بسم الله الرحمن الرحيم
أعظم الكلام كذبا وجهلا علي مع الحق والحق مع علي
قال الشيخ بن تيمية
في كتاب منهاج السنة : حديث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : علي مع الحق، والحق يدور معه حيث دار، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض. من أعظم الكلام كذبا وجهلا، فإن هذا الحديث لم يروه أحد عن النبي
صلى الله عليه وسلم لا بإسناد صحيح ولا ضعيف،
وهل يكون أكذب ممن يروي (يعني العلامة الحلي) عن الصحابة والعلماء أنهم رووا حديثا
والحديث لا يعرف عن أحد منهم أصلا ؟ بل هذا من أظهر الكذب، ولو قيل : رواه بعضهم
وكان يمكن صحته لكان ممكنا وهو كذب قطعا على النبي صلى الله عليه وسلم فإنه كلام
ينزه عنه رسول الله.( 167، 168). انتهى كلامه
ـ أقول
أما الحديث فأخرجه جمع من الحفاظ والأعلام منهم :
- الخطيب في التأريخ
ج 14 ص 321 من طريق يوسف بن محمد المؤدب قال : حدثنا الحسن بن أحمد بن
سليمان السراج : حدثنا عبد السلام بن صالح : حدثنا علي بن هاشم بن البريد عن أبيه
عن أبي سعيد التميمي عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال : دخلت
على أم سلمة فرأيتها تبكي وتذكر عليا وقالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : علي مع الحق والحق مع علي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض يوم القيامة.
هذه أم
المؤمنين أم سلمة سيدة صحابية، وقد نفى الرجل أن يكون أحد الصحابة قد رواه كما نفى
أن يكون أحد من العلماء يرويه إلا أن يقول : - إن
الخطيب وهو (هو ليس من العلماء) ؟
- أو لم يعتبر
أم المؤمنين صحابية، وهذا أقرب إلى مبدأ ابن تيمية لأنها علوية النزعة. علوية
الروح. علوية المذهب ؟ .
ومن طريق اخر:
حديث أم سلمة سمعه
سعد بن أبي وقاص في دارها قال سمعت : رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : علي مع
الحق. أو : الحق مع علي حيث كان : قاله في بيت أم سلمة فأرسل
أحد إلى أم سلمة فسألها فقالت : قد قاله رسول الله في بيتي. فقال الرجل لسعد : ما
كنت عندي قط ألوم منك الآن. فقال ولم ! قال : لو سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم
لم أزل خادما لعلي حتى أموت.
المصدر : أخرجه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد 7 ص 236 وقال : رواه
البزار وفيه (سعد بن شعيب ) ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح.
قال الأميني :
الرجل الذي لم يعرفه الهيثمي هو (سعيد بن شعيب ) الحضرمي قد
خفي عليه لمكان التصحيف، ترجمه غير واحد بما قال شمس
الدين إبراهيم الجوزجاني : إنه كان شيخا صالحا صدوقا.
المصادر :
-
كما
في خلاصة الكمال 318
-
وتهذيب
التهذيب 4 ص 48.
-
وهذا
الحافظ ابن مردويه في (المناقب) والسمعاني في (فضائل الصحابة) أخرجا بالإسناد عن
محمد بن أبي بكر عن عايشة أنها قالت : سمعت رسول الله صلى
الله عليه وآله يقول : علي مع الحق والحق مع علي لن
يفترقا حتى يردا علي الحوض. وكيف يحكم الرجل بأن الحديث لم يروه أحد من
الصحابة والعلماء أصلا؟
-
وأخرج
ابن مردويه في (المناقب) والديلمي في (الفردوس) أنه
لما عقر جمل عايشة ودخلت دارا بالبصرة أتى إليها محمد بن أبي بكر فسلم عليها فلم
تكلمه فقال لها : أنشدك الله أتذكرين يوم حدثتيني عن
النبي صلى الله عليه وسلم إنه قال : الحق لن يزال مع علي وعلي مع الحق لن يختلفا
ولن يفترقا ؟ فقالت : نعم.
-
وروى
ابن قتيبة في (الإمامة والسياسة) 1 ص 68 عن محمد بن أبي بكر أنه دخل
على أخته عائشة رضي الله عنها قال لها: أما سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول : علي مع الحق، والحق مع علي ! ثم خرجت تقاتلينه.
-
وروى
الزمخشري في (ربيع الأبرار) قال : استأذن أبو
ثابت مولى علي على أم سلمة رضي الله عنها فقالت : مرحبا بك يا أبا ثابت، أين طار
قلبك حين طارت القلوب مطائرها ؟ قال : تبع علي بن أبي
طالب. قالت : وفقت والذي نفسي بيده لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
علي مع الحق والقرآن، والحق والقرآن مع علي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
-
وبهذا
اللفظ أخرجه أخطب الخطباء الخوارزمي في (المناقب) من طريق الحافظ ابن مردويه.
-
وكذا شيخ الاسلام الحموي في (فرائد السمطين) في الباب ال37
عن طريق الحافظين أبي بكر البيهقي والحاكم أبي عبد الله
النيسابوري.
-
وأخرج
ابن مردويه في (المناقب) عن أبي ذر أنه سئل عن اختلاف
الناس فقال : عليك بكتاب الله والشيخ علي بن أبي طالب
عليه السلام فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : علي مع الحق والحق معه وعلى لسانه، والحق يدور حيثما دار
علي.
ويوقف
القارئ على شهرة الحديث عند الصحابة احتجاج أمير المؤمنين به يوم الشورى بقوله :
أنشدكم بالله أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه
وآله قال : ألحق مع علي وعلي مع الحق يزول الحق مع علي كيفما زال ؟ قالوا : أللهم
نعم.
وهنا نسأل
بن تيمية عن أن هذا الكلام لماذا لا يمكن صحته ؟
أفيه شئ
من المستحيلات العقلية كاجتماع النقيضين أو ارتفاعهما ؟
أو اجتماع
الضدين أو المثلين ؟
وكأن الرجل يزعم أن
الحقيقة العلوية غير قابلة لأن تدور مع الحق وأن يدور الحق معها.
وصلى الله على محمد واله وصحبه اجمعين الى يوم الدين.
dr. Sajid Sharif
Atiya سجاد
الشمري
sajidshamre@hotmail.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق