إذا كفر بما كان عليه قبل أن يسلم)
 وكذلك النصراني لا يعتد بقوله أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله إلا إذا كفر بعقيدة النصارى وهي :
-  التثليث.
 - واليعقوبية وهي برقة من اليهود يقولون ان لا إله إلا الله محمد رسول الله (رسول للعرب فقط(.
فهذا لا ينفعهم وهو ما يقصد به بعض اللوث.
والرابع : أنا نأخذ بالظاهر بشرط أن لا يصدر منه ما يدل على كفره .
ولاحظ أن دائرة كل واحد منها أوسع من سابقه .
ونحن نقول بالاول ، ونرى أن قيد حسن الظاهر وقيد عدم اللوث مخالفان للنص ، وأن قيد الرابع لابد أن يرجع الى قيد الاول حتى يكون صحيحا .
حتى يتضح ويزل ما بيننا من خلاف لفظي :
أقول عقيدتنا هي ان كل من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله يحكم بإسلامه ابتداء بل قد نص أكثر من واحد من اهل العلم انه من يظهر بعض مظاهر الإسلام يحكم بإسلامه مثل من يصلي ويحج ومن تلبس الحجاب الاسلامي اعتقد أنه لا خلاف هنا.
إن ما ذكره علماء المسلمين من الآيات والتحليل العقلي الذي كثر الاعتماد عليه في كتب السنة مع الاسف ، إن كان فيها دلالة على تقييد النطق بالشهادتين بقيد ، فهو قيد ملغى شرعا بقول النبي وفعله صلى الله عليه وآله .
وبعبارة أخرى :
إن آيات وأحاديث الاكتفاء بالنطق بالشهادتين بدون أي قيد ، وسيرة النبي صلى الله عليه وآله في ذلك ، واردة وحاكمة على الآيات والاحاديث الاخرى المعارضة ، لان الاولى قطعية محكمة صريحة ، ولايصح رفع اليد عن المحكم بالمتشابه ، ولا عن الصريح بمحتمل الوجوه .
فحينئذ ترفع اليد عن قول النبي وفعله بتحليلات العقل القاصر . بل لا بد من القول إن الله أمر نبيه بالاكتفاء بالنطق بالشهادتين وإعلان الشخص انضمامه الى أمة الاسلام ، وأمر أن ترتب عليه أحكام الاسلام ، ثم حسابه على ربه.
ووضع على هذا في حالات قليلة استثناءات للحكم بارتداد المسلم .
وعلى هذا سيرة أغلبية المسلمين وفتاوى فقهائهم ، سيرة متصلة من عهد النبي الى يومنا ، ماعدا الخوارج .. و..  ؟
لحد الان الحمد لله أنا اتفقنا على تحريم تكفير المسلمين ، وأن المسلم شرعا كل من نطق بالشهادتين حتى لو أراد بذلك حقن دمه ، وأن السرائر موكولة الى الله تعالى ولا يجب التفتيش عنها بل لا يحل وأنه لا يخرج من الاسلام الشرعي أو الرسمي إلا من دل الدليل القطعي على ارتداده وخروجه .
فلماذا ؟ تكفير الاشعريين والصوفيين والشيعة وزوار ضرائح الاولياء وكل طوائف الاسلام المعلنين الشهادتين
فأرجو أن تعلن رأيك بتحريم التكفير ؟ وهذا عن الحد الفقهي للشهادتين .
أما عن معنى الشهادة الاولى فإذا كنت تريد الجانب السياسي منها :
فهو الاعتقاد بتفرد الله تعالى بالحاكمية في شؤون البشر كافة ، وأنه ليس لاحد أن يحكم بحكم صغير ولا كبير ، إلا بإذن من الله تعالى .
ومعنى الشهادة الثانية (محمد رسول الله)  :
أن هذا الحق أعطاه الله تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وآله ، وأعطاه الرسول من بعده لعلي والائمة من أهل بيته عند الشيعة .
وعند غير الشيعة أعطاه لاهل الحل والعقد على أن ينتخبوا شخصا من قبائل قريش الثلاث والعشرين .
لا إله إلا الله محمد رسول الله
معناها:
لا معبود بحق إلا الله , وبذلك تنفي الألهية عما سوى الله وتثبتها لله وحده ومن هنا كانت لا إله إلا الله ( ولاء وبراء) , ولاء لله ولدينه وكتابه وسنة نبيه وعباده الصالحين وبراء من كل طاغوت عبد من دون الله
قال تعالى فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى (البقرة 256).
وهكذا فكلمة التوحيد ولاء لشرع الله قال تعالى : اتبعوا ما أنزل إليكم من لابكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكرون (الأعراف 3) وبراء من حكم الجاهلية قال تعالى:  أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون (المائدة 50( وبراء من كل دين غير الإسلام قال تعالى:  ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين (آل عمران 85(
وذكروا أن هناك شروط سبعة وهي :
الأول : العلم بمعناها المراد منها نفياً وإثباتاً المنافي للجهل فلا يعقل أن يكون الإنسان مسلم وهو لا يعرف معنى هذه الكلمة وبتعبير أخر لا يوجد على ما اعتقد مسلم يجهل هذا الشرط وإن لم يكن على ذاكرته فانت لو سألته هل تعلم أنه لا معبود سوى الله لقال (نعم). كقوله تعالى  :فاعلم أنه لا إله إلا الله (محمد19).
الثاني : اليقين المنافي للشك , فهل يعقل أن يشك مسلم بأحقية الله في العبادة , وأنه المعبود بحق.
الثالث : القبول لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه قال تعالى :إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون .
الرابع : الانقياد لما دلت عليه هذه الكلمة قال تعالى: فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً.
الخامس : الصدق المنافي للكذب , فمن قالها كاذباً فليس بمسلم وإن حكمنا بظاهره أنه مسلم .
السادس : الاخلاص وهو تصفية العمل بصالح النية من جميع شوائب الشرك) ألا لله الدين الخالص) وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء .
السابع : المحبة لهذه الكلمة , ولأهلها والعاملين عليها , وبغض ما ناقض ذلك , وبغض كل من دان دين غير الإسلام , ويقصد بالبغض هنا الدين , أي لا يحب الرجل لأجل دينه .
هذا باختصار شرح لحقيقة لا إله إلا الله ولا يشترط كما قلنا أن يعدد الرجل الشروط حتى يدخل في الإسلام فمن قال لا إله إلا الله دخل الإسلام
ويشترط أنه يعرف ذلك , وكما أسلفنا فلا يعقل أن يقول أحدهم لا إله إلا الله ثم يشك في ذلك فمن شكك فلا تنفعه هذه الكلمة , فكيف يحكم بإسلام من جهل أن الله هو الخالق , أو حتى شك في ذلك , وكيف يعقل ان يكون الرجل مسلم وهو يقول لا أريد أن اتبع القرآن (شرط الانقياد) وهكذا باقي الشروط أو يقول أني أحب فرعون وأبا جهل (الشرط السابع المحبة) .
فمعرفة هذه الشروط أمر بديهي لكل مسلم ولا يحتاج الواحد منا أن يتعلمهما , لكن بسبب الجهل المركب والذي أصاب البعض جهلنا ما عرفته قريش .
فهل كان هذا الكلام فقهيا فينقض الأصل في تحقق الاسلام !
ومن هم هؤلاء ( العلماء ) أصحاب الشروط السبعة لتحقق صفة المسلم ، الذين استدركوا ؟
أما إذا كان كلامهم على مستوى الموعظة أو السياسة أو الدعوة الى الاخلاص في النية ، فلا باس به ، ولكن بميزان الفقه لا يغير من الامر شيئا ، ولا يصلح لنقض قبول رسول الله صلى الله عليه وآله ، إسلام قادة الاحزاب وأئمة الكفر وجنودهم تحت حد السيف !
اذا تلك الشروط استنبطت من القرآن
وقوله تعالى (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى) أليس هذا شرط , وإلا فهل ينفع إيمان بالله إن لم يصاحبه كفر بالطاغوت , وقوله تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى
 
- يحكموك فيما شجر بينهم
- ثم لا يجدوا حرجاً مما قضيت
- ويسلموا تسليماً
أليست هذه شروط , لكن لا يشترط للفرد معرفتهما جميعاً حتى يحكم بإسلامه , كما أنه لا يشترط لمن قرأ القرآن أن يعرف معنى الآية وتفسيرها حتى يناله ثواب القراءة , وقد وضعوا قواعد للتفسير
لم تكن على عهد النبي موجودة , وكذلك علم الحديث , وعلم الجرح والتعديل , كله لم يكن موجود على عهد النبي .
أرجع وأكرر أن لا يشترط أن يكون المسلم يعرفهما معرفة العد والحصر
لو سألت العامي هل تعلم أنه لا إله إلا الله لأجاب نعم , ولو سألته هل تشك بذلك لقال لا , ولو سألته هل أنت نتقاد لما اقتضته هذه الكلمة لقال نعم , ولو سألته هل تحب في الله وتعادي في الله لقال نعم , ولو سألته هل أنت صادق فيما تقوله لقال نعم , ولو سألته هل تقبل جميع أحكام الله قبول القلب واللسان وتستسلم لها لقال نعم .
فقد اعترفت الصحاح بسنة النبي القطعية صلى الله عليه وآله أنه قبل إسلام من نطق بالشهادتين تحت السيف مع علمه بكذبه . وهذا هو منطق الدين الذي يريد لامته أن تستوعب العالم وتتسع.
وهذه السيرة والسنة النبوية لا تقبل التقييد إلا بقيد صريح ناظر اليها ، وهو ما أجمع المسلمون على أنه يوجب ارتداد المسلم ، وليس ما اختلفوا فيه!
فلا تكن على مذهب خوارج العصر الذين ( يحبون الجهاد ) ولا يجدون له طريقا إلا بتكفير المسلمين ، وهدر دمائهم ، واستباحة أعراضهم إماء حلال للمجاهدين ، واستباحة أموالهم غنائم حلال للمجاهدين!
فإن منطق هؤلاء أبعد ما يكون عن الفقه وآراء فقهاء المسلمين وأهل السنة والجماعة! (إن شعارهم كفَّر ، واربح )
وأما الشك فإن الحكم في حالات الشك هو بقاء إسلامه ، حتى يأتي يقين بنقضه .. لان اليقين لا ينقض إلا بيقين مثله ، وعند الشك والظن يستصحب .
فأرجو أن تبقي في ذهنك هذا الاصل ، لانا سنحتاج اليه في بحثنا .
- والمتفق عليه بأن من ينكر ضروريا من ضرويات الدين ، أو يصدر منه قول أو فعل يدل دلالة واضحة على أنه منكر لالوهية الله تعالى ، أو وحدانيته ، أو نبوة النبي صلى الله عليه وآله . فهو بذلك كافر مرتد عن الاسلام .
اذاً : فالملاك قول أو فعل يرجع الى إنكار التوحيد أو النبوة .
هذا هو المتفق عليه عند جميع فرق المسلمين وهناك مراتب دونه مختلف فيها بين فقهاء المذاهب ، والمذهب الواحد.
ولكن ماعدا بن تيمية ومن تابعه (يحاول ترتيب مواد يسميها نواقض الاسلام ، وهي مواد لم تثبت فقهيا ، مضافا الى أن تطبيقها كيفي)
وقد كانت هذه المواد الخاطئة أحد العوامل التي التي أوقعت المتشددين من تابعيه في تكفير الامة الاسلامية الا من وافقهم !
عرفنا هناك أمور أجمعت عليها الامة الإسلامية , ان من فعل واحدة منها فقد خرج من الملة , مثل من سب الله او الرسول , أو نحى أحكام الله وطعن بالقرآن , أو أنكر ما هو معلوم بالدين بالضرورة , وهناك أمور مختلف فيها , هل يكفر فاعلها أم لا ؟ فنواقض الإسلام ليس أمر افتراضي , بل المعروف أن لكل قاعدة أساس , ولكل أساس ناقض
فمن قال لا إله إلا الله ثم شتم الله , فهذا قد أنى بناقض من نواقض الإسلام , فهل لنا أن نتكلم عن نواقض الإسلام المجمع عليها بين كل الفرق  .
ولنبدأ مثلاً بالناقض الأول الشرك بالله :
من المتفق عليه هو : أن النبي صلى الله عليه وآله قبل إسلام مشركي مكة عندما فتحها ، بمجرد إعلان أحدهم الشهادتين لا أكثر . وهو يعلم أن فيهم أئمة الكفر وقادة الاحزاب بنص القرآن ، الذين مردوا على الكفر والشرك والنفاق.
ثم أخذهم معه الى معركة حنين لحرب هوازن ، وكان عددهم ألفان ، وقد دبروا الهزيمة عند أول كمين من هوازن ، فانهزم المسلمون بهزيمتهم ، وفرحوا بهزيمة النبي والمسلمين وقالوا مانرى هزيمتهم تنتهي دون البحر !وحاولوا قتل النبي مرات ! وكان بعضهم يحمل أصنامه معه !
ومع ذلك لم يحكم النبي بارتداد أحد منهم!
فهل ؟ اننا لا يحق لنا أن نحكم بارتداد أحد ممن قال لا إله إلا الله بعد ان يأتي بناقض من نواقضها , مثال على ذلك (من شتم الله علناً) ألا يحكم بكفره , ومن أنكر الصلاة ألا يحكم بكفره , فنحن نتكلم عن نواقض الإسلام . ألست معي ؟ أن هناك نواقض للإسلام ؟
ألا توافقني ان هناك من الأقوال والأفعال ما تخرج المسلم من دينه
ومثل حبه لأهل الكفر وبغضه أهل الإيمان , ومثل كراهية ما أنزل الله
ومثل رمي القرآن في القاذورات , ومثل شتم الرسول , هل توافقني
أن هذه الأفعال تعد من نواقض الإسلام؟ وأنه يحكم على فاعلها بالكفر
لماذا تريد مني أن أكرر هذا القول ؟
- نعم يحكم بالإسلام على كل من نطق بالشهاديتين.
- لكن يحكم بالكفر على من نطق بالكفر وقامت عليه الحجة.
ثم ما حكم من كره الرسول الآن وكره ما أنزل الله من الحق , إن قلت يكفر بفعله هذا , قلنا وهذا هو الحق ؟ وإن قلت لا يكفر , قلنا لك :
-        فمتى إذن يكفر المسلم ؟
يكفَر المسلم إذا صدر منه عمل يلزم منه لزوما صريحاً أنه تراجع عن الشهادة لله سبحانه بالوحدانية ولنبيه محمد صلى الله عليه وآله بالنبوة.
أما إذا صدر منه عمل تراه أنت كذلك بسبب وجود شبهة في ذهنه ، وكان يدعي أن ذلك لا ينافي إسلامه فهي شبهة تدرأ عنه الحكم بالردة .
-        أخبرني بالله عليك عن الذي يزور القبور ويصلي عندها ويتوسل الى الله تعالى بالاموات ولا يرى ذلك مخلاً بإسلامه ، بل يراه إيماناً وتقرباً الى الله يؤكد إسلامه.
-        فكيف تجرؤ أن تحكم بكفره وتستحل دمه ؟!
تذكروا ياعلماء المسلمين - إن الحدود التي هي ضرب بعدد من السياط ، تدرأ بالشبهات . فما بال التكفير وهدر الدم والحكم بوجوب القتل لا يدرأ بالشبهة!
-        ثم أليس من شروط العمل النية!
- وهو لم ينو بذلك كفراً بل إيماناً!
فنحن نعتقد أن من أشرك مخلوقاً مع الله تعالى ولو بمقدار ذرة فهو مشرك . ومن أنكر نبوة النبي صلى الله عليه وآله ، فهو كافر .
لكنا نختلف في التطبيق فنقول :
عندما أعلن الشخص أنه يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فهذا يعني التزامه بلوازمهما .. وهي لوازم كثيرة .
يا مسلمين ؟ إن حكمنا بأن كل من خالف لوازمها القريبة والبعيدة ، فقد أشرك وكفر . لزم أن نحكم بكفر أكثر المسلمين ماعدا قلة ضئيلة جداً !
بل سيكون الرياء وحب السمعة والجاه شركا وكفراً !
وبما أن هذا الاطلاق لا يمكن أن يكون مراداً في الشريعة من الشهادتين ، وبما أن المعهود من سيرة النبي صلى الله عليه وآله خلافه . فإن الحكم هو الاقتصار على على القدر المتيقن فقط .
فمن تشهد الشهادتين فقد عصم دمه وماله وترتبت عليه أحكام المسلم ، إلا من ثبت أنه خرج من إحداهما أو منهما ( خروجا قطعيا ) وعند الشك في ارتداده وعدمه يبقى الحكم بإسلامه ساريا ، لانا كنا على حالة يقين ، ولا يجوز أن نخرج منها بشك بل بيقين آخر .
وعليه : فمن ظهر منه قول أو فعل يدل على أنه يعتقد بأن لنبي أو إمام أو ولي أو مخلوق آخر ، شراكة مع الله تعالى ، نوضح له ونسأله : هل تعتقد بأن له شراكة مع الله ولو بمقدار ذرة ؟
فإن أجاب بنعم ، فهو مشرك مرتد .
وإن أجاب بلا ، أو تحير ، يبقى حكم المسلم عليه ساريا ، لعدم وجود اليقين بخروجه منه .. ونرشده الى خطئه ومعصيته إن كانت .
فنحن لا نخرج من اليقين إلا بيقين ينقضه؟
أما أنتم فتنقضون اليقين بالشك ، مع الاسف !
وتخالفون قاعدة (استصحاب الحالة السابقة ) عند الشك ، مع أنها حالة ثابتة في جميع القوانين والشرائع ، وعليها سيرة عقلاء العالم ، وقد أمضاها الاسلام ، وأقريتم بها أنتم في أصول الفقه ، ثم نقضتموها في الفقه !
وصلى الله على محمد واله وصحبه اجمعين الى يوم الدين .
dr. Sajid Sharif Atiya سجاد الشمري  sajidshamre@hotmail.com



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق